رسم تحليل لشركة استشارات الطاقة “ريستاد انرجي” صورة قاتمة للغاية بشأن موازنة الاستثمار في قطاع النفط والغاز، حيث تتوقع الشركة أن يصل الإنفاق العام الجاري إلى 383 مليار دولار وهو أدنى مستوى في 15 عاما متراجعا بنسبة 29% او بمقدار 156 مليار دولار مقارنة ب 2019.
وقالت الشركة، في تقرير اليوم السبت، إنه في ظل وصول استثمارات الاستخراج العام الماضي إلى 539 مليار دولار، فإن هذا التراجع سوف يدفع الاستثمار السنوي لمستوى أقل من ذلك المشهود خلال الركود السابق في 2014/ 2015، كما توقعت الشركة أن يكون الإنفاق ضعيفا إلى حد كبير في 2021.
وقبل أن يضرب وباء كوفيد 19، كانت ريستاد انرجي تتوقع أن يحتفظ الانفاق الاستثماري بمستواه العام الماضي في 2020 و2021.
وتتوقع الشركة، حسب التقرير الذي نقله موقع “أويل برايس”، أن تتلقى استثمارات التربة الصخرية والمستخرجات عالية التكلفة أكبر ضربة بتراجع سنوي بنسبة 52.2% إلى 67.3 مليار دولار، تليها استخراجات النفط من التربة الرملية بتراجع 44% إلى 5.1 مليار دولار، كما تقدر أن تتراجع الاستثمارات البرية الأخرى بمقدار 23.4% إلى 182.4 مليار دولار العام الجاري.
وقالت أولجا سافينكوفا، محلل استثمارات الطاقة في “ريستاد انرجي”، إنه في ظل زيادة حدة تأثير الوباء مقارنة بالركود الماضي، تدافع شركات النفط بشراسة عن القيمة للمساهمين وتتجه نحو استراتيجيات استثمار محافظة في المستقبل القريب.
وأوضحت أنه في الوقت الذي يتكيف فيه القطاع مع الأسعار المنخفضة وتراجع الطلب وتقلب أسعار العملات، فإن كل دولار سيتم خفضه في التكاليف سيكون ذو أهمية كبيرة.
وفي بداية أزمة فيروس كورونا، كان من المتوقع أن ينخفض الاستثمار العالمي في استخراج النفط بما يتراوح بين 15% إلى 20% في 2020 أي بحوالي 80 إلى 100 مليار دلار دون إجمالي الاستثمارات في 2019، ولكن في ظل واقع الأسعار الجديد، يبدو أن الشركات ستضطر إلى إجراء تخفيضات أعمق.
وأضافت سافينكوفا أن الشركات شديدة التجنب للمخاطر في الوقت الحالي وتخضع مراكزها المالية وأدائها التشغيلي لضغوط هائلة، ومع ذلك فإن شركات الاستكشاف والإنتاج يجب أن تستعد للفرص والتهديدات التي تنتظرهم بمجرد انتهاء الوباء، ويعتمد نجاحهم المستقبلي على مهارتهم في تبني استراتيجيات جديدة والاستفادة من الفرص التي تبرز وتخفيف المخاطر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا