كتب – سارة هشام
شهدت أسعار صرف الدولار تراجعا ملحوظا أمام الجنيه لينخفض بأكثر من 1.08 جنيه منذ مطلع مايو الماضي وحتى نهاية تعاملات اليوم.
خلال تعاملات اليوم الثلاثاء فقط، ارتفع الجنيه أمام الدولار بنحو 12 قرشا ليصل سعر صرف الدولار إلى 49.49 جنيها للشراء و49.59 جنيها للبيع في البنوك.
منذ تحرير سعر الصرف في مارس 2024، شهد الجنيه تحركات صعودًا وهبوطا على مدار عام كامل.
يرى عدد من المحللين، في تصريحات لـ “إيكونومي بلس”، أن الارتفاعات الأخيرة في قيمة الجنيه أمام الدولار مدعومة بثلاثة عوامل رئيسية: ترشيد الفاتورة الاستيرادية للدولة، والتدفقات النقدية الكبيرة من تحويلات المصريين بالخارج، واستثمارات الأجانب في أدوات الدين.
تراجع الطلب على السلع المعمرة يُرشد الفاتورة الاستيرادية
أسهمت معدلات الفائدة المرتفعة في الحد من الطلب المتزايد، خاصة على السلع المعمرة، مما أدى إلى ترشيد الفاتورة الاستيرادية للدولة، بحسب هاني جنينة، رئيس قسم البحوث بالأهلي فاروس.
أضاف جنينة لـ “إيكونومي بلس” أن هناك إقبالًا من المستثمرين الأجانب على أدوات الدين، ليس فقط لمعدلات الفائدة الحقيقية المرتفعة، ولكن أيضًا للخطوات الجيدة والمدروسة من البنك المركزي، وسريان برنامج صندوق النقد الدولي، والأداء الإيجابي لإيرادات السياحة، وارتفاع تحويلات المصريين من الخارج.
أشار إلى أن المستثمر الأجنبي يدرك جيدًا أن مصر من الدول القليلة المستفيدة من رسوم دونالد ترامب الجمركية، خاصة في قطاعات المنسوجات، حيث تتجه بعض الشركات إلى مصر للتصنيع والتصدير، مما يشعرهم بالارتياح، إضافة إلى الانتعاشة المتوقعة في قناة السويس.
“كل هذه الأمور انعكست إيجابيًا على سعر العملة”.. قال جنينه، متوقعًا أن يستقر سعر صرف الدولار حول مستويات الـ 50 جنيهًا خلال العام الحالي.
أظهرت بيانات البنك المركزي المصري الصادرة الأسبوع الماضي ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال مارس الماضي 63.7% على أساس سنوي، لتصل إلى نحو 3.4 مليار دولار.
خلال الفترة من يوليو 2024 وحتى مارس 2025، سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج قفزة تاريخية بنحو 82.7% على أساس سنوي، لتصل إلى ما يقارب 26.4 مليار دولار.
شهدت الفترة من يناير إلى مارس 2025 ارتفاعًا للتحويلات بمعدل 86.6% على أساس سنوي، لتسجل نحو 9.4 مليار دولار.
3 عوامل أساسية تؤثر على تحركات سعر الصرف
ترجع أسباب ارتفاع الجنيه أمام الدولار – في إطار سعر الصرف المرن – إلى ثلاثة عوامل رئيسية: حركة الدولار عالميًا، والتدفقات الدولارية والالتزامات، واحتياطات النقد الأجنبي، بحسب محمد فؤاد، الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي بمجلس الوزراء.
أرجع فؤاد ارتفاع الجنيه أمام الدولار خلال الفترة القليلة الماضية إلى نمو تحويلات العاملين بالخارج خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي بنسبة 82.7% عن نفس الفترة من العام المالي الماضي، بالإضافة إلى ارتفاع حيازة الأجانب من السندات إلى نحو 38 مليار دولار، مما ساعد في تعزيز السيولة وارتفاع صافي الأصول الأجنبية.
هذا بجانب ضعف الدولار عالميًا، مما يدل على ضغوط دولية تقلل من الطلب على الدولار ويصب في صالح الجنيه.
أوضح في حديثه لـ “إيكونومي بلس” أنه من المتوقع أن تشهد إيرادات السياحة قفزة كبيرة لتتجاوز 15 مليار دولار خلال العام الحالي، وهو من أعلى مستوياتها التاريخية وتقريبًا ثلاثة أمثال إيرادات قناة السويس.
توقع فؤاد أن يستمر الجنيه ضمن نطاق 48.5 – 50.5 جنيه أمام الدولار على مدى عام 2025 بدعم من تحويلات المصريين بالخارج واستثمارات الأجانب.
وفي حالة حدوث ضغوط تدفع بارتفاع العجز، خاصة إذا لم تستوعب الموازنة أعباء الطاقة المتزايدة، فقد يدفع ذلك الجنيه للانخفاض أمام الدولار إلى مستويات 50.50 – 52.50 جنيه للدولار.
التمويلات المنتظرة تدعم استقرار أسعار الصرف
قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة ألفا لإدارة الاستثمارات المالية، إن الارتفاعات التي شهدها الجنيه أمام الدولار جاءت نتيجة تراجع الضغوط من قبل المستوردين.
أضاف أن ذلك مدعوم بالتمويلات المنتظرة من قبل الاتحاد الأوروبي وصرف الشريحة الخامسة من برنامج صندوق النقد الدولي، والضغوط التي من المتوقع أن تحدث للعملة في حالة تخارج الأجانب من أدوات الدين، متوقعًا أن يحافظ الدولار على مستويات تتراوح ما بين 49-51 جنيهًا.
كان وزير المالية، أحمد كجوك، قد صرح خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “كلمة أخيرة” الأسبوع الماضي، بأنه سيتم صرف الشريحة الخامسة المقدرة بـ 1.2 مليار دولار قبل بداية العام المالي المقبل.
يُذكر أن البرلمان الأوروبي وافق الشهر الماضي على قرض بقيمة 4 مليارات يورو لدعم الاقتصاد المصري وتعزيز التعاون ضمن إطار شراكة استراتيجية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا