سليم حسن
بالأمس، لم يتخط سعر بيع كيلو الدواجن من أرض المزرعة حاجز 44 جنيهًا، لكن سريعًا وخلال الساعات الماضية قفز السعر 5 جنيهات في الكيلو على خلفية نقص المعروض مقابل طلبات المستهلكين.
ما الذي يحدث؟
يواجه المعروض من الدواجن نقصا شديدا لدى مزارع التربية أدى لارتفاع مفاجئ في أسعار البيع خلال الساعات القليلة الماضية، وفق رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية، عبدالعزيز السيد.
هذا النقص ترتب عليه ارتفاع أسعار البيع من أرض المزرعة إلى 48 و49 جنيهًا للكيلو، بحسب المنطقة، وسط شكاوى في مناطق عدة بعدم القدرة على توفير طلبات المستهلكين لدى الموزعين من صغار التجار.
لماذا يتراجع المعروض؟
يتفاقم نقص المعروض الداجني بمرور الوقت مع تضخم تكاليف إنتاجها في الفترة الأخيرة بشكل غير مسبوق، خاصة على مستوى الأعلاف التي تمثل نحو 70% من تكلفة الإنتاج، وفقًا لـ”السيد”.
تسببت أزمة الأعلاف في خروج نحو 55% من مزارع تربية دواجن التسمين، و40% تقريبًا من مزارع البياض وأمهات الدواجن، ما أثر سلبا على حجم المعروض لترتفع الأسعار مع نمو الطلب أو حتى بقاءه عند مستوياته الطبيعية، أضاف السيد.
قفزت أسعار الأعلاف إلى متوسط 24.5 ألف جنيه للطن من أرض المصنع حتى قبل 10 أيام تقريبًا، وأخذت في النزول التدريجي بعدها إلى متوسط 21 ألف جنيه للطن، لكن لم تنخفض أسعار الدواجن بهاذا النزول.
“ارتفاع سعر الدواجن يُعد أمر حتمي واستجابة طبيعية لتضخم تكاليف الإنتاج على المزارع بصورة أجبرتها على التخلص من دورات الإنتاج وعدم إدخال دورات جديدة على مستوى قطعان التسمين”، قال الرئيس التنفيذي لشركة النيل للأعلاف والثروة الحيوانية، عمرو البدري.
كم يتكلف كيلو الدواجن حاليًا؟
ارتفاع الأسعار يأتي بالتزامن مع انخفاض المعروض وارتفاع تكاليف التربية فوق 50 جنيهًا للكيلو بأرض المزرعة، ويُقدر السعر العادل للبيع من المزرعة بنحو 52 و53 جنيهًا للكيلو، أوضح البدري.
ارتفاع أسعار الدواجن جاء متأخرًا، برغم انخفاض أسعار الأعلاف، في ظل تراجع المعروض من الدواجن بعد أن تخلصت مزارع قطعان البياض وأمهات الدواجن من إنتاجها عبر طرحه للبيع كدواجن تسمين.
يظهر تذبذب السوق على المعروض من الذرة الصفراء حاليًا من خلال عدم استقرار أسعار بيعها بين الزيادة والنقصان، إذ سجلت أعلى مستوى تاريخي لها قبل نحو 12 يوم تقريبًا عند 16 ألف جنيه للطن، ثم تراجعت بعدها إلى 10.2 ألف جنيه للطن، قبل أن ترتفع من جديد بنحو 3000 جنيها.
يرجع توتر سوق الأعلاف والدواجن إلى نقص المعروض من خامات تصنيع الأعلاف على مدار الشهور الأربعة الأخيرة، على خلفية تكدس أغلب الواردات في الموانئ بدون إفراجات جمركية بسبب ضعف توافر العملة الصعبة، والتى قدرها اتحاد مُنتجي الدواحن بنحو 3 ملايين طن مُكدسة.
أعلن مجلس الوزراء الأسبوع الماضى الإفراج عن نحو 1.4 مليون طن من خامات الأعلاف خلال 60 يوم تقريبًا، بدأت فى 16 أكتوبر الماضى، كما أكد أنه سيتم الإفراج عن باقى الكميات تباعًا فى الفترة المقبلة.
تصل الكميات المكسدة فى الموانئ من خامات الأعلاف بنحو 3 ملايين طن وفق تقديرات اتحاد منتجى الدواجن.
وتحتاج مصر لاستيراد كميات بين 12 و13 مليون من من خامات الأعلاف سنويًا، تُغطى 90% من احتياجات الصناعة، فى حين لا تزال الحكومة تعمل على زيادة المساحات المنزرعة بالذرة الصفراء والصويا محليًا من خلال نظام التعاقدات الزراعية.
متى وكيف ينضبط السوق؟
السوق سيستغرق فترة زمنية تصل إلى 9 أشهر في المتوسط حتى يعود إلى طبيعته الإنتاجية، هذا بشرط أن يتم توفير كافة مدخلات الإنتاج بصورة طبيعية تُقلل من أعباء زيادة الأسعار التي شهدتها الفترة الأخيرة، قال عضو اتحاد منتجي الدواجن، محمد صالح.
سوق الدواجن يشهد تراجع في الإنتاج خلال موسم الشتاء في الظروف الطبيعية، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج مع دخول عناصر جديدة مثل التدفئة وزيادة استهلاك الأدوية المقاومة لنفوق القطان، وبالتالي ترتفع الأسعار، ومع الوضع الحالى نتوقع استمرار الزيادة، أوضح صالح.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا