ارتفعت أسعار النفط بينما تشير التوقعات إلى تراجع في أسواق الأسهم الآسيوية، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ومخاوف من تورط أمريكي مباشر. كما ارتفع الدولار الأمريكي لأعلى مستوى له خلال شهر، بينما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، في ظل ترقب المستثمرين لقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.1% في التداولات المبكرة، بعدما أنهى تعاملات الثلاثاء عند أعلى مستوى له منذ نحو خمسة أشهر. ويأتي هذا الصعود في ظل تكهنات بأن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري المباشر.
وبحسب مصادر مطلعة، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعًا مع فريق الأمن القومي لمناقشة التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط. ونشر ترامب منشورًا على منصات التواصل الاجتماعي يطالب فيه بـ”الاستسلام غير المشروط” من إيران، مهددًا باستهداف المرشد الأعلى علي خامنئي، ومشيرًا إلى أن “مكان اختبائه معروف وسهل الاستهداف، لكننا لن نقدم على قتله – على الأقل في الوقت الراهن”.
ويقول كيني بولكاري من شركة SlateStone Wealth لبلومبرج: “الأسواق ستظل متوترة حتى يهدأ الوضع في المنطقة”. ويعزز هذا التوتر توقعات بموجة تقلبات إضافية في الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، شهدت الأسواق تحركات لافتة في أسعار السلع الأساسية، حيث ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى حوالي 72.5 دولارًا للبرميل، بينما سجل خام برنت نحو 74.44 دولارًا، وسط مخاوف من تعطل إمدادات الطاقة في حال اتساع رقعة النزاع. في الوقت ذاته، لجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن، ما رفع سعر الأونصة إلى ما بين 3,378 و3,386 دولارًا. أما مؤشر الدولار الأمريكي فقد واصل مكاسبه، مستقرًا عند 98.8 نقطة، بدعم من تراجع شهية المخاطرة عالمياً.
ضغوط على الأسواق الأمريكية
شهدت مؤشرات وول ستريت تراجعًا، حيث خسر مؤشر S&P 500 نحو 0.8%، مدفوعًا ببيانات اقتصادية ضعيفة شملت انخفاض مبيعات التجزئة للشهر الثاني على التوالي، وتراجع الإنتاج الصناعي، وانخفاض ثقة شركات البناء إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2022.
وأدت هذه البيانات إلى تعزيز توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة مرة أخرى خلال 2025، إذا لم تمثل أسعار الطاقة تهديدًا لمسار التضخم الهابط.
ويتوقع الاقتصاديون أن يبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعي يونيو ويوليو، على أن يرسل إشارات محتملة عبر تحديث التوقعات الاقتصادية يوم الأربعاء.
وتقول سيما شاه، كبيرة المحللين في Principal Asset Management: “الاحتياطي الفيدرالي يسير على حبل مشدود… ونتوقع أن يبدأ الخفض في الربع الرابع”.
ترامب قد يضغط على الفيدرالي مجددًا
وفي حال عقد الفيدرالي أربعة اجتماعات متتالية دون خفض للفائدة، قد يُشعل ذلك موجة انتقادات جديدة من الرئيس ترامب. لكن المسؤولين الفيدراليين أوضحوا أنهم بحاجة إلى مزيد من الوضوح من البيت الأبيض، خاصة فيما يتعلق بالسياسات التجارية والضرائب والهجرة.
المخاطر تتزايد… والانتباه للتحول الدولي
ويرى أندرو تايلر، رئيس استخبارات السوق العالمية في JPMorgan، أن المستثمرين يجب أن يكونوا أكثر حذرًا حاليًا، حتى لو أثبتت استراتيجية “الشراء عند الانخفاض” نجاحها خلال 2025. وقال: “المعطيات كانت تُشير إلى أن السوق مهيأ لتصحيح، بغض النظر عن التصعيد بين إسرائيل وإيران”.
وفي استطلاع حديث أجرته بنك أوف أمريكا، توقعت غالبية مديري الأصول أن تتفوق الأسهم العالمية على الأسهم الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة. وأظهرت النتائج أن 54% من المشاركين يفضلون الأسهم الدولية، مقابل 23% للأسهم الأمريكية، بينما توقع 13% أن يكون الذهب هو الأفضل أداءً، و5% فقط اختاروا السندات.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
