لطالما كان خفض الإنتاج هو سلاح “أوبك+” الذي تلجأ إليه دائما لتعزيز أسعار النفط في مواجهة تقلبات الأسواق وظروف الاقتصاد العالمي.
خفض التحالف المسؤل عن ضخ نحو 40% من الخام العالمي الإنتاج مع تفاقم حدة أزمة جائحة كورونا وتباطؤ الطلب على النفط لأدنى مستوياته بسبب إجراءات الإغلاق.
جدد التحالف مساعيه للحد من الإمدادات حتى عام 2024 وهو ما تم الإعلان عنه مبدئيًا في أبريل، وأخذ التخفيضات الإجمالية للإنتاج المعلنة إلى أكثر من خمسة ملايين برميل يوميًا.
عمقت السعودية وروسيا، أكبر مصدري النفط في العالم، تخفيضات إمدادات النفط يوم الاثنين في محاولة لرفع الأسعار، ولكن هذه الخطوة أدت إلى رفع السوق لفترة وجيزة فقط، بحسب “رويترز”.
أدى إعلان أبريل المفاجئ إلى تعميق خفض الإنتاج وساعد على رفع الأسعار بنحو 9 دولارات للبرميل إلى ما فوق 87 دولارًا للبرميل في الأيام التي تلت ذلك.
لكن أسعار الخام القياسية تخلت عن تلك المكاسب منذ ذلك الحين، مع تداول العقود الآجلة لخام برنت يوم الثلاثاء بأقل من 76 دولارًا للبرميل.
فيما يلي أهم أسباب فشل تخفيضات الإنتاج في تعزيز الأسعار:
ضعف الطلب
أثارت البيانات الواردة من الصين المخاوف من أن الانتعاش الاقتصادي من عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم يفقد قوته.
قال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك: “الانتعاش الاقتصادي في الصين بعد رفع القيود المفروضة على فيروس كورونا كان أكثر تباطؤًا بشكل ملحوظ مما كان متوقعًا ، على الرغم من أن بيانات الطلب الصيني على النفط أثبتت قوتها”.
وقال إن القفزة في الطلب الصيني على النفط كانت إلى حد كبير أثر اللحاق بالركب بعد هبوطه العام الماضي، وإن زخم النمو هذا من المرجح أن يتباطأ إلى حد كبير.
أسعار الفائدة
مما زاد المخاوف أيضا أن البنوك المركزية الرئيسية، بما في ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تحذر من أن المزيد من رفع أسعار الفائدة قد يكون في الأفق لمحاربة التضخم المرتفع بعناد.
تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة على الدخل المتاح للمستهلكين ويمكن أن تترجم إلى إنفاق أقل على القيادة والسفر، مما يحد من الطلب على النفط، كما أنها ترفع التكاليف بالنسبة للمصنعين وتشير البيانات إلى حدوث تباطؤ في هذا القطاع.
“لا توجد منافسة المصانع تكافح في جميع أنحاء العالم حيث تقلص القطاع في اليابان ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة والولايات المتحدة بينما تباطأ في الصين الشهر الماضي”، بحسب المحلل في شركة PVM، تاماس فارجا .
كل هذا يعني أن المستثمرين لا يشترون فكرة أن النصف الثاني من عام 2023 سيشهد انتعاشًا قويًا في الطلب على النفط.
هناك شكوك على وجه الخصوص بشأن التوقعات التي تفيد بأن كميات كبيرة من النفط ستحتاج إلى إخراجها من التخزين للعرض لتلبية الطلب.
ارتفاع الناتج الأمريكي
كما ساهم النمو الأسرع من المتوقع في إنتاج الولايات المتحدة في تشاؤم السوق بشأن مكاسب أسعار النفط.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام سيرتفع بمقدار 720 ألف برميل يوميا إلى 12.61 مليون برميل يوميا هذا العام، فوق زيادة متوقعة سابقة قدرها 640 ألف برميل يوميا، ويقارن هذا بحوالي 10 ملايين برميل في اليوم حتى عام 2018.
تفاؤل أقل
في عام 2020 حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان التجار من المراهنة بكثافة في سوق النفط، قائلاً إن أولئك الذين يقامرون على سعر النفط سيكونون “جحيمًا”.
وكرر تحذيره قبل اجتماع أوبك + في 4 يونيو، حيث أخبر المضاربين بـ “الحذر”، وهو ما فسره العديد من مراقبي السوق والمستثمرين على أنه إشارة إلى أن “أوبك+” قد تدرس المزيد من خفض الإنتاج لمعاقبة أولئك الذين يراهنون على انخفاض الأسعار.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا