تتألق مدينة دبي في سماء الشرق الأوسط، كأحد أبرز مراكز الأعمال العالمية، حيث نجحت في استقطاب نحو 400 ألف مغترب منذ جائحة كورونا، ما جعلها قبلة للباحثين عن فرص جديدة، بحسب بلومبرج.
وبينما تواصل دبي تعزيز موقعها، فإن هذا التدفق السكاني يطرح تحديات جديدة تتعلق بالبنية التحتية للمدينة.
تعافي اقتصادي كبير
أظهرت دبي قدراتها على التعافي من آثار الجائحة، حيث برزت كأسرع مدينة تعافياً في العالم.
يوم واحد من شهر سبتمبر الماضي، شهد عدة أحداث فارقة، بدءاً من إعلان أغنى رجل في أفريقيا عن خططه لتأسيس مكتبه العائلي في الإمارة، إلى دخول مجموعة سانتاندير “Santander Group” السوق بقوة لتعزيز عروضها المالية.
هذه الأحداث تعكس نمو الاقتصاد، الذي يقدر بنحو 115 مليار دولار، وتحسن الظروف التجارية، ما يجعل دبي مكاناً جذاباً للمستثمرين ورجال الأعمال.
تحديات البنية التحتية والنمو السكاني
لكن هذا الانتعاش يأتي مع تحديات، فسكان المدينة، الذين يبلغ عددهم الآن 3.8 مليون نسمة، ومن المتوقع أن يصلوا إلى 5.8 مليون بحلول عام 2040، يعني أن المدينة تحتاج إلى استثمار كبير في البنية التحتية لتلبية احتياجات هذا النمو الهائل.
فيما يتزايد الطلب على العقارات، ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق، مما أثر سلباً على القدرة الشرائية للعديد من الوافدين.
الازدحام المروري والضغوط اليومية
يمثل الازدحام المروري أحد التحديات الرئيسية التي تواجه دبي، حيث تفيد بيانات “TomTom” بأن المواطنين يقضون ساعات طويلة في التنقل خلال أوقات الذروة.
على الرغم من أن دبي تتفوق على مدن مثل لندن ونيويورك في هذا الجانب، إلا أن الحاجة الملحة لتوسيع شبكات النقل وتحسين البنية التحتية تظل قائمة.
أهمية تحسين الظروف المعيشية
يؤكد العديد من الخبراء الاقتصاديين، على أن استمرار هذا النمو يعتمد على تحسين الظروف المعيشية.
تقول مونيكا مالك، كبيرة الاقتصاديين في بنك أبوظبي التجاري، إن أسلوب الحياة، وسهولة ممارسة الأعمال، والبيئة الضريبية المناسبة كلها عوامل تدعم هذا التوسع المستمر”.
التحديات في قطاع التعليم
لا تقتصر التحديات على السكن والنقل فقط، بل تمتد أيضاً إلى قطاع التعليم، حيث تشهد المدارس الخاصة زيادة كبيرة في عدد المتقدمين، مما يزيد من حدة المنافسة ويضع ضغطاً على العائلات المغتربة.
مع ذلك، فإن “الأجندة الاجتماعية 33″، التي أُطلقت هذا العام، تهدف إلى تحسين التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية، مما يجعل المدينة أكثر جاذبية للعيش والعمل.
طموحات دبي لعام 2040
مع هذه التحديات، لا تزال دبي تطمح لأن تكون من بين أفضل ثلاث مدن عالمياً من حيث مستوى المعيشة بحلول عام 2040.
يسعى المخطط الحضري لدبي إلى تحقيق توازن بين النمو السكاني والتنمية المستدامة، مما يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات الأساسية.
المشاريع الكبرى والاستثمار في المستقبل
تشمل المشروعات الكبرى التي تعمل عليها دبي توسيع شبكة المترو بتكلفة تبلغ 5 مليارات دولار، وكذلك إنشاء شبكة صرف صحي جديدة بتكلفة تصل إلى 8.2 مليار دولار، وذلك بعد الفيضانات التي شهدتها المدينة في أبريل الماضي والتي أثرت سلباً على الحياة اليومية للسكان.
هذه المشاريع تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدينة وتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا