رئيس التحرير أسامه سرايا |
أخبار

البحران الأبيض والأحمر يجذبان 55 مليار دولار لـ”مصر”

مراسي البحر الأحمر

كتب: باسل محمود

شهدت مصر خلال أقل من عامين تدفقات استثمارية غير مسبوقة على سواحلها الممتدة على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، بقيمة تقارب 55 مليار دولار، ما يعكس ثقة متزايدة من جانب مستثمرين إقليميين ودوليين في السوق المصرية، ويضع البلاد في موقع محوري على خريطة الاستثمار العقاري والسياحي العالمية.

مراسي البحر الأحمر.. أيقونة استثمارية جديدة

في فعالية وُصفت بأنها بالغة الأهمية، أعلن رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، عن تدشين مشروع “مراسي البحر الأحمر”، على مساحة 10 ملايين متر مربع بالقرب من مدينة الغردقة، باستثمارات تصل إلى 900 مليار جنيه (20 مليار دولار تقريبا).

المشروع يُقام عبر شراكة بين شركتين عربيتين بارزتين، إعمار الإماراتية، وسيتي ستار السعودية.

يتضمن المشروع إنشاء أكثر من 4 آلاف غرفة وشقة فندقية، بالإضافة إلى مراسٍ دولية لليخوت، بما يعزز موقع مصر، على خريطة السياحة البحرية العالمية، ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 150 ألف فرصة عمل مؤقتة خلال التنفيذ، إلى جانب 25 ألف وظيفة دائمة بعد التشغيل.

مدبولي شدد على أن المشروع يأتي امتدادا لجهود الدولة في تحويل سواحلها إلى وجهات سياحية عالمية طوال العام، لا سيما بعد نجاح تجربة الساحل الشمالي، فيما وصفه نائب رئيس مجلس إدارة سيتي ستار، حسن الشربتلي، بأنه “سيُغيّر ملامح البحر الأحمر بالكامل، ويضيف نمطا جديدا يتمثل في سياحة اليخوت”.

رؤية إعمار وتجربة متكررة

رئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، جمال بن ثُنيّة، أكد أن المشروع يُجسد تعاونا استراتيجيا يجمع مصر والإمارات والسعودية، مشيرا إلى أن نجاح مشروع “مراسي الساحل الشمالي” كان الدافع لتكرار التجربة على البحر الأحمر.

أضاف أن المشروع الجديد سيجذب شريحة واسعة من السياح الأجانب، متوقعا أن يشكلوا نحو 40% من إجمالي الزوار.

أوضح أن المشروع مصمم ليكون وجهة متكاملة تضم فنادق راقية، أرصفة بحرية، مساحات خضراء، ومرافق تسوق وضيافة، بما يجعله محورا سياحيا وتشغيليا يعمل على مدار العام.

رأس الحكمة.. أكبر صفقة استثمارية على المتوسط

وعلى الساحل الشمالي، وقعت مصر في شهر فبراير 2024، اتفاقا مع شركة “القابضة” (ADQ) الإماراتية لتطوير منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي، في صفقة بلغت قيمتها 35 مليار دولار.

توزّع الاستثمار بين 24 مليار دولار سيولة نقدية، و11 مليار دولار من ودائع إماراتية لدى البنك المركزي المصري، جرى تحويلها إلى استثمارات مباشرة.

يمتد المشروع على مساحة 170.8 مليون متر مربع، ويهدف إلى تحويل رأس الحكمة إلى وجهة سياحية عالمية ومركز مالي ومنطقة حرة ببنية تحتية متطورة.

تحتفظ الحكومة المصرية بحصة 35% من المشروع، في خطوة وصفها رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، بأنها “استثمار أجنبي مباشر هو الأكبر من نوعه خلال العقود الأخيرة”.

من المتوقع أن يجذب المشروع استثمارات إضافية قد تصل إلى 150 مليار دولار على المدى الطويل، إلى جانب توفير ملايين من فرص العمل وضخ سيولة جديدة في الاقتصاد المصري.

خطط للتوسع على البحر الأحمر

الحكومة المصرية لا تكتفي بهذه المشروعات، إذ أعلن رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، في شهر سبتمبر 2024، عن طرح أربع إلى خمس مناطق جديدة على البحر الأحمر للاستثمار، على غرار تجربة رأس الحكمة.

هذه المناطق ستُطوَّر كمدن متكاملة تضم مطارات وموانئ ومراسي دولية، بما يضع مصر في موقع منافس على خريطة السياحة والاستثمار العالمية، ضمن إطار رؤية مصر 2030.

أصوات المستثمرين.. رسائل ثقة

مؤسس إعمار العقارية ورئيس مجلس إدارة أمريكانا، محمد العبار، أكد في تصريحات صحفية سابقة، استعداده ليكون في طليعة المستثمرين بمشروع رأس الحكمة، مشيرا إلى أن المدينة “ستحقق استفادة تجارية كبرى لمصر والإمارات”، ووصفها بأنها “الأجمل في مصر”، داعيا الحكومة – حينها – إلى تسهيل دخول السياح الأوروبيين عبر رفع قيود التأشيرات.

كما أضاف: “إذا لم يتحدث المصريون عن استقطاب 100 مليون سائح، فهذا تضييع للوقت”.

دلالات اقتصادية وإستراتيجية

تجمع هذه الصفقات، بين البعد الاقتصادي المباشر، المتمثل في تدفق مليارات الدولارات وتوفير فرص العمل، والبعد الإستراتيجي طويل الأجل، الذي يرسخ مكانة مصر كوجهة استثمارية على سواحل البحرين الأبيض والأحمر.

فبينما يمنح مشروع رأس الحكمة مصر نافذة كبرى على البحر المتوسط عبر مدينة سياحية ومالية متكاملة، يُعزز مشروع مراسي البحر الأحمر من مكانة البلاد على خريطة السياحة البحرية، بما في ذلك سياحة اليخوت، ويخلق نمطا جديدا من التدفقات السياحية.

سواحل مصر.. بوابة الاستثمارات

خلال أقل من عامين، نجحت مصر في جذب استثمارات عقارية وسياحية ضخمة على ساحليها الأبيض والأحمر، بقيمة تقترب من 55 مليار دولار، وهذه الاستثمارات – التي تقودها شركات إماراتية وسعودية – لا تعكس فقط الثقة المتزايدة في السوق المصرية، بل ترسم أيضا ملامح مرحلة جديدة، تتحول فيها السواحل المصرية إلى مراكز تنموية واستثمارية عالمية متكاملة، تفتح آفاقا واسعة أمام النمو الاقتصادي المستدام.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

“ستاندرد تشارترد” يتوقع خفض الفائدة الأمريكية 50 نقطة أساس

توقع بنك ستاندرد تشارترد أن يُقدِم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على...

منطقة إعلانية