يستعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) اليوم الأربعاء، لحسم مصير أسعار الفائدة للمرة الأخيرة خلال العام الحالي، وسط توقعات متصاعدة باتجاهه صوب خفض الفائدة للمرة الثالثة على التوالي هذا العام.

تشهد أروقة الفيدرالي انقساماً عميقاً منذ استئنافه لخفض الفائدة في سبتمبر الماضي، إذ أدت المخاوف بشأن استمرار معدلات التضخم في التحرك أعلى من مستهدف الفيدرالي البالغ 2%، إلى تباين في الآراء بين أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بشأن الحاجة لمزيد من تخفيضات الفائدة في وقت لا يزال التضخم عند مستوى 3%.

انقسام داخل الفيدرالي 

يعتقد عدد من المسؤولين داخل اللجنة أن أسعار الفائدة وصلت إلى مستوى محايد لا يُحفز النمو الاقتصادي ولا يُعيقه، وبالتالي لا حاجة لمزيد من التخفيضات، فيما يرى البعض الأخر ضرورة إقرار خفض جديد لتحفيز النمو الاقتصادي، ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى انقسام بشأن قرار الخفض الثالث المحتمل اليوم.

هذا الانقسام قد يمنع رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي المقرر عقده عقب إعلان قرار الفائدة، من الإشارة إلى أي تخفيضات جديدة للفائدة خلال الربع الأول من 2026، وفقا لوكالة بلومبرج.

خفض الفيدرالي معدلات الفائدة منذ سبتمبر 2024 بواقع 150 نقطة أساس، وحاليا يرى فريق من صناع السياسة النقدية أن أي خفض إضافي سيُقرب سعر الفائدة الذي يتراوح بين 3.75% و4%، من النقطة التي من شأنها تحفيز النمو الاقتصادي، وهو أمر يسعى العديد من مسؤولي الفيدرالي لتجنبه خشية خروج التضخم عن السيطرة.

 مهمة صعبة

قالت كبيرة الاقتصاديين لدى شركة “KPMG” للاستشارات المالية، ديان سوانك، لوكالة بلومبرج، إن مهمة باول لن تكون سهلة في ظل غياب بيانات اقتصادية هامة نتيجةً لتداعيات الإغلاق الحكومي الذي استمر لأكثر من شهر، وأدى إلى تأخير نشر بيانات التضخم لشهر نوفمبر.

تابعت: “هذا يضع الاحتياطي الفيدرالي في موقف قد يضطره إلى السير على حافة الهاوية، فمن ناحية جيروم باول لن يتمكن من تحديد الخطوة التالية فيما يتعلق بمصير أسعار الفائدة بوضوح بعد اجتماع اليوم، ومن ناحية أخرى سيكون عليه أن يمثل رأي لجنة السوق المفتوحة أمام الصحفيين، وهي مهمة صعبة”.

يتوقع معظم المحللين أن يكرر صناع السياسة النقدية الأمريكية في بيانهم اليوم، التحذير من ارتفاع مخاطر تباطؤ سوق العمل خلال الأشهر الأخيرة ومن أن التضخم لا يزال مرتفعاً إلى حد ما، مع إشارة إلى انخفاض مستوى اليقين بشأن احتمالية إجراء تعديلات إضافية على أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، وفقا لـ”بلومبرج”.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا