تبدو الأسهم الآسيوية هادئة على نحو غير معتاد مع مرور أسوأ فترة 3 أشهر عليها منذ الأزمة المالية العالمية، ورغم أن المستثمرين لا يزالون حذرين من المزيد التقلبات، إلا أن الارتداد النسبي في الأيام الأخيرة يشجعهم على التركيز على ما يمكن الرهان عليه في الأيام المقبلة.
الدول الأكثر احتواء للفيروس أكثر استعدادا لاستقبال الاستثمارات
ويرى ويليام يوين، مدير الاستثمار في “انفيسكو” في هونج كونج، إن الدول التي استقر فيها انتشار فيروس كورونا الوبائي والتي تسير على مسار استئناف النشاط الاقتصادي في وضع أفضل لاستقبال الاستثمارات من تلك التي لا تزال في عملية احتواء الفيروس.
وأضاف أن التطورات الرئيسية التي سيتابعها المستثمرون هي مدى انتشار الفيروس في أوروبا وأمريكا واكتشاف علاج وتعافي الاقتصادات.
الاقتصاد الصيني الأوفر حظا لهزيمة نظرائه الإقليميين
وتتفق وجهة نظره مع مارجريت يانج، الاستراتيجية في “سي إم سي ماركتس” في سنغافورة التي تقول إن الصين سوف يكون الاقتصاد الكبير الأول الذي يخرج من أزمة الوباء ولديه فرصة أفضل لهزيمة نظرائه الإقليميين في الربع الثاني.
وقالت إن صناع السياسة في الصين سوف يركزون في الفترة المقبلة على تعزيز الاستهلاك المحلي من خلال المزيد من المحفزات المالية وحتى من خلال كوبونات التسوق، وفيما يتعلق بالقطاعات التي ستتفوق في الأداء، ترى يانج أنها قطاع التكنولوجيا (الجيل الخامس والحوسبة السحابية والألعاب) والقطاعات الاستهلاكية.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج” إن الربع الأول شهد تراجع مؤشر “إم إس سي آي” لأسهم آسيا المطلة على المحيط الهادي بنسبة 20%، وهي نسبة وحشية بالنسبة للعديد من الأسواق في المنطقة، ومن المتوقع أن تهبط مؤشرات الأسهم في الهند واستراليا إلى أدنى مستوى فصلي على الإطلاق بينما يتجه مؤشر يتتبع أسواق جنوب شرق آسيا إلى التراجع بنسبة 31%، وهو أسوأ تراجع فصلي له منذ 1998 وسط الإغلاقات ووقف التداول.
وأما الأنباء الجيدة للمنطقة هي أن التقييمات تراجعت إلى مضاعف ربحية يعادل حوالي 10.6 مرة في الاثني عشر شهرا المقبلة، وهو أدنى مضاعف منذ 2012 على الأٌقل، بالتالي قد يجذب المزيد من المستثمرين أملا في معاودة الارتفاع.
واستعرضت “بلومبرج” ما يقوله المحللون عن بعض الأسواق في المنطقة.
سنغافورة
وقالت يانج من “سي إم سي” إن الربع الثاني قد يكون ربع متقلب لمؤشر البورصة الرئيسي السنغافوري نتيجة تضرر الاقتصاد المعتمد على الصادرات والسياحة بحدة من حظر السفر والاضطرابات في سلاسل الإمدادت.
وأضافت أن تراجع أسعار البترول يضر كذلك بالاقتصاد السنغافوري، ومع ارتفاع حالات “كوفيد 19“، تزداد احتمالات اتجاه الاقتصاد للإغلاق الكامل، وقد يتخلف سوق الأسهم السنغافوري في الأداء عن نظرائه العالميين في الربع الثاني”.
اليابان
قالت كاتسويوشي ساكاس، مدير أبحاث الأسهم في “آيزاوا”: “لم تستوعب الأسهم اليابانية بعد حجم الضرر في أرباح الشركات نتيجة تفشي وباء “كورونا .. وقد تتجه الدولة إلى الإغلاق”.
ومع ذلك، قال توماس راييس، في “جريت هيل كابيتال” في نيويورك، إن بعض الأسهم اليابانية تشهد إقبالا، موضحا ان شركته تركز على سهمي “تويوتا” و”تاكيدا فارما” للأدوية باعتبارهم ممتلكات قوية على المدى البعيد وتقييماتهم الحالية منخفضة، وقال إن أسهم “تاكيدا” قد تتلقى دفعة على المدى القصير إذا تم اعتماد علاج “بلازما الدم” لفيروس كورونا قريبا.
الهند
قال المحللان، سوريندا جوبال وفيجيت جاين من “سيتي جروب”، إن التقلبات سوف تستمر على المدى القريب في الهند بالنظر إلى عدم اليقين الكبير بشأن مسار العدوى والإغلاقات العالمية المرتبطة بها، ونصحا المستثمرين بشراء الأسهم منخفضة التقييم واختيار الاسماء الكبيرة السائلة.
وقال سمير كالرا، مؤسس “تارجت انفيستينج” في مومباي، إن الاقتصاد الحقيقي سوف يصارع بشدة مع زيادة نطاق اختبارات الفيروس التي سوف تجلب المزيد من عدم اليقين بشأن مدة استمرار قيود الإغلاق، وأوضح أن الشركات الصغيرة والمتوسطة سوف تكون في منطقة الخطر.
الفلبين
وكتبت المحللة جودي سانتياجو، من مجموعة “ي بي إس” السويسرية، في مذكرة إن المستثمرين قد يظلون حذرون حتى يكون هناك دليل على أن حالات الإصابة الجديدة تتباطأ وهو ما قد يستغرق شهور نظرا لتعزيز الحكومة توا للاختبارات.
وقالت إن الشركات التي ستكون أرباحها أقل تضررا هي الشركات التي تقدم خدمات أساسية مثل سلسلة البقالة “بيورجولد”، وشركة الاتصالات “بي إل دي تي” و”جلوب تليكوم”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا