كتب: عمر علاء
انخفض سعر دولار الذهب أو (دولار الصاغة) عن السعر الدولار الرسمي في البنوك جنيها كاملا وهي ظاهرة نادرة الحدوث.
عادة ما يكون سعر الدولار الذي يقاس عليه سعر بيع وشراء الذهب في مصر أعلى من سعر الدولار الرسمي في البنوك.
سجل متوسط سعر صرف الدولار في البنك المركزي الأحد نحو 50.25 جنيه، بينما يحسب سعر دولار الصاغة عند 49.3 جنيه.
يتداول سعر أونصة الذهب عالمياً 2772 دولار للأوقية، أي 89.13 دولار للجرام من عيار 24، فيما يتداول جرام الذهب عيار 24 في السوق المحلي عند 4,394 جنيها، ليكون دولار الصاغة بحوالي 49.3 جنيه مقابل الدولار، بفارق نحو جنيها كاملا عن سعر الصرف الرسمي.
أسباب الاختلاف
ليست هذه هي المرة الأولي التى يكون فيها دولار الصاغة أقل من دولار البنك، يوضح أحمد مرشد رئيس الاستشارات المالية في شركة أزيموت مصر لـ”ايكونومي بلس”، مشيراً إلى أنه في شهر إبريل من العام الماضي سجل دولار الصاغة معدل أقل من دولار البنك نتيجة “حالة ارتباك في السوق” وقتها.
أوضح مرشد أن الوضع مختلف حالياً، مشيراً إلى أن هناك سببين أولهما زيادة المعروض، والثاني زيادة التصدير.
يستفيد التجار من انخفاض دولار الذهب عن السعر الرسمي للعملة الأمريكية حال كانوا ينوون الشراء بغرض إعادة البيع في الخارج.
“تشهد مصر في الشهرين الأخيرين زيادة في تصدير الذهب إلى الأسواق الخارجية وخاصة الإمارات”، أوضح مرشد.
أيضا، لفت المستشار المالي في شركة أزيموت مصر إلى حدوث “تشبع شرائي” من الذهب، ما خلق وفرة في المعروض في السوق المصري.
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي تراجع الطلب على الذهب في مصر خلال الربع الثالث من العام الماضي بنسبة 17.5%، إلى 10.4 طن، مقارنة بـ 12.6 طن خلال نفس الربع من 2023.
الفجوة ستنتهى قريباً
توقع مرشد أن تتلاشى الفجوة بين دولار الصاغة ودولار البنوك في النصف الثاني من شهر فبراير، مشيراً إلى أن تلك الفجوة مرتبطة بحالة الإرتباك في الأسواق العالمية مع قدوم رئيس جديد للولايات المتحدة.
من جانبه، يوضح أسامة زرعي رئيس أبحاث الشرق الأوسط في شركة جولد إيرا لتجارة الذهب لـ”ايكونومي بلس” أن ارتفاع أسعار الذهب عالمياً خلال الشهرين الماضيين ساهم في تشجيع التصدير.
ارتفع سعر الأوقية العالمي حاليا إلى 2772 دولار، مقارنة بـ2743.6 دولار في 5 نوفمبر الماضي وقت فوز ترامب بالرئاسة، بزيادة 1%.
توقع زرعي أن تستقر أسعار الذهب عالمياً في شهر فبراير المقبل، ما يقلل جاذبية التصدير إلى الخارج.
كما اتفق زرعي في التحليل مع مرشد معللاً فارق السعر بين دولار البنك ودولار الصاغة بـ “زيادة المعروض” والتوجه ناحية “التصدير”.
هل يتعمد التجار تسعير دولار الذهب بأقل من سعره الرسمي؟
يستفيد تجار الذهب من اختلاف سعر صرف الدولار في البنوك و”دولار الصاغة”، كون ذلك الاختلاف يتيح لهم شراء الذهب مسعر بـ 49.3 جنيه للدولار، ثم تصديره على سعر صرف رسمي يتجاوز الـ 50 جنيها للدولار.
من جانبه نفى ناجي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب السابق بغرفة القاهرة التجارية لـ “إيكونومي بلس” أن يكون للتصدير دور في تعزيز الاختلاف بين سعر دولار الصاغة والبنك، مؤكداً أن الحصيلة الناتجة عن التصدير ضعيفة علاوة على أن البنك لا يتيح الدولارات للتجار.
علل سكرتير شعبة الذهب السابق، فارق السعر بين دولار الذهب وسعر الصرف، بـ “انخفاض الطلب على الذهب“، ما قد يخفض السعر المحلي عن العالمي.
أشار نجيب إلى أنه من المفترض أن تشهد الفترة الحالية ارتفاع في الطلب نتيجة توقعات خفض الفائدة في مصر خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى خطوات الفيدرالي الأمريكي الذي بدأ دورة تيسيير نقدي في سبتمبر الماضي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
