لم يتوقع أحد الارتفاعات التي شهدتها أسواق الأسهم خلال العام الجاري 2019، والذي شهد العديد من البيانات الاقتصادية الضعيفة والرياح المعاكسة التجارية والمخاوف بشأن خروج بريطانيا، ورغم ذلك أنهت الأسهم الأوربية العام بأكبر مكسب في عقد هازمة جميع التوقعات المتشائمة.

هل تتكرر موجة الصعود

ويقول العديد من المشاركين في السوق إن تكرار موجة الصعود في الأسهم خلال العام الجاري غير مرجح، ومع ذلك يرى مديرو المحافظ الاستثمارية بعض الفرص في أسهم قطاعات مثل البنوك والطاقة وأسهم الشركات قوية التوليد للنقدية وصاحبة توزيعات الأرباح المستمرة.

وجلب العام الجاري العديد من المفاجآت، فاليونان المكبلة بالمشاكل الاقتصادية منذ وقت طويل تستعد لأن تكون بورصتها صاحبة أفضل أداء في العالم العام الجاري مرتفعة بنسبة 47%.

وحققت الأسهم الدورية (التي تتبع شركاتها الدورات الاقتصادية من ركود وانتعاش وغير ذلك) عودة قوية وتفوقت على الأسهم الدفاعية في النصف الثاني من العام، بدعم من التقدم في المحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وفي تحول كامل عن خسائر 2018، ارتفعت جميع القطاعات الدورية، وكان 2019 أيضا هو عام قياسي للديون سلبية العائد وتجدد المحفزات النقدية.

وفيما يلي بعض الأفكار الاستثمارية والاختيارات التي يحبذها مديرو الأموال بينما ندخل في 2020.

أسواق ذات منتجات متنوعة

وقال توماس لير، استراتيجي في شركة إدارة الأصول “فلوسباخ فون ستورش”، إنه لا يتوقع ركود ولا زخم كبير وإنما نمو معتدل، ويفضل التركيز على الشركات التي تستطيع الصمود في وجه العقبات الموقتة وتقدم منتجات واسعة وتنوع أسواقها.

ويقول ماركوس بوب، مدير محفظة في صندوق “سمارت اندستريال تيكنولوجيز” الذي يدير أصول بقيمة 813 مليون يورو: “الصين لا تزال تقلل مستوى ديونها وبالنظر إلى عدم اليقين التجاري تظل بيئة الاستثمار صعبة.. ورغم أن البيانات الاقتصادية كانت سيئة في 2019 لكنها لم تكن منهارة”.

ويتوقع أن تظل البيانات ضعيفة حتى النصف الثاني من 2020 كما أن مستوى التحسن فيها بعد ذلك قد يكون محبطا.

ويوضح توماس لير، أن شركته تفضل الأسهم الدورية على المدى الطويل.

ويشعر  ماكس كونكل، مدير المعلومات في بنك “يو بي إس”، بالحذر فيما يتعلق بأوروبا ويتوقع انكماشا في الأرباح بدلا من تعافي في النمو على عكس ما إجماع المحللين.

ولا يتوقع كونكل توقيع اتفاق المرحلة الثانية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مضيفا أنه رغم أن بيانات مؤشرات مديري المشتريات سوف تتحسن، فإن عدم اليقين المستمر سوف يحد من الإنفاق الرأسمالي من قبل الشركات الصناعية  وكذلك من نموها.

الأسهم الدورية والدفاعية

ويوصي كونكل بالاستثمار بتوازن بين الأسهم الدورية والدفاعية والتركيز على الأسهم ذات الجودة العالية التي تتمتع شركاتها بميزانيات قوية وأرباح مستقرة وينصح أيضا بأسهم الشركات التي توزع شركاتها الأرباح بصورة مستدامة

وجذبت الأسهم ذات القيمة انتباه المستثمرين كذلك في 2019، فلم تعد أسهم البنوك، أرخص قطاع بعد السيارات، منبوذة، وقال كونكل إنه يحب أسهم البنوك على المدى القصير بالنظر إلى وضعهم المالي القوي حاليا وتقييماتهم الرخيصة للغاية، وأشار إلى النمو الإيجابي في القروض وتراجع نسبة القروض المعدومة.

وتوقع فيليب بيرجانا، مدير محفظة في “جي إل سي آيبريريان أوبرتيونيتيز فاند”، أن تكون أسهم البنوك من أكبر الرابحين عند أول علامات على التغير في السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية، ولكنه أوضح أن الأسواق المالية غير مستعدة لذلك بعد.

قطاع الطاقة

وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” إن أسهم البترول والغاز التي ينظر إليها على أنها أسهم دورية وذات جودة كذلك، تبدو كفرص محتملة للبعض كذلك بعد العام المخيب للقطاع، ويرى سانتييجو ماتيو، مدير محفظة في “كاكسيا بنك”، إن قطاع الطاقة كان بين قطاعات “القيمة” التي لم تلحق بموجة الصعود في الأسواق العام الجاري نظرا لعدم اقتناع الأسواق بالتأثير الجيد للتشريع الجديد الذي يضع موعدا نهائيا لاستخدام الوقود منخفض الكبريت في قطاع الشحن البحري.

وأوصى بشراء أسهم شركة “ريسبول” للطاقة لأنها تقود السباق نحو التحول في قطاع الطاقة دون المساومة على توزيعات أرباحها.

وأخيرا لدى البعض توصيات مغايرة تركز على الشركات التكنولوجية، ويقول فهد حسن، مدير محفظة في “أتلانتيك هاوس” لإدارة الأصول، إنه يفضل شركة “مايكرو فوكس” البريطانية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والبرمجة، ووصف تقييمها شديد الانخفاض كفرصة.

وتراجعت أسهم الشركة بنسبة 36% العام الجاري بعد هبوطها بنسبة 45% في 2018، ولكن حسن يعتقد أن الشركة لديها وقت وسوف تولد أصولها من البرمجيات نقدا كافيا لسداد الديون ومواصلة تغطية توزيعات الأرباح.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا