كتب: سليم حسن
أعلنت شركة “بشاي للصلب” زيادة سعر طن حديد التسليح لديها من أرض المصنع، اليوم الاثنين، إلى 27.360 ألف جنيه للطن مقارنة بسعر 24 ألف جنيه أعلنته منتصف ديسمبر الماضي.
وفقًا لذلك، يُلامس سعر طن الحديد المحلي ما قيمته 1000 دولار، قياسا على الأسعار الرسمية لسعر الصرف، في حين أن الأسعار العالمية خلال الأسبوع الأول من العام الجاري لا تتجاوز 705 دولارات للطن أثناء التصدير.
ما الذي يحدث؟
تشهد أسواق مواد البناء، في الأيام الحالية، موجة جديدة من زيادات أسعار حديد التسليح، وسط تباين مستوى الأسعار العالمية لخامات التسليح ومنتجاتها مع بداية العام الجاري، ففي حين ارتفع سعر “حديد التسليح” و”البيلت” انخفضت أسعار “الخردة” واستقرت أسعار “المكورات”.
بعد “بشاي”، ستعلن أغلب المصانع العاملة في السوق المحلية أسعارها بحلول يوم الخميس المقبل على أقصى تقدير، وستكون قريبة إلى حد بعيد من أسعاره، قالت مصادر لـ”ايكونومي بلس”.
اتجاه المصانع لتطبيق زيادات سعرية جديدة، ترجع إلى التحركات الأخيرة لسعر صرف الجنيه بالتراجع أمام الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار خامات التسليح من الخردة والبليت، من وجهة نظر المدير التنفيذي لغرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، محمد حنفي.
بعض المصادر في قطاع الصلب أشاروا لـ”ايكونومي بلس” إلى أن الفارق بين الأسعار المحلية والعالمية كبير إلى حد بعيد، وأنه يجب مراجعة التكاليف الحقيقة للأسعار.
المصادر قالت: “مصانع الحديد قد تعاني فعلًا بسبب ضعف الإفراجات الجمركية كغيرها من البضائع المستوردة، لكنها تستورد بنفسها احتياجاتها من الخارج وليس عن طريق وكلاء مثل باقي السلع التي يغالي المستوردون في تسعريها على المصانع”.
لكن، وبمراجعة التحركات الأخيرة لأسواق المعادن، وجدنا تباينًا واضحًا على مستوى خامات التسليح ومنتجاتها خلال تعاملات الأسبوع الأول من العام الجاري، واستنادًا إلى البيانات المتاحة من “الاتحاد العربي للصلب”.
وفقًأ للبيانات ارتفع سعر حديد التسليح ليتراوح بين 695 و705 دولارات للطن، مقابل 670 إلى 690 دولارًا فى الأسبوع الأخير من ديسمبر الماضي، في الفترة نفسها زادت أسعار خام “البليت” لتتراوح بين 525 و570 دولارًا للطن مقابل 510 إلى 555 دولارًا للطن.
على العكس، انخفضت أسعار الخردة في فترة المقارنة من متوسط 419 دولارًا للطن إلى 401 دولارًا، فى حين استقرت أسعار خام “مكورات الحديد” مطلع العام الجاري عند مستويات نهاية العام الماضي، وسجلت 116 دولارًا للطن.
ضعف الطلب والخامات
تُعاني أسواق الحديد في الفترة الأخيرة من ضعف شديد في الطلب بالتزامن مع قرارات الحكومة بشأن وقف البناء، كما أثر عليه أيضًا، اتجاه أغلب المستهلكين لاستثمار أموالهم في الذهب وشهادات الادخار ذات العائد المرتفع التى أصدرها بنكا مصر والأهلي المصري بدلًا من الاستثمار العقاري، قال “حنفي”.
مصانع الحديد تُعانى من صعوبة في تدبير المواد الخام المستخدمة في تصنيع الحديد مثل البليت، إلى جانب ارتفاع أسعارها عالميًا، وفق رئيس مجلس إدارة شركة الجيوشي للصلب، طارق الجيوشي.
مصنع “الجيوشي” اتجه مؤخرًا إلى التصنيع للغير بعد توقف عن الإنتاج قرابة عامين، وذلك نتيجة عدم توافر المواد الخام، حيث يحصل المصنع على خام البليت من الشركات ويقوم بتحويله لمنتج حديد نهائي وتوريده لهم مرة أخرى، علق “الجيوشي”.
ندرة الإتاحات وبيع بأسعار غير رسمية
بالفعل، فمصانع الحديد لا توفر كامل احتياجات القطاع التجاري حاليًا، والأكثرية بينهم لا توفر أكثر من 10% من الحصة الشهرية، ويوجهون كامل طاقتهم الإنتاجية الفعلية إلى المشروعات القومية، وفق تجار تحدثوا إلى “ايكونومي بلس”.
المصادر التي فضلت عدم ذكر أسمائهم، أوضحوا أن مصانع عدة تبيع الحديد بأسعار أعلى من الرسمية للطن حاليًا، وقبل تسجيل الزيادات الجديدة، وحال المُطالبة بالبيع بالأسعار الرسمية يكون الرد بالرفض وأنه لا توجد بضاعة للبيع.
ارتفاع مؤقت للطب
الأنباء عن تطبيق زيادات جديدة في أسعار حديد التسليح، التي بدءها «بشاي للصلب»، دفعت الطلب لزيادة نسبية على منتجات حديد التسليح في الساعات الأخيرة للاستفادة من أسعار منخفضة كثيرًأ مقارنة الجديدة، لكن بعد التطبيق الفعلي ستعود السوق مرة أخرى إلى الركود.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا