منحت جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية هذا العام إلى الباحثين جويل موكير، فيليب أجيون، وبيتر هوويت، تقديرًا لإسهاماتهم في تفسير كيفية تحويل الابتكار إلى قوة دافعة للنمو الاقتصادي المستدام، بعد قرون من الركود الذي ميز معظم التاريخ البشري.
وخلال القرنين الماضيين، شهد العالم لأول مرة نموًا اقتصاديًا مستمرًا مكّن مئات الملايين من الخروج من دائرة الفقر، ورسّخ أسس الازدهار الحديث. وأوضحت لجنة الجائزة أن أبحاث الفائزين تفسّر هذا التحول التاريخي عبر فهم العلاقة بين التقدم التكنولوجي، والمعرفة العلمية، والانفتاح المجتمعي على التغيير.
استخدم موكير المصادر التاريخية لتوضيح كيف أصبحت الابتكارات سلسلة ذاتية التوليد بعد الثورة الصناعية، مشيرًا إلى أن العلم والمعرفة النظرية كانا شرطًا أساسيًا لتحويل الاكتشافات إلى تطورات تراكمية.
أما أجيون وهوويت، فقد قدّما عام 1992 نموذجًا رياضيًا لمفهوم “التدمير الخلاق”، حيث تؤدي التقنيات والمنتجات الجديدة إلى إزاحة القديمة من السوق، في عملية تجمع بين الإبداع والتجديد من جهة، والانقراض الاقتصادي لبعض القطاعات من جهة أخرى.
وشددت لجنة نوبل على أن هذا النموذج يكشف عن التحدي الدائم المتمثل في إدارة الصراعات بين الابتكار والمصالح القائمة، إذ يمكن أن تعرقل القوى الاقتصادية التقليدية مسار التطور إذا لم تُدار هذه التحولات بشكل بنّاء.
وقال جون هاسلر، رئيس لجنة الجائزة في العلوم الاقتصادية، إن “أعمال الفائزين تذكّرنا بأن النمو الاقتصادي ليس أمرًا مضمونًا، بل يعتمد على استمرار آليات التدمير الخلاق حتى لا نعود إلى الركود.”
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا