تستعد عملاق صناعة السيارات الألمانية شركة فولكس فاجن للتوقف عن تصنيع السيارات في موقعها لمدينة دريسدن بعد يوم الثلاثاء، وهي المرة الأولى في تاريخ الشركة الممتد لـ 88 عامًا التي تغلق فيه خط إنتاج في ألمانيا.
تحول في نشاط المصنع
أنتج مصنع دريسدن أقل من 200 ألف سيارة منذ بدء الإنتاج في عام 2002 أو أقل من نصف الإنتاج السنوي لمصنع فولكس فاجن المركزي في فولفسبورج، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
تمثل هذه الخطوة تقدمًا طفيفًا لشركة فولكس فاجن في خططها لتقليص طاقتها الإنتاجية في ألمانيا.
تأتي هذه التغييرات ضمن اتفاقية أُبرمت مع النقابات العمالية العام الماضي والتي ستؤدي أيضًا إلى تسريح 35 ألف موظف من علامة فولكس فاجن في ألمانيا.
“قرار إغلاق الإنتاج لم يتم اتخاذه بسهولة لكنه من منظور اقتصادي كان أمراً ضروريًا” قال رئيس علامة فولكس فاجن التجارية توماس شيفر.
كان المصنع مصممًا ليكون بمثابة منصة لعرض براعة فولكس فاجن الهندسية وقد كُلِّف في البداية بتجميع سيارة فولكس فاجن فايتون الفاخرة.
بعد توقف إنتاج فايتون في عام 2016 أصبح موقع دريسدن رمزاً لجهود فولكس فاجن في مجال السيارات الكهربائية حيث أنتج مؤخراً سيارة “ID.3” التي تعمل بالبطارية.
سيتم تأجير الموقع لجامعة دريسدن التقنية لإنشاء مجمع بحثي لتطوير الذكاء الاصطناعي والروبوتات والرقائق الإلكترونية.
تعهدت شركة فولكس فاجن بالتعاون مع الجامعة باستثمار 50 مليون يورو على مدى السنوات السبع المقبلة في المشروع، بينما قالت شركة صناعة السيارات العملاقة إنها ستواصل استخدام المنشأة لتسليم السيارات للعملاء وكعامل جذب سياحي.
ضغوط في التدفقات النقدية للشركة الألمانية
يأتي إغلاق خط إنتاج المصنع في وقت تعاني فيه أكبر شركة مصنعة للسيارات في أوروبا من ضغوط تتعلق بالتدفق النقدي نتيجة ضعف المبيعات في الصين والطلب في أوروبا فضلاً عن تأثير التعريفات الأمريكية على المبيعات في أمريكا.
كما تواجه فولكس فاجن تحديات في تخصيص ميزانيتها الاستثمارية البالغة حوالي 160 مليار يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة مع توقع زيادة عمر سيارات البنزين.
في حين ذهبت تصريحات أخيرة للمدير المالي لشركة صناعة السيارات، أرنو أنتليتز، إلى أن هناك تحسن في صافي التدفق النقدي للشركة لعام 2025 حيث بعد أن كان متوقعاً أن يكون قريباً من الصفر فإن التوقعات تشير إلى أنه التدفقات قد تكون إيجابية على نحو طفيف.
لكن على الجانب الآخر يقول المحللون إن فولكس فاجن تواجه ضغوطاً وهو ما عبر عنه ستيفن ريتمان، المحلل في شركة بيرنشتاين، بقوله “هناك بالتأكيد ضغوطًا على التدفقات النقدية في عام 2026 وتبحث مجموعة السيارات عن طرق لخفض الإنفاق وزيادة الأرباح التشغيلية”.
وبحسب المحلل المالي “تواجه عملاق صناعة السيارات تحديات واسعة النطاق حيث يتطلب العمر الافتراضي الأطول المتوقع لمحركات الوقود الأحفوري استثمارات جديدة، ويجب النظر إلى أجيال جديدة من تقنيات البنزين”.
“سيتعين على فولكس فاجن إلغاء بعض المشروعات من خطط الإنفاق ولكي تحقق هدفها الاستثماري فعليها استبعاد أفكار ومشروعات أخرى من الخطة” قال موريتز كروننبرجر، مدير محفظة الاستثمار في شركة يونيون إنفستمنت.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا