شهدت مبيعات السيارات الفاخرة في سنغافورة تراجعا حادا خلال عام 2024، على خلفية فضيحة غسيل أموال كبرى بقيمة 2 مليار دولار، دفعت الحكومة إلى رفع الضرائب وتكثيف التدقيق المالي، مما غيّر سلوك المستهلكين الأثرياء وأدى إلى انكماش غير مسبوق في سوق السيارات الراقية، بحسب فاينينشيال تايمز.
سجّلت مبيعات رولز-رويس تراجعا من 95 إلى 23 سيارة، وانخفضت مبيعات فيراري من 97 إلى 29 سيارة، كما هبطت بنتلي من 58 إلى 25، وجاجوار إلى 27 فقط، بحسب بيانات هيئة النقل البري.
تحدث وكلاء عن حالة ركود شديدة تضرب السوق، مع ميل الأثرياء إلى “تجنّب لفت الأنظار”.
قال أنسون لي، المدير العام لشركة Euro Performance Asia، إن “السوق راكد تماما بعد الفضيحة، حيث أصبح العملاء الصينيون أكثر حرصا على الخصوصية”.
أضاف: “الطلب تحوّل نحو السيارات الكهربائية خاصة تلك القادمة من الصين”.
برزت BYD الصينية كأحد أبرز المستفيدين من التحول في السلوك الشرائي، لتُسجّل قفزة في المبيعات إلى نحو 6.2 ألف سيارة خلال عام 2024، أي أربعة أضعاف مبيعاتها في العام السابق، وتصبح ثاني أكثر العلامات مبيعا في سنغافورة، بينما تضاعفت مبيعات تسلا لتصل إلى نحو 2.4 ألف سيارة.
ساهمت عمليات إعادة بيع السيارات المحجوزة في تعميق التراجع، إذ صادرت الحكومة 77 سيارة فاخرة، وتم بالفعل بيع 33 منها، وفقًا لوزير العدل السنغافوري.
أكد مصدر مطّلع أن “رؤية سيارات رولز-رويس الحمراء أصبحت نادرة في شوارع سنغافورة بعد الفضيحة”.
بعد الفضيحة، فُرضت إجراءات أكثر صرامة على وكلاء السيارات الفاخرة، تشمل التحقق من مصادر تمويل المشترين، والإبلاغ عن أي صفقات مشبوهة.
كما أدّت الضرائب التصاعدية على السيارات التي يتجاوز سعرها 80 ألف دولار سنغافوري، إلى زيادة العبء الضريبي من 220 إلى 320%.
من بين العوامل التي أثرت على السوق أيضًا، ارتفاع تكلفة شهادات استحقاق الملكية – الإلزامية لشراء أي سيارة – حيث بلغت 117 ألف دولار سنغافوري للطرازات الأعلى، مقارنة بـ 96 ألفا قبل عام، لكنها لا تزال أقل من ذروة نوفمبر 2023 حين بلغت 150 ألف دولار سنغافوري.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا