عزز بنك الشعب الصيني احتياطاته من الذهب خلال يوليو الماضي، مواصلا سلسلة مشتريات غير منقطعة منذ تسعة أشهر، في خطوة تعكس استمرار سياسة التنويع بعيدا عن الدولار، وسط تقلبات الأسواق العالمية واشتداد التوترات الجيوسياسية، بحسب بلومبرج.
وفقا للبيانات الرسمية التي نُشرت الخميس، ارتفعت احتياطيات البنك المركزي من المعدن النفيس بمقدار 60 ألف أونصة، ليصل إجمالي ما يحتفظ به إلى 73.96 مليون أونصة حتى نهاية يوليو الجاري، ويقدر إجمالي المشتريات منذ نوفمبر الماضي بنحو 36 طنا، في واحدة من أطول موجات الشراء المتتالية التي يقوم بها البنك خلال السنوات الأخيرة.
توجه استراتيجي لتنويع الأصول
تعد هذه الخطوة جزءا من استراتيجية صينية أوسع لتقليص الاعتماد على الأصول الأمريكية، خاصة في ظل التوترات المتصاعدة مع واشنطن، وازدياد استخدام العقوبات المالية كأداة ضغط في العلاقات الدولية، كما تسعى بكين إلى تعزيز استقرار احتياطاتها الأجنبية، عبر زيادة حصة الأصول المادية مثل الذهب، الذي يعد ملاذًا آمنا في أوقات الضبابية الاقتصادية.
أسعار قياسية وتباطؤ في وتيرة الشراء
رغم استمرار الشراء، فإن وتيرة المشتريات شهدت تباطؤا طفيفا خلال الأشهر الأخيرة، في ظل الأسعار المرتفعة للذهب، الذي بلغ آخر سعر تداول له نحو 3,382 دولارا للأونصة، محافظا على تذبذب ضمن نطاق مرتفع، بعدما تجاوز مستويات 3,500 دولار في أبريل الماضي.
أسهمت مشتريات البنوك المركزية حول العالم – وعلى رأسها الصين – في ارتفاع أسعار الذهب بأكثر من 30% منذ بداية العام، في ظل توجه متزايد لتحويل جزء من الاحتياطيات من الدولار إلى الذهب، كأداة تحوط فعّالة ضد الضغوط التضخمية والمخاطر الجيوسياسية المتصاعدة.
الصين تقود الطلب الرسمي العالمي على الذهب
بينما تشهد الأسواق المالية تحوّلات حادة، تُرسّخ الصين مكانتها كأكبر مشترٍ رسمي للذهب عالميا، في ظل انحسار الثقة في بعض العملات الاحتياطية التقليدية، ويُنتظر أن تُتابع الأسواق تحرّكات بكين عن كثب خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب موعد اجتماعات البنوك المركزية الكبرى، وما قد تحمله من تحولات في السياسات النقدية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا