دخلت صناعة الأسمنت مرحلة حرجة من الأزمة التي تمر بها منذ عدة سنوات بسبب ارتفاع المعروض، وتزايدت بسبب تداعيات أزمة فيروس كورونا نهاية الربع الأول من العام الحالي، قبل أن يضيف لها قرار وقف إصدار تراخيص البناء في المدن والمحافظات لمدة 6 شهور ضغوطاً حديدة عليها.
بحسب رؤساء شركات تعمل بصناعة الأسمنت، فإن القطاع يعاني ركودا لأكثر من 3 أعوام مضت، وذلك بسبب زيادة المعروض مقابل تراجع الطلب بما يقرب من 30%، ثم جاءت جائحة كورونا الطارئة وقرارات الحكومة بوقف البناء لتفاقم الخسائر وتعمق الأزمة.
سمير صبري: التكاليف الثابتة في صناعة الأسمنت تعصف بمعدلات السيولة
قال المهندس سمير صبري العضو المنتدب لشركة أسمنت التعمير، إن أزمة شركات الأسمنت لم تطرأ على السوق فجأة وإنما هي مستمرة منذ نحو عامين، بسبب دخول خطوط إنتاج جديدة في الفترة الماضية ساهمت في زيادة الإنتاج.
وأضاف صبري في تصريحات لـ”إيكونومي بلس” إن قرار الحكومة بوقف تراخيص البناء في المدن والمحافظات ساهم في القضاء على النسبة الباقية من المبيعات، مما زاد الضغوط على الشركات، حيث يبلغ إنتاجها 80 مليون طن سنويا، بينما الإستهلاك الفعلي لا يتعدى 50 مليون طن.
وأشار إلى أن القطاع الصناعي ما لبث أن تنفس الصعداء بعد قرار تخفيض سعر الكهرباء بقيمة 10 قروش للكيلوات، حتى جاء قرار وقف البناء ليقضي على التوقعات المتفائلة ويضع مزيد من التساؤلات بشأن المستقبل.
وأوضح العضو المنتدب لشركة أسمنت التعمير، أن الشركات لديها تكاليف ثابتة مثل الأجور والمواد الخام وتكلفة شراء الطاقة، وهي إلتزامات لابد من الوفاء بها حتى تتمكن الشركات من الصمود، ولكنه يأتي على حساب معدلات السيولة التي تآكلت على مدار عامين تقريباً.
كمال الدين حلمي: قرار وقف البناء وضع شركات الأسمنت أمام معادلة صعبة
من جانبه، قال اللواء كمال الدين حلمي، رئيس مجلس إدارة شركات العريش للأسمنت، إن قرار وقف تراخيص البناء في المحافظات والمدن الرئيسية له جانب إيجابي بالنسبة للسيطرة على البناء المخالفات وزيادة المناطق العشوائية، ولكنه في الوقت نفسه أثر بقوة على مبيعات شركات مواد البناء وفي مقدمتها الأسمنت.
وأضاف أن القرار وضع شركات مواد البناء بشكل عام وشركات الأسمنت بشكل خاص أمام معادلة صعبة، وبالتالي فإن الشركات تحتاج إلى حلول غير تقليدية للتغلب على الأزمة، منها على سبيل المثال دعم الشركات للتصدير خاصة للأسواق التي لم تتوقف فيها أنشطة البناء مثل بعض دول الخليج.
شعبة الأسمنت تجتمع غداً لمناقشة سبل الخروج من الأزمة
وتجتمع شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات المصري غدا الأربعاء، لمناقشة تداعيات الأزمة وبحث سبل الخروج منها بإقتراحات تمثل خطة عمل يمكن الإعتماد عليها لحلحلة االازمة.
أحمد الزيني: صناعة مواد البناء تدخل مرحلة العزل
وقال أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء باتحاد الغرف التجارية، إن السوق يعاني من أزمة شديدة في الطلب من قبل ظهور أزمة كورونا، وتوقع أن يستمر هذا الركود حتى بعد إنتهاء الازمة.
وأضاف الزيني لـ”إيكونومي بلس” إن العوامل تضافرت خلال الفترة الماضية لإنهاك صناعة مواد البناء، وتنتظر دور أكبر من وزارة التجارة والصناعة لإعطاء دفعة قوية حتى تتمكن من الحفاظ على العمالة الموجودة بها.
وأوضح أن تراجع الطلب على الأسمنت ساهم في استقرار الأسعار بشكل كبير وبلغ سعر تسليم المصنع 650 جنيها للطن، وللمستهلك بين 700 إلى 750 جنيه للطن.
وبالنسبة للحديد، فتتراوح أسعاره خلال تعاملات الأسبوع الجاري بين 9300 إلى 9700 جنيه للطن تسليم مصنع، وللمستهلك يتراوح السعر بين 9500 إلى 9900 جنيه للطن.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا