قلصت مجموعة بيركشاير هاثاواي المملوك للملياردير الأمريكي الشهير وارن بافيت استثماراتها في أكبر أسهم القطاع المالي، وراهنت بدلا من ذلك على شركة باريك جولد كورب لتعدين الذهب، بعد سنوات من تجنبه بل ومعادته للاستثمار في المعدن النفيس.
ووفقا لإفصاح تقدم به التكتل للجهات التشريعية أمس الجمعة، خفضت “بيركشاير” حصتها في “ويلز فارجو آند كو” في الربع الثاني من 7.9% إلى 5.8%، كما باعت 35.5 مليون سهم من “جى بي مورجان” مخفضة حصتها إلى 0.7% من 1.9%، وكذلك قلصت حصتها بقدر كبير في مجموعة “بي إن سي” المالية التي تمتلكها منذ وقت طويل.
بافيت يتخارج من “جولدمان” ويقلص حصته بأوف نيويورك وماستركارد وفيزا
وباع بافيت أخر ما يمتلكه من بنك “جولدمان ساكس” خلال الربع وكانت حصته تساوي أقل قليلا من 300 مليون دولار بنهاية مارس، كما خفض متلكاته في “بنك أوف نيويورك ميلون” و”ماستركارد” و”فيزا”.
وإجمالا، تخلصت “بيركشاير” من أسهم بقيمة 12.8 مليار دولار خلال الربع سواء شركات مالية أو غير مالية، وفقا لما نقلته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
توقعات حذرة للغاية
وقال ديفيد كاس، أستاذ التمويل في كلية “روبرت أتش سميث” للأعمال بجامعة ميريلاند، لوكالة أنباء “بلومبرج” إن تحركات “بيركشاير” فيما يخص الأسهم في الربع الثاني تتماشى مع توقعات بافيت “الحذرة للغاية” التي عبر عنها العام الجاري في اجتماع المساهمين، مضيفا أن الملياردير يظهر حرصا مفرطا من خلال تخفيف استثماراته في البنوك باستثناء “بنك أوف أمريكا”.
ومن المعروف عن بافيت وصفه للبنوك كأعمال جيدة طالما أنها لا ترتكب أخطاء كبيرة، ووقف بجانب “ويلز فارجو” خلال السنوات التي عمل فيها البنك لتحرير نفسه من الفضائح، كما أن بنك أوف أمريكا يعد أكبر استثمار مصرفي لبركشاير من حيث القيمة السوقية وثاني أكبر استثمار في الأسهم العادية بعد “آبل”.
“بيركشاير” تشتري 1.2% من أسهم “باريك” لتعدين الذهب
وفي المقابل اشترت بيركشاير 20.9 مليون سهم في شركة “باريك” أو 1.2% من أسهم الشركة الممتازة والتي تقف قيمتها السوقية الحالية عند 565 مليون دولار.
وفي الماضي حذر بافيت من الاستثمار في المعدن الأصفر لأنه ليس منتجا مثل مزرعة أو شركة، والآن تستفيد شركات تعدين الذهب من ارتفاع أسعار السبائك التي تعزز هوامش أرباحهم مع ثبات تكلفة الإنتاج ما يجعلهم استثمارات جذابة بشكل متزايد، وتأمل شركات التعدين الكبيرة مثل “باريك” و”نيومونت كورب” في جذب المستثمرين الذين هربوا من القطاع منذ سنات عدة.
وكان بافيت معاديا للذهب في الماضي، ولكنه قام برهانات كبيرة على المعادن من قبل، ففي عام 1997، اشترى 129.7 مليون أوقية من الفضة التي كان الطلب عليها حينها يتجاوز الإنتاج وإعادة الاستخدام، واشترى أغلبها بسعر يقل عن 6 دولار للأوقية وباعها بعد ذلك بفترة قصيرة، وبعد 9 سنوات قال: “لقد كنت ملك الفضة لفترة من الوقت”.
وقالت “بلومبرج” إن القفزة في أسعار الذهب عززت رغبة المستثمرين في ضخ مليارات الدولارات في القطاع، وجمعت شركات تعدين الذهب 2.4 مليار دولار من الطروحات الثانوية للأسهم في الربع الثاني.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا