رئيس التحرير / أسامه سرايا | المشرف العام / خالد أبو بكر |
نشرة الصناعات الغذائية أخبار

الفراولة المصرية تواجه خسائر “غير مناخية” رغم موسم واعد

فتح سوق

يقف “عم محمد” وسط حقله المكسو بخضرة الفراولة في محافظة الغربية، يراقب بقلق شتلات كان يأمل أن تثمر رزق العام، لا يشكو من الطقس، فالمناخ هذا الموسم مثالي، لكن همّه الأكبر تلك الشتلات التي لم تحتمل الحياة، والتكاليف التي تتصاعد مع كل إعادة زراعة.

بين يديه ثمرة حمراء تبدو كرمز للنجاح، لكنها تُخفي وراء بريقها موسمًا قاسيًا، تُكابد فيه الفراولة المصرية خسائر لا علاقة لها بالمناخ، بل بجودة الشتلات وضعف الأسعار العالمية التي قد لا تُنصف تعب “عم محمد” ولا صبره.

ملامح الموسم

ارتفعت المساحات المنزرعة بمحصول الفراولة هذا العام بنسبة 30% تقريبا، وهو الوضع الذي كان مبشرا في البداية، لكن اصدم حماس السوق بإمدادات أقل من الشتلات الجيدة التي استخدموها للزراعة، الأمر الذي تطلب إعادة زراعة مساحات واسعة، ما ضغط على التكاليف في ظل بقاء أسعار التصدير عند مستويات متدنية.

توقع العاملون في الصناعة ارتفاع الإنتاج إلى مستويات تاريخية، قرب 100 ألف فدان للمرة الأولى في تاريخ مصر.

لا ترتبط خسائر النباتات هذا الموسم بالظروف المناخية، بل على العكس، تستفيد زراعات الموسم الجاري من ظروف مواتية بما في ذلك درجة الحرارة المثلى والرطوبة النسبية والفترة الضوئية، والتي تعزز النمو الخضري القوي والإزهار وتكوين الثمار، بحسب الرئيس التنفيذي لمزرعة ليجاسي لإنتاج وتصدير الفراولة خالد البنا.

كما تعزز ممارسات الزراعة المتقدمة، مثل الري الدقيق والتسميد والإدارة الدقيقة للتربة، من مقاومة النباتات لعوامل الإجهاد البيئي”

من أين الخسائر؟

واجه المزارعون صعوبات في الحصول على شتلات عالية الجودة، وكان أكبر تحدي هذا الموسم هو جودة الشتلات المستوردة، إذ تُظهر نسبة كبيرة من هذه الشتلات حيوية منخفضة ونفوقًا مرتفعًا، الأمر الذي لا يزيد من تعرض المحاصيل للأمراض الناشئة فحسب، بل يزيد أيضًا من تكاليف التشغيل، بما في ذلك إعادة الزراعة والتدابير المكثفة لمكافحة الآفات والأمراض.

الأضرار من حيث الحجم المفقود والتأخير ستكون كبيرة، وتعتمد إنتاجية المتوقعة على جودة النباتات وإدارة المحصول بشكل عام، فالشتلات الضعيفة ومعدلات النفوق المرتفعة تؤدي إلى انخفاض كثافة الزراعة وتفاوت نمو الثمار وانخفاض الإنتاج الكلي.

إعادة زراعة المساحات التالفة

لا توجد تقديرات واضحة للمساحات التي تلفت شتلاتها، لكن يحاول المزارعون المتضررون إعادة الزراعة مرة أخرى.

بينما الحقول المزروعة بنجاح على وشك أن تؤتي ثمارها، ستشهد المناطق المعاد زراعتها تأخيراً طفيفاً.

وبالإضافة إلى تأثيرها على الإنتاجية، تفرض هذه التحديات تكاليف إضافية كبيرة، لا سيما لإعادة الزراعة وتكثيف مكافحة الأمراض والآفات، ما يرهق الميزانيات التشغيلية للمزارعين ويقلل من الجدوى الاقتصادية للموسم.

تخفيف الأثر

من الممكن التخفيف من المخاطر، عبر الالتزام الصارم ببروتوكولات الصحة النباتية، والمراقبة الحقلية المستمرة، والإدارة الدقيقة للمحاصيل ضرورية للحفاظ على صحة النبات وضمان موسم مستقر ومنتج، بحسب مدير مزرعة فراولة في الدقهلية، محمد قاسم.

يتطلب تحقيق محاصيل مستقرة وثمار عالية الجودة استراتيجية إدارة متكاملة، بما في ذلك نشر نباتات عالية الجودة، وعمليات زراعية دقيقة، وتطبيق صارم لبروتوكولات الصحة النباتية، بحسب قاسم.

أسعار التصدير

من المتوقع أن يبدأ موسم صادرات الفراولة نوفمبر المقبل، وسيستمر حتى مارس 2026.

لكن، من غير المتوقع أن تعكس الأسعار ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة بعد انهيارها في الموسم الماضي بعد بداية قوية.

في الموسم الماضي، تحول العديد من المزارعين في وقت مبكر جدًا إلى تجميد الفراولة للتصدير، حيث لم تكن صادرات الفراولة الطازجة مربحة بما فيه الكفاية.

ومن المتوقع أن يتكرر نفس الاتجاه في الموسم المقبل، حيث ستصبح صادرات الفراولة الطازجة نشاطًا تكميليًا مقارنة بالمجمدة.

وتقترب مصر من تصدير 500 ألف طن من الفراولة المجمدة سنويا، مقابل 50 ألف طن من الفراولة الطازجة.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

الرئيس السيسي يشدد على تذليل العقبات أمام المستثمرين الكويتيين في مصر

شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على التزام الدولة بتذليل أية...

منطقة إعلانية