تواجه شركة “جوجل” تهديداً استراتيجياً قد يغير خارطة أعمالها بشكل جذري، حيث تسعى وزارة العدل الأمريكية، لاستصدار حكم قضائي يُلزم الشركة ببيع متصفح “كروم”، ضمن سلسلة إجراءات لمكافحة الاحتكار تهدف إلى كبح هيمنتها على سوق البحث عبر الإنترنت، بحسب بلومبرج.
وفقًا لتقرير نشرته بلومبرج، قد تصل قيمة المتصفح إلى 20 مليار دولار، إذا قرر القضاء الأمريكي إجبار “جوجل” على بيعه.
يمثل “كروم” أحد الأركان الرئيسية في منظومة أعمال “جوجل”، حيث يستخدم المتصفح محرك البحث الخاص بها بشكل افتراضي، ما يتيح لها جمع بيانات المستخدمين وتحسين أدائها في قطاع الإعلانات الرقمية، الذي يُعد مصدراً رئيسياً لإيرادات الشركة.
تهيمن “جوجل” على نحو 67% من سوق المتصفحات العالمي، ما يجعلها قوة لا يُستهان بها في هذا القطاع.
من المتوقع أن يصدر القاضي الفيدرالي “أميت ميهتا” حكمه النهائي في هذه القضية بحلول أغسطس 2025، في حين ستُعقد جلسة استماع أولية في أبريل المقبل لمناقشة العقوبات المحتملة.
من بين الخيارات المطروحة أمام المحكمة، فصل أنشطة رئيسية في أعمال الشركة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي ومنصة “أندرويد”.
أبدت “جوجل” اعتراضها الشديد على هذه التحركات، معتبرةً أنها تمثل “أجندة متطرفة” قد تؤدي إلى الإضرار بالمستهلكين والمطورين.
أكدت الشركة في بيان صادر عن نائب رئيس الشؤون التنظيمية، لي-آن مولوهاند، أن نجاحها جاء نتيجة جودة خدماتها وليس بسبب ممارسات احتكارية.
إذا أُجبرت “جوجل” على بيع “كروم”، فقد يفتح ذلك الباب أمام شركات ناشئة ومتوسطة الحجم لتعزيز تواجدها في سوق البحث الإلكتروني، من خلال الوصول إلى بيانات المستخدمين التي كانت حكراً على “جوجل”.
مع ذلك، يرى محللون أن بيع المتصفح قد يكون خطوة صعبة التنفيذ، نظرًا لضرورة وجود مشترٍ كبير قادر على تحمل تكلفته الهائلة، مثل شركات التكنولوجيا العملاقة أو الجهات الاستثمارية الكبرى.
من بين التدابير الإضافية التي تسعى وزارة العدل إلى فرضها، قد تُلزم “جوجل” بترخيص نتائج البحث لشركات أخرى أو فصل بيانات المستخدمين عن أنشطتها الإعلانية.
من شأن هذه الخطوة تعزيز قدرة المنافسين على تحسين خدماتهم وتعزيز الابتكار في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي يشهد تنافساً محموماً.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
