تحليل: عبد الرحمن الشويخ
تفوق القيمة السوقية للاعبي منتخب مصر نظرائهم في المنتخب الإثيوبي بـ90 مثلاً، بحسب تقديرات موقع ترانسفير ماركت،
لكن النتيجة التي خرجت بها المباراة، كانت فوز إثيوبيا على مصر بهدفين دون رد، ليصاب الشارع الكروي في مصر بالذهول، وتدور التساؤلات كيف وصلنا إلى هذا الحال؟!
هواة يديرون الكرة
الانتخابات التي جرت لاختيار اتحاد الكرة جاءت بمجلس إدارة يضم بين أعضائه حازم إمام ومحمد بركات، ولهما تاريخهما الكروي الكبير، لكن أدائهما على المستوى الإداري متواضع.
ليس هذا فحسب، بل تم رفض مقترحهما بالتعاقد مع مدير فني أجنبي للمنتخب الوطني، وبالأغلبية تم تعيين إيهاب جلال مديراً فنياً لمنتخب مصر.
الأغلبية التي أرادت إيهاب جلال، تضم أسماء معظمها مغمور، وعلاقتها بكرة القدم علاقة الهواة الذين لا يمتلكون المؤهلات التي من المفترض أن يتسم بها من يستحقون إدارة كرة القدم في دولة لها تاريخها الكبير في اللعبة.
الدولارات قالت نعم لإيهاب جلال
جمال علام رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، خرج في مداخلة تليفزيونية، أوضح فيها الطريقة التي تم تعيين بها المدير الفني لمنتخب مصر، والتي تكشف كم القصور الإداري والفشل التسويقي، والخلل في تدبير الموارد التي يمكن من خلالها توفير المقابل المالي لاستقدام مدرب أجنبي يقود منتخب مصر.
قال علام: “فوجئنا بقرار كيروش بالرحيل وتحدثت مع المدير المالي للاتحاد وأخبرني أن الاتحاد لا يوجد به دولارات ومن الصعب اختيار مدرب أجنبي ولذلك الاختيار ذهب للمدرب المصري، وقررنا اختيار مدرب محلي بسبب الظروف الاقتصادية للبلاد وظروف الاتحاد”.
وأضاف: “إيهاب جلال من البداية لم يمتلك ثقة في نفسه والجميع كان يهاجمه ولم يلق أي مساندة مثلما يحدث مع المدرب الأجنبي،
راتب جلال مع المنتخب 725 ألف جنيه في الشهر، ولا أريد أن أتحدث عن الراتب الذي كان يحصل عليه في بيراميدز لأنه أكبر بكثير”.
دعم الوزير الذي رفضه الاتحاد
الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة خرج، مراراً وتكرراً، ليؤكد أنه كان مستعداً لدعم الاتحاد من أجل الإبقاء على كيروش،
أواستقدام بديل بنفس الكفاءة والسيرة الذاتية الكبيرة، علام نفسه خرج معترفاً بما صرح به الوزير، إذ قال: ” حتى أمنح الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، حقه فهو أبلغنا أن الوزارة ستتكفل براتب المدير الفني للمنتخب. إذا تم الاستقرار على المدرب الأجنبي”.
ما صرح به رئيس الاتحاد كان كفيلاً بالتأكيد على عدم صلاحيته، ومبرارته تنم على إن المسؤولية أكبر بكثير من قدراته هو ومن معه في إدارة الاتحاد.
ماذا عن المستقبل؟
الوضع الحالي في الكرة المصرية يحتاج لخطة طويلة الأجل للمستقبل، يكفي أن نعرف أنه لم يتم حتى الآن تشكيل الجهاز الفني للمنتخب الأولمبي، وهو مقبل قريبا على التصفيات المؤهلة لكأس الأمم، كما إن الاتحاد لم يعلن بعد عن المدير الفني المنوط بها التخطيط لمنتخبات الأعمار السنية، لذا لابد من أن نودع العشوائية والارتجال وننظر إلى الدول المتقدمة لنستفيد من خططها.
الأمر يحتاج في البداية لبناء القاعدة بداية من البراعم والفئات السنية، مع التأكيد على تثقيف المدربين ورفع كفائتهم وإعدادهم فنياً بالشكل اللائق، ووضع جدول زمني لتنفيذ ذلك، تلك هي البداية، ويأتي بعد ذلك تسهيل الاحتراف الخارجي للاعبين الصغار، بعد تثقيفهم وإعدادهم نفسياً وخططياً، والاهتمام بمسابقات المراحل العمرية، من خلال الاستعانة بالمتخصصين والمتمرسين وأصحاب الخبرات الخارجية، وسبق أن عرضنا الأسبوع الماضي نماذج لدول عربية وأفريقية سبقتنا في ذلك، يمكن الإطلاع على تجاربها في التحليل السابق بعنوان: “الاستثمار في المستقبل”.. الذي لا تعرفه كرة القدم في مصر”
ثم يأتي بعد إعادة تخطيط وتنظيم المسابقات المحلية .. المشوار طويل نعم، لكن المهم أن نبدأ.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا