أخبار

من يُحدد سعر الدواجن كل صباح؟.. الكرة في ملعب الجميع

الدواجن

كتب: سليم حسن

من الذي يُحدد أسعار بيع الدواجن كل صباح؟ ومن الذي يُحدد حجم المعروض بالسوق وشكل الطلب؟ ومن الذي يُقرر ما إذا كانت ستتحرك الأسعار نحو الانخفاض أو الارتفاع، أم ستظل مستقرة؟، جميعها أسئلة لم نحصل لها على إجابات شافية، عندما طرحناها على كل أطراف الصناعة.

ما القصة؟

من الطبيعي أن تخضع أي سلعة لعوامل العرض والطلب، لكن السنوات الـ10 الأخيرة شهدت فيها صناعة الدواجن اختلافات بشأن ذلك، ولم يستطع أحد تحديد جهات أو آليات بعينها مسئولة عن تحديد الأسعار، منذ أن تعطل العمل ببورصة الدواجن في 2011.

من الذي يُحدد الأسعار؟

سألنا اتحاد منتجي الدواجن عن تحديد الأسعار وآليات العمل في صناعة الدواجن، وكانت الإجابة “العرض والطلب” وأيضًا “السماسرة” أو المزارع، وفقًا لرئيس الاتحاد، محمود العناني.

إجابة رئيس الاتحاد لم تفد تحديدًا عن الجهة المسئولة عن تقييم عوامل العرض والطلب مع صباح كل يوم جديد، والذي تتحدد الأسعار بناءً عليه.
في الوقت نفسه، رد السماسرة على تحكمهم في التسعير، بأنهم يعملون في السوق منذ سنوات طويلة، لكنهم لم يتدخلوا في عملية التسعير، بل إن المزارع هي التي تتفق على الأسعار ويتم الإعلان من خلالهم، وفقًا للسمسار عبدالمغيث حسن.

الإجابة هذه، لم تكن كافية هي الأخرى، إذ لم نتعرف بعد على شكل آليات التسعير.

سألنا مزارع تربية الدواجن، وجاءت الإجابة، “الوضع عشوائي، والسماسرة هم المتحكمون في التسعير بالدرجة الأولى، إلى جانب اتحاد منتجي الدواجن”، قال مُربي الدواجن، علي الدواهري.

نظريًا وفعليًا.. كيف يتم التسعير اليومي؟

يتم تحديد أسعار البيع بصورة عشوائية كل صباح جديد، ويتم التسعير وفقًا لطريقتين.

نظريًا، يرسل اتحاد منتجي الدواجن رسالة كل صباح إلى أعضاءه من الشركات.

يتضمن نص الرسالة تسعير الأمس فقط، وليس اليوم، وذلك لتجنب المسائلة القانونية أمام جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، الذي عاقب نحو 4 شركات في 2106 بسبب تحديد أسعار الكتاكيت وقتها.

الرسالة تذهب إلى شركات المجازر بشكل رئيسي، وبناءً على الكمية التي اشترتها المجارز أمس، والمعدة للتجهيز فى اليوم الجديد، تتحدد أسعار البيع بالاتفاق بين المجازر، ومن المفترض انها تسري على الدواجن المجمدة والحية.

فعليًا، يُحدد السماسرة أسعار البيع وفقًا لعدد السيارات المطلوبة للنقل بشكل يومي، فإذا كانت الأسعار عند مستوى معين وانخفض الطلب على السيارات في اليوم التالي يقدم السماسرة على زيادة الأسعار، والعكس صحيح، وفقًا لمربي الدواجن، علي الدواهري.

مثال: “إذا كان هناك سمسار يتعامل مع 100 مزرعة، ولديه 100 سيارة، بواقع سيارة لكل مزرعة، وكان السعر اليوم عند 25 جنيها للكيلو، في اليوم التالي إذا تلقى عدد طلبات أقل من المزارع، فلنفرض 80 مزرعة، يعني أن ذلك أن المتاح من المعروض سينخفض، وبالتالي يرفع السمسار الأسعار، والعكس صحيح”.

مضاربة سعرية

يمارس السماسرة العاملون في السوق مضاربات شبه يومية لتسيير أعمالهم، قال الدواهري.

يُقدم السماسرة أسعارا أقل حال ارتفاع الطلب على سيارات النقل لديهم، والعكس صحيح تمامًا، وهو ما يضر السوق على الجهتين، المزارع والمستهلكين، فالأولى لديهم تحقيق مكاسب النقل من المزارع غلى منافذ التوزيع الحية والمجازر لتجهيز الدواجن المجمدة، أوضح الدواهري.

ما أهمية بورصة الدواجن؟

تُحقق عودة العمل في صناعة الدواجن من خلال بورصة متخصصة قدر كبير من انتظام واستقرار الصناعة، إذ تحمي المربين من انخفاض الأسعار تحت مستوى التكلفة وتُقيم الأسعار وفقًا للبيانات الحقيقة للسوق كل يوم، وفقًا للرئيس السابق لاتحاد الدواجن، نبيل درويش.

عودة بورصة الدواجن تُحقق أيضًا استقرارًا للصناعة ويدعم ارتفاع الاستثمارات العاملة بها، والتي تخطت حاجز الـ90 مليار جنيه بحلول 2020، قال درويش.

تحتاج بورصة الدواجن لحصر عدد وطاقة مزارع الإنتاج، وتحديد من يعمل منها حقيقة بشكل دوري، أوضح درويش.

أضاف: “بعض المزارع يتوقف عن العمل في كثير من الأحيان بسبب الخسائر الناتجة عن ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض العوائد، والمدفوعة أحيانًا بقفزات أسعار خامات التصنيع كما يحدث حاليًا بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية جراء جائحة كورونا، وأحيانًا اخرى بسبب النفوق في مواسم الأمراض كالشتاء.

موقف الأسعار حاليا

حاليًا، تبلغ أسعار الدواجن نحو 24 جنيهًا للكيلو من أرض المزرعة، منخفضة من 29 جنيهًا منتصف الأسبوع الثاني من أكتوبر الماضي.

أرجع عاملون في القطاع انخفاض الأسعار إلى تمديد عدد أيام دورة التربية فوق العادة، وذلك بهدف زيادة الوزن وتحقيق مكاسب أعلى، وفقًا لأحد كبار مربي الدواجن على المستوى الفردي، حسين صولة.

“الأوزان حاليًا في السوق كبيرة بسبب التخزين، وتصل فوق 3 كيلو جرام في المتوسط للدجاجة الواحدة، وبعض المزارع تصل الأوزان لديها إلى 4 كيلو تقريبًا، وبالتالي تنخفض الأسعار”، أضاف صولة.

كيف تكسب المزارع من تمديد دورة التربية؟

تُحقق المزارع مكاسب أعلى حال تمديد مدة دورة التربية، والتى تبلغ 30 يوما في المتوسط، وبدعم من انضباط السوق نسبيًا الذي يُساعدهم على تحقيق أهدافهم.

الاستفادة تأتي من خلال توفير ثمن شراء كتكوت جديد، واحتياجاته من الأدوية والإضافات المغذية لزيادة الوزن في سن صغير، إذ تكون جميع التكاليف شبه ثابته بخلاف الأعلاف.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

صندوق النقد: مستمرون في دعم مصر ولم نحدد موعد المراجعة المقبلة

أكدت المتحدثة باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، خلال مؤتمر...

منطقة إعلانية