أصدر صندوق تحيا مصر، تقريرا عن أبرز إنجازاته خلال السنوات الخمس الماضية، ومعاونته لأجهزة الدولة وفي العمل المجتمعي، عبر تدعيم شراكاته مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وقال المدير التنفيذي لصندوق “تحيا مصر”، تامر عبد الفتاح، إنه على مدار خمس سنوات، لعب الصندوق دورا محوريا في معاونة الدولة والاقتصاد المصري، لإحداث نقلة نوعية في مستوى آداء الخدمات المقدمة للأسر الأولى بالرعاية، والمشاركة الفاعلة في المشروعات التنموية، إضافة إلى القضاء على المشكلات التي يعاني منها المجتمع.
وأضاف، البداية كانت بمبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأسيس الصندوق والتبرع بنصف ثروته، فكان الهدف منذ الوهلة الأولى هو نشر روح التعاون والمشاركة بين أبناء الوطن لبناء مجتمع جديد يؤمن بالفكرة ويبذل كل ما هو نفيس لإنجاحها.
وأوضح عبد الفتاح، أن الصندوق قدّم حزمة متكاملة من المشروعات تحت شعار “نتشارك” كفلت الوصول إلى الفئات الأولى بالرعاية بكل ما يعينيهم على احتياجاتهم المعيشية، وتحسّن من حياتهم، فضلا عن استخدام وسائل جديدة لتقديم أدوات مرنة لتمويل مشروعات الشباب والمرأة المعيلة.
توفير علاج لـ 363 ألف مريض فيروس “سي” والقضاء على قوائم الانتظار
وأضاف عبد الفتاح، أن الرعاية الصحية حصلت على نصيب وفير من مشروعات الصندوق، وكانت البداية بمواجهة فيروس “سي”، بشراكة ناجحة مع وزارة الصحة والسكان، من خلال القضاء على قوائم انتظار مرضى فيروس “سي” وتوفير العلاج لهم.
واشار إلى أن الصندوق مضى قدما في مساندة الدولة في مواجهة الفيروس، حيث وفّر الجرعات العلاجية لنحو 363 ألف مواطن مجانا، وكذلك والكواشف الطبية المستخدمة في القوافل، بالإضافة إلى الدعم المستمر الذي قدّمه مركز صندوق “تحيا مصر” لعلاج أمراض الكبد بالمجان في محافظة الأقصر، الذي يخدم محافظات جنوب الصعيد، ووفر مشقة السفر على المرضى بهذه المحافظات.
وأوضح أن وزارة الصحة والسكان اعتبرت مركز صندوق “تحيا مصر” الأول على مستوى المراكز المشاركة في حملة “100 مليون صحة”، كما دشن الصندوق حملة في إطار دوره كمراقب لعملية المسح الطبي لمبادرة “100 مليون صحة”، والتي استهدفت توعية المواطنين والتعريف بخطوات المسح الطبي للكشف عن الفيروس، من خلال 8 وحدات متنقلة، مجهزة لإجراء المسح الطبي، وذلك لتدعيم نقاط المسح الطبي الثابتة بمختلف الوحدات الصحية ومجالس الأحياء، فضلا عن وضع المركز تحت تصرف وزارة الصحة لمواجهة جائحة فيروس كورونا ودعم القطاع الطبي وقت الأزمة.
المبادرة الرئاسية “نور حياة”
ويضيف، ومع مبادرة نور حياة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2019، لمكافحة مسببات ضعف وفقدان الإبصار بين البالغين وتلاميذ المرحلة الابتدائية، مستهدفة مليوني مواطن، و5 ملايين تلميذ خلال 3 سنوات، شرع الصندوق في تنفيذ المبادرة الرئاسية في السابع من فبراير 2019، ونجح في تقديم الخدمة الطبية المتميزة لنحو 165 ألف مواطن من الفئات الأولى بالرعاية، و880 ألف تلميذ بالمرحلة الابتدائية، كما تم إجراء 13.594 ألف عملية لعلاج المياه البيضاء، وتوفير 95.457 نظارة طبية للبالغين، وصرف العلاج لنحو 76.49 ألف حالة، كما تم تسليم 90.874 ألف نظارة لتلاميذ المرحلة الابتدائية، وذلك ضمن المرحلة الأولى من المبادرة والتي شملت 18 محافظة.
مبادرة “كلنا جنبك”
وأوضح عبد الفتاح، أن الصندوق قام بتوفير 1500 ماكينة غسيل كلوي، و1000 كرسي مريض ضمن مبادرة “كلنا جنبك” وذلك تنفيذا لتكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي لمعاونة الصندوق للدولة، وإحلال وتجديد منظومة رعاية مرضى الفشل الكلوي على مستوى الجمهورية.
وأشار إلى أن الأعوام الخمس الماضية، شهدت تنوعا كبيرا في مشروعات الصندوق الموجهة للدعم الاجتماعي للأسر الأولى بالرعاية، حيث شهد البرنامج القومي لحماية أطفال بلا مأوى “احنا معاك” الذي يتشارك في تنفيذه صندوق “تحيا مصر” مع وزارة التضامن الاجتماعي نجاحا ملحوظا، حيث بلغ عدد المستفيدين من البرنامج بنهاية العام 2019 نحو 23 ألف طفل، من بينهم نحو 6 آلاف طفل بلا مأوى، و 12.983 ألف طفل يعمل بالشارع، ودمج 3.891 ألف طفل مع أسرهم من جديد، كما تم خلال عام 2019 توسيع مجال عمل الوحدات المتنقلة التابعة للبرنامج لتشمل 14 محافظة بدلا من 10 محافظات.
المباردة الرئاسية “سجون بلا غارمين”
وأضاف، أن المبادرة الرئاسية “سجون بلا غارمين” شهدت مشاركة فاعلة من الصندوق، وذلك بالإفراج عن 6 آلاف غارم وغارمة، بقيمة ديون تقدر بنحو 38 مليون جنيه، حيث تم سداد ديون الغارمين والغارمات طبقا للشروط والقواعد المتبعة، بحيث يتم سداد ديون الغارم أو الغارمة بعد دراسة حالته والتأكد من استحقاقه الاستفادة من المبادرة بحيث يكون المستحق محبوسا على ذمة قضية استدانة فقط وليس على ذمة قضايا أخرى.
التنمية العمرانية وتطوير القرى الأكثر احتياجا
ويشير المدير التنفيذي لصندوق “تحيا مصر”، إلى أن يد الصندوق امتدت بالعمران في مختلف محافظات الجمهورية، حيث قام الصندوق بتنفيذ مشروع تطوير ورفع كفاءة المنازل المتدهورة في 332 قرية من القرى الأكثر فقرا، تنفيذا لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعمار القرى الأكثر احتياجا.
وأضاف، أنه تم الانتهاء من إعمار ورفع كفاءة 10 آلاف منزل متهدم حماية لأسرها من قسوة الشتاء، حيث شملت الأعمال تأهيل مبنى المنزل، وتبليط الأرضيات، وأعمال الكهرباء والتغذية والصرف الداخلي، إضافة إلى ترميم الحوائط وإقامة الأسقف، حتى تستقبل هذه الأسر فصل الشتاء في مسكن آمن، حيث تم مراعاة عدة معايير في اختيار المنازل التي سيتم تطويرها، بحيث تكون هناك أولوية لسكان المنازل من المعاقين، الأرامل، والسيدات المعيلات.
في ذات السياق، قام الصندوق بتنفيذ مشروعات التنمية المتكاملة لعدد 3 قرى من القرى الأكثر فقرا بمركز “طهطا” في محافظة سوهاج، بهدف إحداث تنمية متكاملة بالقرية المستهدفة، وذلك من خلال تنفيذ عدد 23 تدخلا تنمويا في مجالات الإسكان والصحة والتعليم والتدريب، والتكافل الاجتماعي، والخدمات الرياضية، والتمكين الاقتصادي، والخدمات البيطرية، والتي تنعكس على تحسين مستوى الحياة لأهالي القرى.
مدينة تحيا مصر بـ “الأسمرات”
وفي إطار تطوير المناطق العشوائية ذات الخطورة الداهمة، ساهم صندوق “تحيا مصر” في ميلاد مدينة تحيا مصر بحي “الأسمرات” بالمقطم بتكلفة مليار جنيه للارتقاء بحياة أكثر من 80 ألف مواطن، ضمن مدينة متكاملة المرافق تضم 429 عمارة، وتستوعب 18 الف وحدة سكنية، و281 وحدة تجارية وعشرات المناطق الخدمية والترفيهية، بالإضافة إلى شراكة وزارة الشباب والرياضة في تأسيس المدينة الشبابية بالأسمرات.
تنمية نصر النوبة
وفي أقصى جنوب مصر، شارك صندوق “تحيا مصر” وزارة التخطيط في تنفيذ مشروعات تنمية مركز نصر النوبة بأسوان وباقي مراكز المحافظة، حيث تضمنت خطة التنمية عدد 14 مشروعا بمجالات التنمية العمرانية المختلفة، 4 مشروعات في قطاع الإسكان، 3 مشروعات بقطاع الرعاية الصحية، ومشروعين لمياه الشرب، ومشروعين للصرف الصحي، ومشروعين للحماية المدنية، بالإضافة إلى مشروع للشباب والرياضة.
منطقة العسال بحي شبرا
كما قام الصندوق بتنفيذ مشروع إحلال وتجديد مساكن منطقة “العسال” بحي شبرا، بتكلفة 91 مليون جنيه، لإعادة تأهيل 123 منزلا متهدما، بالإضافة إلى 48 محلا تجاريا، بجانب النهوض بشبكة الصرف الصحي وأعمال التنسيق الحضاري، التي تضمنت بناء سوق لاستيعاب الباعة الجائلين في 41 محلا.
ويعتبر مشروع تطوير منطقة العسال، أحد الحلول الجذرية التي وضعها الصندوق لحل مشكلة العشوائيات كونها منطقة أملاك خاصة، حيث نجح الصندوق في توفير مسكن ملائم لسكانها في مكان تواجدهم دون نقلهم لمنطقة جديدة.
التمكين الاقتصادي
ويقول الرئيس التنفيذي لصندوق تحيا مصر، إنه من خلال برتوكول تعاون مع بنك ناصر الاجتماعي، وفّر الصندوق قرضا دوارا في شكل أدوات إنتاج للمرأة المعيلة، ليمكنها من تنفيذ مشروع متناهي الصغر، ويتيح لها دخلا ثابتا لرعاية أسرتها، ومن ثمة استطاع الصندوق تكثيف نشاط البرنامج ليصل إلى أكثر من عدد المستفيدين 19.5 ألف سيدة، بتمويل يتجاوز 325 مليون جنيه، من بينها مشروعات في أقصى الحدود، حيث تمكن البرنامج من توفير التمويل للسيدات المعيلات في حلايب وشلاتين وأبو رماد، بالإضافة إلى تخصيص مشروعات لذوات القدرات الخاصة.
ووفر صندوق “تحيا مصر” من خلال برنامج “مستورة” تمويلاً تتراوح قيمته بين 4 إلى20 ألف جنيه، لمساعدة المرأة المعيلة القادرة على العمل، لإنشاء مشروع صغير ومتناهي الصغر، ويسلم هذا التمويل في صورة معدات أو وسائل إنتاج وليس كمبالغ مالية.
كما واصل الصندوق دعمه للمرأة المعيلة عبر مشروع لتمويل السيدات في “منشاة ناصر” والمزمع انتقالهن لحي الأسمرات، حيث بلغ عدد المستفيدات من هذا المشروع 2492 سيدة، بتمويل اقترب من 7 ملايين جنيه.
وعلى مستوى تمكين الشباب، نجح الصندوق في توفير آلية مرنة لتمويل مشروعات النقل المبرد والعادي لنحو 1250 شابا، كما عمل الصندوق على خلق فرص عمل لنحو 1000 شاب من خلال مشروع توفير 1000 تاكسي للشباب في 10 محافظات وذلك بتمويل قدره 79 مليون جنيه.
دعم التعليم والتدريب
وفي إطار مواكبة جميع المستجدات العلمية والتكنولوجية، واصل صندوق تحيا مصر دعم العملية التعليمية بفتح حساب فرعي باسم جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا بجيمع البنوك المصرية، إلى جانب رصد مبلغ 410 ملايين جنيه، لاستكمال احتياجات الجامعة، كما قام الصندوق بمشاركة وزارة التربية والتعليم لتنفيذ برنامج “المعلمون أولا” على مستوى 27 محافظة، بتمويل قدره 60 مليون جنيه، لتدريب 10 آلاف معلم.
مواجهة الكوارث والأزمات
ويضيف المدير التنفيذي للصندوق، تامر عبد الفتاح، أن الصندوق يشارك بقوة في مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا، من خلال مبادرة “نتشارك هنعدي الأزمة” لمعاونة الدولة في مواجهة الجائحة، وذلك من خلال محوري عمل للمبادرة، هما دعم القطاع الطبي بالأجهزة والمستلزمات الخاصة بمستشفيات العزل والحميات والصدر، وتوفير المطهرات والمنظفات للمواطنين، بالإضافة إلى محور رعاية الأسر الأولى بالرعاية والعمالة غير المنتظمة.
وأشار إلى نجاح المبادرة منذ بداية الأزمة في توفير 200 جهاز تنفس صناعي، و1000 مضخة حقن سوائل للعناية الحرجة، وكذلك 311 ألف كمامة، و15 ألف كمامة N95، ومنظفات،و20 ألف عبوة تعقيم، و1000 كاشف للفيروس، و25 بوابة تعقيم تم توفيرها للجهات الحكومية التي تشهد إقبالا من المواطنين.
كما تم من خلال محور رعاية الأسر الأولى بالرعاية ودعم العمالة غير المنتظمة، إطلاق 3 قوافل هي الأكبر حتى الآن، تم من خلالها توصيل نحو 6 آلاف و100 طن من المواد الغذائية، و170 طنا من اللحوم، و140 طنا من الدواجن، و160 طنا من الخضروات، و300 ألف قطعة حلوى لعدد 570 األف أسرة حتى الآن، وذلك بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعي والبنوك ومنظمات المجتمع المدني.
وعلى مستوى أزمة سيول 2020، تم رصد 100 مليون جنيه لمواجهة تداعيات السيول الأخيرة التي تعرضت لها البلاد بداية العام الجاري، وإغاثة المتضررين وكذا إعمار القرى المتضررة، وتوزيع 20 ألف بطانيه ولحاف لحماية الأسر من برد الشتاء في مثل هذه الظروف.
ويشير المدير التنفيذي للصندوق، إلى أن مشروع تطوير الصرف الزراعي وإغاثة المنكوبين من سيول عام 2016 بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة، يعتبر تجسيدا للدور المحوري الذي لعبه الصندوق وقتها لمساندة الدولة، حيث ساهم بنحو مليار جنيه لتمويل هذه المشروعات بالشكل الذي مثل ضمانة عدم تكرار تلك الأزمة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا