ذكرت وكالة “بلومبرج” الإخبارية الأمريكية، أن دول القارة الإفريقية مرشحة لتكبد أكبر قدر من الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن تفشي “فيروس” كورونا المستجد، بعد نظيراتها الآسيوية، حتى وإن لم تسجل حتى الأن إصابات مؤكدة بالفيروس المميت.
وأوضحت “بلومبرج”، في تقرير بثته اليوم الأحد على موقعها الإلكتروني، أن استمرار تفشي فيروس “كورونا” يشل حركة الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر الاقتصادات العالمية، ومن ثم يهدد بتقويض آفاق النمو العالمي ونزع شهية المستثمرين عن شراء النفط والمعادن، التي تمثل شريان الحياة للعديد من اقتصادات القارة السمراء.
ونشرت “بلومبرج” نتائج دراسة أجراها معهد “التنمية لما وراء البحار”، حذرت من أن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني مقترنا بتراجع أسعار النفط 5% كفيل بتكبيد دول إفريقيا جنوب الصحراء، خسائر بقيمة 4 مليارات دولار من قيمة صادراتها، ما يعادل 0.3 % من إجمالي ناتجها القومي، أي بزيادة تفوق أي قارة أخرى بخلاف آسيا، التي تعد معقل الفيروس.
ونقلت “بلومبرج” عن ديرك ويليم فيلديه، باحث بمعهد التنمية لما وراء البحار قوله، “يزداد اعتماد الدول النامية على المارد الصيني كشريك تجاري حيوي سواء على صعيد الواردات أو الصادرات يوما تلو الأخر، لذلك في حال وقوع أزمات مثل أزمة “كورونا” تجد تلك الدول نفسها أمام ضرورة ملحة لتنويع شركاتها التجارية الدولية”.
من جانبه، خفض صندوق النقد الدولي تقديراته لنمو الاقتصاد النيجيري، أكبر مصدر للنفط الخام على مستوى القارة الإفريقية، ليصل إلى 2 % عوضا عن تقديرات سابقة ببلوغه 2.5 % وذلك بسبب التراجع المسجل في أسعار النفط العالمية منذ انتشار فيروس “كورونا”.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن انخفاض أسعار النفط وضع العملة النجيرية تحت ضغط كبير حيث تشكل الصادرات النفطية 90% من إجمالي صادرات الدولة الإفريقية، كما أن ضعف الطلب الصيني على الخام يضع اقتصادات إفريقية أخرى مثل أنجولا والكونغو وزامبيا، على حافة الهاوية نتيجة اعتمادها بشكل كبير على عائداتها من النفط.
ونبهت إلى أن أسعار الخام تراجعت 11% هذا العام، كما سجلت أسعار النحاس والحديد انخفاضا بنسبة 8 % و1.5% على التوالي.
من توقع، قال صندوق النقد الدولي أمس السبت، أن فيروس كورونا الآخذ في الانتشار بسرعة سيقلص على الأرجح النمو الاقتصادي في الصين هذا العام إلى 5.6%، نزولا عن توقعاته في شهر يناير 0.4 نقطة مئوية، والنمو العالمي 0.1 نقطة مئوية.
وقدمت كريستالينا جورجيفا المديرة العامة للصندوق هذه التوقعات لمحافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في أكبر 20 اقتصادا في العالم خلال اجتماع في الرياض، لكنها قالت إن الصندوق ينظر في سيناريوهات أكثر حدة إذا استمر التفشي لفترة أطول وزاد انتشاره على نطاق عالمي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا