زادت مبيعات السيارات الكهربائية عالميا حتى الآن لتشكل نحو 13% من إجمالي مبيعات السيارات، مع توقع ارتفاعها إلى ما بين 40 إلى 45% من السوق بحلول نهاية 2030، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

أدى تزايد مبيعات السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة إلى تسريع التوقعات بشأن الموعد الذي سيبلغ فيه استخدام النفط العالمي ذروته، حيث تساعد الإعانات العامة والتكنولوجيا المحسنة المستهلكين في التغلب على أسعار السيارات التي تعمل بالبطاريات، وفقًا لخبراء الصناعة.

قال أبوستولوس بتروبولوس، مصمم نماذج الطاقة في وكالة الطاقة الدولية: “ما غير قواعد اللعبة هو دعم السياسات للتحول إلى الكهربة، مما أدى إلى انخفاض كبير في الطلب على النفط من قطاع النقل، والذي كان المحرك الرئيسي لنمو الطلب العالمي على النفط”.

تتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن يصل الاستهلاك العالمي من النفط إلى ذروته في نهاية هذا العقد عند 103 ملايين برميل يوميا.

يشكل قطاع النقل 60% من الطلب العالمي على النفط، وتمثل الولايات المتحدة، أحد أكبر مستهلكين النفط في العالم، وحدها نحو 10%، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

تتوقع الوكالة انخفاض هذه النسبة، وأن تمحو المركبات الكهربائية نحو 5 ملايين برميل يوميًا من الطلب العالمي على النفط بحلول عام 2030.

على الرغم من أن هذه الأرقام كبيرة، إلا أن الوكالة قالت إن مبيعات السيارات الكهربائية يجب أن تصل إلى 70% من السوق بحلول عام 2030، للالتزام بهدف اتفاقية باريس للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، من غير المؤكد ما إذا كانت المبيعات قادرة على توسيع هذه الارتفاعات، وفقا لرويترز.

قام صانعو السيارات الكهربائية بما في ذلك جنرال موتورز وفورد وستيلانتس، في الأسابيع الأخيرة بتأجيل وإلغاء خطط لتسريع الإنتاج وسط ارتفاع تكاليف العمالة وعلامات على أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى تباطؤ النمو في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، وعلى المدى الطويل، فإن انخفاض تكاليف بطاريات السيارات الكهربائية جعل بعض الباحثين يشعرون بالتفاؤل.

السيارة الكهربائية الصينية تتفوق على نظيرتها الأمريكية

سيعتمد معدل نمو السيارات الكهربائية في المستقبل بشكل كبير على ميزتين، هما أسعار السيارات الكهربائية ومدى توفر محطات الشحن، وفقًا لخبراء الصناعة، وتتمتع الصين بالميزتين معا.

يبلغ متوسط تكلفة السيارة الكهربائية في الصين نحو 34 ألف دولار في منتصف عام 2023، وفقًا لشركة الأبحاث البريطانية “JATO Dynamics”.

وجدت “JATO” أن أرخص سيارة كهربائية في الصين كانت أقل تكلفة بنسبة 8% من أرخص سيارة تعمل بالبنزين، وذلك بسبب الدعم الحكومي الضخم وسهولة توفر العناصر الأرضية النادرة التي تعتبر حاسمة في إنتاج السيارات الكهربائية.

تستحوذ المركبات الكهربائية على نحو ربع السوق في الصين، ومن المتوقع أن تقود البلاد النمو العالمي.

وعلى النقيض، يبلغ متوسط سعر السيارة الكهربائية في الولايات المتحدة أكثر من 53 ألف دولار، وفقا لشركة أبحاث السيارات “كيلي بلو بوك”، أي أكثر بنحو 5 آلاف دولار من سيارة تعمل بالبنزين.

تتخلف الولايات المتحدة أيضًا عن الصين في العدد الإجمالي لمحطات الشحن العامة.

أشار تقرير أصدره معهد الكهربة في أكتوبر، إلى أن الولايات المتحدة لديها نحو 52 ألف محطة شحن عامة، وأوروبا نحو 400 ألف، والصين حوالي 1.2 مليون.

ومع ذلك، من المتوقع أن تنمو السيارات الكهربائية بنسبة تصل إلى 50% من تسجيلات السيارات الجديدة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، حيث ينجذب السائقون إلى التكنولوجيا المحسنة، وانخفاض الأسعار واحتمال تجنب الأسعار المتقلبة في مضخات الوقود.

قال بتروبولوس،”إن التغيير على الجانب السياسي قد يؤخر عملية الانتقال”، في إشارة إلى المخاوف بين بعض صانعي السيارات الكهربائية من أن الانتخابات الأمريكية العام المقبل قد تؤدي إلى مجموعة جديدة من السياسات، موضحا أنه في نهاية المطاف فإن التحول يحدث الآن.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا