رئيس التحرير أسامه سرايا |
أخبار

خبراء مياه: فتح مفيض توشكى “غير منطقي”.. والأمطار هذا العام أقل من المتوسط

مفيض توشكى

نفى خبراء موارد مائية صحة ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن فتح مفيض توشكى لتصريف مياه الفيضان بزعم التخفيف عن السودان بعد ارتفاع منسوب المياه هناك، مؤكدين أن الظروف المائية الحالية لا تستدعي فتح المفيض، وأن ما يتم تداوله في هذا الصدد يُفتقر إلى الدقة العلمية والمنطق المائي.

لا علاقة بين فيضانات السودان ومفيض توشكى

قال أستاذ الأراضي والمياه بجامعة القاهرة، نادر نور الدين، إن ما يثار عن فتح المفيض للتخفيف عن السودان “غير صحيح تماما”، موضحا أن مفيض توشكى لا يرتبط بفيضانات السودان لا من قريب ولا من بعيد.

أضاف في تصريحات لـ”إيكونومي بلس”، أن منسوب المياه في السودان في حالة انحسار تدريجي، وأن ما شهده البلد لم يكن فيضانا كاسحا بل مجرد ارتفاع محدود في منسوب النهر، وفق نظام “الإنذار الأحمر” المتبع في الخرطوم، وهو يعني خروجا بطيئا للمياه من المجرى دون خسائر واسعة.

أوضح نور الدين أن تدفق المياه إلى مصر يتم طبيعيا وفق الانحدار الجغرافي للنهر، وأن مصر لا يمكنها التدخل في فيضانات السودان أو التحكم فيها، مضيفا: “عندما تصل المياه إلينا نقرر حينها ما إذا كنا سنقوم بتخزينها أو تصريف الفائض منها عبر مفيض توشكى”.

فيما يتعلق بالسد الإثيوبي، شدد نور الدين على أن المرحلة الحالية تتطلب ضبط تشغيل السد بما يتناسب مع عدد التوربينات الفاعلة، مع ضرورة إخطار دولتي المصب – مصر والسودان – بأي ضخ جديد من البحيرة لتأمين الفراغات المطلوبة في السدود لاستيعاب المياه الواردة.

فيضان متأخر وأمطار متوسطة

من جانبه، أشار رئيس قسم الموارد الطبيعية والمياه بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إلى أن مياه الفيضان هذا العام وصلت متأخرة بنحو شهر بسبب احتجاز كميات ضخمة خلف السد الإثيوبي، موضحا أن السنة المائية تبدأ في الأول من أغسطس، وأن ما وصل إلى بحيرة ناصر حتى الآن لا يزال في بداياته.

قال شراقي إن فتح مفيض توشكى في هذا التوقيت أمر غير منطقي، لأن البحيرة لم تصل بعد إلى مستوى الامتلاء الذي يستدعي تصريف المياه، مشيرا إلى أن الأمطار على حوض النيل الأزرق – الذي يمد النهر بـ60% من مياهه – كانت أقل من المتوسط في النصف الأول من الموسم، بينما جاءت في حدود المعدلات الطبيعية في النصف الثاني، ما يجعل موسم الأمطار هذا العام متوسطا إجمالا.

تشغيل سيئ من الجانب الإثيوبي

أما وزير الموارد المائية والري الأسبق، محمد نصر الدين علام، فقد اعتبر أن الفيضانات الأخيرة في السودان تعود لسوء تشغيل السد الإثيوبي من جانب أديس أبابا، مؤكدا أن غياب التنسيق في إدارة السد تسبب بأضرار لدولتي المصب.

قال علام لـ”إيكونومي بلس”: “كنا نحذر من غياب اتفاق واضح بشأن قواعد التشغيل والتخزين في سد النهضة، لأن أخطار الفيضان والجفاف وجهان لعملة واحدة”.

أضاف أن الفيضانات الحالية كشفت جانبا من المخاطر، بينما سيكون تأثير الجفاف – إن وقع – “أشد خطورة”.

حول ما يُثار بشأن فتح مفيض توشكى لتصريف المياه، قال علام إن الإجراء الخطوة تبدو منطقة للغاية، في ظل المعطيات الراهنة، مشيرا إلى أن المشكلة لا تتعلق بالمياه الوارد من إثيوبيا فقط، ولكن هناك زيادة كبيرة في إيراد النيل الأبيض ونهر عطبرة، ما دفع السودان لفتح سدودها وبالتالي كل هذه الكميات من المياه وردت إلى مصر، وللتعامل معها لابد أن يكون قد تم فتح المفيض.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

اتفاقية مصرية إماراتية لإنشاء منطقة لوجستية لتداول النفط في العلمين

وقعت وزراة البترول والثروة المعدنية، وإمارة الفجيرة بدولة الإمارات، اتفاقية...

منطقة إعلانية