قلب تفشي فيروس كورونا المستجد تجارة الذهب رأسا على عقب، في ظل التأثير الضخم لإجراءات العزل العام على أكبر سوقين لتجارة المعدن الأصفر، في الصين والهند، وتعطيله خطوط الإمداد.
من جانبه، قال مجلس الذهب العالمي، في تقرير اليوم الخميس، إن إقبال المستثمرين على شراء الذهب بسبب بواعث القلق من جائحة فيروس كورونا عوض انهيارا في إنتاج الحلي، مما أدى لاستقرار الطلب على المعدن الأصفر في الأشهر الثلاثة الأولى من 2020.
وتسببت الجائحة في اضطرابات بالأسواق المالية مما أدى لزيادة الاستثمار في المعدن النفيس الذي يعتبر من الأصول القادرة على الاحتفاظ بقيمتها على المدى الطويل.
وقال جون ريد كبير استراتيجيي السوق في مجلس الذهب العالمي ”هذا أكبر تغير للسوق تعيه ذاكرتي، من الواضح جدا أن القادم أعظم بكثير“، وفقا لرويترز.
وقال المجلس في أحدث تقاريره الفصلية إن صناديق المؤشرات التي تخزن الذهب نيابة عن مستثمرين معظمهم في الولايات المتحدة وأوروبا أضافت 298 طنا تقدر قيمتها بنحو 16 مليار دولار لمخزوناتها في الفترة من يناير وحتى مارس.
وفي غضون ذلك، انخفض استخدام الذهب في صناعة الحلي إلى 325.8 طن، متراجعا 39% مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، في أدنى مستوى خلال عشر سنوات على الأقل.
وأضاف المجلس أن مبيعات السبائك والعملات الذهبية انخفضت 6% إلى 241.6 طن وتراجعت مشتريات البنوك المركزية 8% إلى 145 طنا، أما الاستخدامات الأخرى مثل صناعة الإلكترونيات وتركيبات الأسنان فتراجعت 8% أيضا إلى 73.4 طن، وارتفع إجمالي الطلب 1% إلى 1083.8 طن مقارنة به قبل عام.
وارتفعت أسعار الذهب هذا العام لأعلى مستوياتها في ثمانية أعوام متخطية 1700 دولار للأوقية (الأونصة) وسجلت مستويات قياسية أيضا بعملات أخرى مثل اليورو واليوان والروبية.
وفي معاملات اليوم الخميس، انتعش الذهب بعد خسائر مبكرة، حيث تأثرت الشهية للمخاطرة بقرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي إبقاء أسعار الفائدة قريبة من الصفر وبالآمال في تحفيز جديد من البنك المركزي الأوروبي.
وخلال معاملات اليوم، كان السعر الفوري للذهب مرتفعا 0.3% إلى 1715.84 دولار للأوقية (الأونصة)، وصعدت عقود الذهب الأمريكية الآجلة 1% إلى 1730.30 دولار للأوقية.
وقال ستيفن إينس، كبير مخططي السوق لدى أكسي كورب للخدمات المالية، “الدعم الهائل الذي نتلقاه من مجلس الاحتياطي يعزز التوجه العام المساند للذهب، المعدن الأصفر سيبدو مغريا للغاية لأن حيازته لا تكاد تكلف شيئا في الوقت الحالي”.

وبحسب تقرير المجلس العالمي للذهب، قفز الطلب على الاستثمار في المعدن النفيس بنسبة 80% في الأشهر الثلاثة الأولى من العام على أساس سنوي إلى أعلى مستوياته في أربع سنوات عند 539.6 طن متري.
وواصلت البنوك المركزية شراء الذهب في ظل تزايد التقلبات وعدم اليقين، إذ ارتفعت احتياطيات الذهب العالمية بمقدار 145 طنًا في الربع الأول.
وأعلن البنك المركزي الروسي أنه سيعلق مشترياته من المعدن الأصفر الثمين اعتبارا من أول أبريل دون توضيح السبب وراء ذلك، فيما تباطأت وتيرة مشترياته بالفعل إلى 158.1 طن فقط عام 2019 بعد توجهه لشراء الإنتاج المحلي من المعدن الثمين بالخصم.
وأضاف المركزي الروسي 28 طناً لاحتياطيه عند 2299.2 طن خلال الربع الأول، في الوقت الذي لجأ فيه المصرف للسحب من الاحتياطي لدعم العملة المحلية في مواجهة تداعيات كورونا وهبوط النفط.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا