كتبت – نرمين إبراهيم
تتجه أسعار البطاطس نحو أعلى مستوى لها منذ 2018 مدفوعة بانخفاض المعروض نتيجة لتراجع مساحات الزراعة والخسائر التي طالت المنتجين في موسمي الزراعة قبل الأخير.
بداية الارتفاع
أخذت الأسعار في الزيادة منذ مطلع شهر يونيو الماضي، مع إنتهاء حصاد العروة “المحيرة” في مايو السابق له، مدفوعة بنقص المعروض بالأسواق.
وفقًا لأسواق الجملة، تصل أسعار بيع الكيلو إلى 6 و7 جنيهات، هذه القيمة ترتفع في الطبيعي بنحو 3-4 جنيهات حتى وصول المنتج إلى المستهلكين في أسواق التجزئة، وكانت قد سجلت في 2018 أعلى سعر لها عند 15 جنيهًا في الكيلو.
غياب رؤى التسويق
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن غياب الخطط التسويقية عن المحاصيل الزراعية واحدة من أبرز العقبات أمام المحافظة على الأسواق من التقلبات المفاجئة، وهذا الأمر لا يحدث مع البطاطس وحدها.
أوضح: “أسعار بيع البطاطس في أسواق التجزئة بلغت 10 جنيهات للكيلو في مناطق كثيرة، وهذه القيم مرتفعة ولا تُسجلها الأسواق في الطبيعي”.
أوضح واصل، أن المساحات المنزرعة بمحصول البطاطس في العروة الأخيرة كانت أقل من الطبيعي، وارجع ذلك غلى الأزمات التي واجهت المنتتجين والفلاحين في العروتين قبل الأخيرة.
كيف تدخلت وزارة الزراعة؟
قالت مصادر حكومية لـ”ايكونومي بلس” إن الوزارة اعلنت في بداية العام عن توجهها لتخفيض المساحات المنزرعة بالبطاطس العام الحالي بإجمالي 100 ألف فدان في عروات الزراعة الثلاث.
أضاف: “الزراعة قررت خفض المساحات المنزرعة بالمحصول لنحو 375 ألف فدلن مقابل 475 ألف فدن في الطبيعي، على 3 عراوت مختلفة (صيفية، شتوية، محيرة) بإنتاج كلي يفوق الـ5 ملايين طن.
أرجعت المصادر هذا التوجه إلى الخسائر الكبيرة التي طالت المنتجين بسبب تدني مستويات الأسعار تحت حد التكلفة خلال زراعات العام الماضي، بلغت 500 جنيهًا في الطن، ما دفع الوزارة لتقليل كميات التقاوي المستوردة بغرض الزراعة.
تعمد خفض واردات التقاوي
تابعت المصادر: “الوزارة سمحت بدخول 110 آلاف طن من التقاوي مقابل 140 و150 الف طن في الطبيعي، ومع رغبة الفلاحين في تجنب خسائر جديدة تراجعت المساحات المنزرعة بالمحصول”.
أوضحت أن زراعات البطاطس في العروة الأخيرة “المُحيرة” خسرت 20 الف فدان بسبب الأزمات السابقة، نزولًا إلى 130 ألف فدان.
قال رئيس جمعية رجال الأعمال علي عيسى، إن إنتاج العروة الأخيرة واجه مشكلة كبيرة في التخزين، ما رفع المعروض في فترة الحصاد بصورة فوق الطبيعية، لكن بعد إنتهاء الموسم أخذت الكميات المتاحة للبيع في التراجع.
أوضح: “تخوف المنتجون من تخزين البطاطس نظرًا لما شهدته الأسواق من تأثيرات سلبية في العراوت السابقة”
توقعات باستمرار زيادة الأسعار
توقع عيسى استمرار ارتفاع الأسعار حتى بدايات إنتاج العروة المنزرعة حاليًا، والتي ستظهر بالأسواق في شهر أكتوبر المُقبل. ولذلك فهى تسير فى اتجاه صاعد نحو أعلى مستوى سعر بلغته في العام 2018 عند 15 جنيهًا في الكيلو للأسباب نفسها.
هل الأسعار عادلة؟
بناءًا على تقديرات التكلفة، يرى رئيس مجلس إدارة شركة الوادي للتنمية الزراعية “دالتكس”، أن أسعار البيع الحالية للبطاطس “عادلة مقارنة بالتكلفة الحقيقية للزراعة”.
أوضح: “يتكلف فدان البطاطس نحو 25 ألف جنيه على أقل تقدير، وأسعار العام الماضي عرضت المنتجين لخسارة كبيرة أضرت بالسوق”.
تراجع الصادرات
وفقًا لبيانات رسمية من وزارة الزراعة، فإن سوق الصادرات تراجع في أول 5 أشهر من العام إلى 55.4 ألف طن مقابل 62.3 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا