كتب: سليم حسن
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يرتفع إنتاج مصر من الأرز خلال الموسم الجاري 2025/2026 بنحو 7.7% ليسجل نحو 4.2 مليون طن من الأرز الأبيض، بحسب تقرير حديث أعدته الوزارة واطلع عليه “إيكونومي بلس”.
تزرع مصر محصول الأرز في مايو من كل عام، وتحصده بداية من نهاية شهر أغسطس التالي له مباشرة.
عزا التقرير هذه الزيادة إلى انخفاض تكلفة إنتاج الأرز مقارنة بالمحاصيل الصيفية الأخرى، مثل الذرة أو القطن، ما دفع المزارعين إلى زيادة المساحة المزروعة من الأرز بما يتجاوز المساحة المخصصة لزراعة الأرز التي حددتها وزارة
الموارد المائية والري
التقرير أشار إلى ارتفاع نمو الطلب على زراعة الأرز على المدى الطويل بسبب قصر فترات النمو وارتفاع الأرباح التي يجنيها المزارعون في السنوات الأخيرة.
وبداية من عام 2022 تحديدا، تضاعفت أسعار تداول الأرز المصري بالأسواق المحلية إلى مستويات قياسية لتبلغ مستوى 12-13 ألف جنيه لطن الأرز الشعير، و17-18 ألف جنيه لطن الأرز الأبيض من المضارب، من 8.5 إلى 9 آلاف جنيه للأرز الأبيض.
بينما سجلت أسعار الأرز مستوياتها القياسية في العام قبل الماضي عندما بلغ سعر طن الشعير مستوى 21 ألف جنيه، وارتفع سعر الأرز الابيض فوق 33 ألف جنيه من أرض المضرب.
قدرت الوزارة مساحات الأرز في الموسم الجديد بنحو 1.7 مليون فدان بزيادة نسبتها 7.46% مقارنة بمساحات الموسم السابق له، بينما لا تسمح وزارة الري بزراعة أكثر من 1.07 مليون فدان موزعة بين 724 ألف فدان زراعات تقليدية في 9 محافظات بالدلتا، بالإضافة إلى 200 ألف فدان من سلالات الأرز الموفرة للمياه، و150 ألف فدان تُزرع على المياه ذات الملوحة المرتفعة نسبيا.
ارتفاع الإنتاج يخفض الأسعار
ارتفاع الإنتاج المتوقع سيخفض أسعار بداية الموسم الجاري إلى مستويات تتراوح بين 13-16 ألف جنيه مقابل 15-17 ألف جنيه قبل بداية الموسم، خاصة للأصناف رفيعة الحبة، بحسب وائل عبدالحميد، صاحب مضرب أرز في الدقهلية.
أوضح أن الإنتاج هذا العام أفضل حالا من العام الماضي، وكذلك أسعار بداية الموسم، لكن انخفاض أسعار الأرز الأبيض أثناء البيع للمستهلكين يتوقف على موقف التجار من تسعير منتجاتهم.
أشار إلى انخفاض أسعار الأرز الأبيض من المضارب حاليا لتراوح بين 20-25 ألف جنيه للطن الواحد – بحسب نسبة الكسر- بينما كانت الأسعار تتراوح بين 22-27 ألف جنيه قبل ببداية الموسم في أغسطس الماضي.
حاليا، تختلف أسعار الأرز للمستهلكين بناء على نوعه وجودته، حيث تتراوح أسعار الأرز المعبأ بين 32 -37 جنيها للكيلوجرام، وتصل إلى 40 جنيها للأصناف الأفضل، بينما الأرز غير المعبأ يتراوح بين 23-30 جنيهًا للكيلوجرام حسب جودته.
كم يوفر الأرز الجاف؟
زراعة الأرز في الدلتا وتحديدا في المحافظات الأقرب للسواحل البحرية هو أمر حيوي لمنع تسرب مياه البحر وارتفاع نسبة الملوحة في التربة بما يضر المحاصيل الزراعية، على اعتبار أن الأرز محصول مستهلك كبير للمياه.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه أصناف الأرز مبكرة النضج التي طورها مركز البحوث الزراعية إلى 9-10 آلاف مترا مكعبا من المياه، تستهلك الأصناف التقليدية ما يتراوح بين 14-15 ألف متر مكعب.
سجلت مصر خمسة أصناف جديدة من الأرز هي (سخا 83، وسخا سوبر 301، وسخا سوبر 302، وسخا سوبر 302 وسخا سوبر 303) وهي أصناف مقاومة للمناخ وتتحمل الإجهاد الحراري والملوحة.
هذه البذور تم توزيعها على المزارعين هذا الموسم، كما قام مركز البحوث الزراعية بتسجيل صنف جيزة 201 (البسمتي) الذي تم اختباره هذا الموسم في محافظات عدة بمنطقة الدلتا وأفادت التقارير بأنها تشهد إنتاجا جيدا، خاصة في محافظة الغربية التي شهدت انطلاقة زراعة هذا الصنف للمرة الأولى في مصر خلال موسم العام الماضي.
اقرأ: وزير الزراعة: الأرز لم يعد محصولا شرها للمياه
كم تستهلك مصر من الأرز؟
قدرت وزارة الزراعة الأمريكية استهلاك مصر من الأرز الأبيض في الموسم الجاري بنحو 4 ملايين طن، وهي تقديرات الاستهلاك نفسها في الموسم الماضي.
زيادة توافر منتجات النشا الأكثر تنافسية في الأسعار مثل البطاطس والمكرونة يؤثر على استهلاك الأرز في مصر، خاصة مع ارتفاع أسعاره.
استهلاك الأرز هو الأعلى في شمال الدلتا والمدن الساحلية، حيث يشتهي المستهلك المصري في هذه المناطق طبق الأرز مع السمك على سبيل المثال كمادة غذائية أساسية وتقليدية، بينما يتحول المستهلكون في القاهرة الكبرى إلى مصادر كربوهيدرات أرخص بكثير من الأرز.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا