أعلنت سنغافورة رسميا، عن تطبيق أول ضريبة خضراء على وقود الطائرات في العالم، لتصبح بذلك أول دولة تفرض رسماً بيئياً مباشراً على ركاب الطائرات، في خطوة تاريخية تهدف إلى خفض انبعاثات قطاع الطيران وتحقيق تحوّلٍ تدريجي نحو الوقود المستدام للطيران، بحسب بلومبرج.
بموجب النظام الجديد – الذي سيطبق على التذاكر المباعة ابتداءً من أبريل 2026، وعلى الرحلات المغادرة من سنغافورة اعتباراً من الأول من أكتوبر من العام نفسه، سيتحمّل المسافرون رسوماً خضراء تصل إلى 31.95 دولاراً للرحلة الواحدة، تضاف مباشرة إلى سعر التذكرة.
يتوقع أن تشكل هذه الخطوة نموذجاً تنظيمياً رائداً في العالم، خاصة مع استمرار الجدل الدولي حول كيفية توزيع كلفة التحوّل الأخضر بين الشركات والمستهلكين، في ظل ارتفاع تكلفة الوقود المستدام مقارنةً بالوقود التقليدي.
وفقاً للبيان الرسمي الصادر عن هيئة الطيران المدني في سنغافورة، فإن الرسوم ستُطبق وفق نظام متدرّج يأخذ في الاعتبار نوع الرحلة ودرجة السفر، ففي حين سيدفع ركاب الدرجة الاقتصادية على الرحلات القصيرة داخل جنوب شرق آسيا نحو 1 دولار سنغافوري فقط (0.73 دولار)، سترتفع الرسوم تدريجيا لتصل إلى 10.40 دولار سنغافوري (7.6 دولار) للرحلات المتجهة إلى الأمريكتين.
أما ركاب درجتي الأعمال والدرجة الأولى فسيدفعون ما يصل إلى أربعة أضعاف هذه القيم، نظراً لارتفاع البصمة الكربونية لكل راكب في هذه الفئات مقارنةً بالدرجات الاقتصادية.
سيُعفى من الرسوم الركاب العابرون (الترانزيت) عبر مطار تشانغي الدولي، في حين ستفرض ضريبة إضافية على رحلات الشحن الجوي تُحسب على أساس الوزن بالكيلوجرام.
ستوجه حصيلة هذه الرسوم إلى صندوق وطني لشراء وقود الطيران المستدام بشكل مركزي، بما يضمن توفير الإمدادات بأسعار تنافسية لشركات الطيران العاملة من سنغافورة.
يُنتج هذا الوقود عادة من الزيوت المُعاد تدويرها والمخلفات الزراعية، ويسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يصل إلى 80% مقارنة بالوقود التقليدي.
تهدف سنغافورة إلى رفع نسبة اعتماد الوقود المستدام إلى ما بين 3 و5% بحلول عام 2030، في إطار استراتيجية وطنية أوسع تسعى لجعل الدولة مركزاً إقليمياً للطاقة النظيفة والنقل المستدام.
قال متحدث باسم وزارة النقل السنغافورية إن الرسم البيئي الجديد ليس ضريبة مالية تقليدية بل آلية تحفيزية لإعادة توجيه الطلب نحو خياراتٍ أكثر استدامة، مضيفاً أن “العوائد لن تذهب إلى الخزانة العامة، بل إلى برامج محدّدة تُسرّع من اعتماد الوقود الأخضر في قطاع الطيران”.
تأتي هذه الخطوة في وقت يسجل فيه مطار تشانغي انتعاشا قويا بعد سنوات من التراجع خلال جائحة كورونا، إذ يُتوقع أن يتجاوز عدد المسافرين هذا العام 68.3 مليون راكب، وهو رقم قياسي جديد يتخطى مستويات عام 2019، التي كانت تعد الأعلى في تاريخ المطار.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا