ارتفعت أسعار الفضة في البورصات العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ نحو 14 عامًا، وسط استمرار الطلب المرتفع على الملاذات الآمنة فضلا عن تصاعد مخاوف المستثمرين بشأن احتمالية فرض رسوم جمركية جديدة على الفضة بعد أن استهدفت الإدارة الأمريكية واردات النحاس برسوم بنسبة 50%.

صعدت العقود الآجلة للفضة خلال تعاملات اليوم بنحو 1.3% لتتداول عند 39.5 دولار مسجلة أعلى مستوياتها منذ أبريل 2011، فيما ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية بقرابة 2% بعد ارتفاعه بنسبة 4% الأسبوع الماضي.

أفادت بلومبرج بأن زيادة الإقبال على شراء الفضة أدت إلى ضغوط على بورصة لندن، حيث تهيمن صناديق المؤشرات المتداولة التي تتبع أداء الفضة على الحصة الأكبر من المعروض العالمي، ما يقوض عمليات الشراء، منذ فبراير الماضي ارتفعت حيازة هذه الصناديق إلى نحو 2550 طنًا من الفضة.
قالت المحللة لدى شركة “فيليب نوفا بي تي إي” المحدودة، بريانكا ساشديفا، إن الطلب على الفضة يشهد انتعاشة خلال الفترة الحالية بفعل المخاوف المتعلقة بتصاعد خطر الحروب التجارية، وصعوبة الحصول على السبائك الذهبية بالنسبة للكثيرين بعد أن شهد المعدن الأصفر ارتفاعا قياسيا ما يدفع المستثمرين للبحث عن بديل أرخص ضمن الملاذات الآمنة أيضا.

ساهمت المخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية الأمريكية في زيادة أسعار الفضة عالميا خلال الفترة الراهنة، إذ تعرضت المكسيك، أكبر منتج للفضة والمورد الرئيسي للسوق الأمريكية، لتهديد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30%.
حتى الآن جرى استثناء الفضة من هذه الرسوم، إلا أن بعض المتداولين أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية التراجع عن هذا الاستثناء لاحقا، كما أن الأسعار تلقت دعما من بحث المصنعين عن بدائل أرخص للنحاس.
منذ بداية العام ارتفعت أسعار الفضة عالميا بأكثر من 35% متجاوزة مكاسب الذهب البالغة 28%، وتعد الفضة إلى جانب كونها أحد أصول الملاذات الآمنة، معدنا صناعيا يدخل في العديد من الصناعات، الأمر الذي يضمن استدامة الطلب عليها في وقت تعاني إمدادتها العالمية من عجز متصاعد.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا