حصلت موانئ دبي العالمية على تصريح أمني لدخول عملية تقديم العطاءات لشراء ميناء حيفا في إسرائيل، وفقاً لما نقلته بلومبرج عن شخصين مطَّلعين على الأمر، وفي حين قدَّم ممثلون عن مجموعة “يلدريم” التركية شكوى بسبب ما اعتبروه معاملة غير العادلة في هذه الصفقة، وذلك برسالة أرسلوها للمسؤولين الإسرائيليين، واطَّلعت عليها بلومبرج.
يلديرم هي مجموعة تركية تأسست في 1963 وتعمل في قطاعات متعددة منها الشحن البحري وإدارة الموانئ، والطاقة، والتعدين، والعقارات.
ومنذ عام 2008، عندما قامت مجموعة يلديرم بأول عملية استحواذ دولية لها في السويد ، نمت الشركة لتصبح قوة عالمية مقرها في اسطنبول ، تركيا ، مع عمليات في 9 قطاعات في 51 دولة في 4 قارات. توظف مجموعة شركات يلدريم 13000 شخص حول العالم.
وقالت هيئة الشركات الحكومية الإسرائيلية، التي تدير عملية الخصخصة، إن إسرائيل تجري فحوصات تنظيمية ضرورية قبل تأكيد مشاركة المستثمرين المحتملين في خصخصة ميناء حيفا وأنها تتوقع اكتمال البيع في غضون أشهر، وامتنع ممثلو يلدريم وموانئ دبي العالمية عن التعليق.
يعتبر تقدم موانئ دبي العالمية أحد نتائج اتفاقية التطبيع الإسرائيلية الجديدة مع الإمارات، والتي تم إعلانها الصيف الماضي، وتمثل هذه الصفقة موافقة إسرائيلية على عمليات بيع الأصول الاستراتيجية للإمارتيين، وتأمل إسرائيل بيع المنشأة بمبلغ يصل إلى ملياري شيكل (612 مليون دولار).
قال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية يوم الخميس في مقابلة تلفزيونية مع تلفزيون بلومبرج: “ننظر إلى إسرائيل على أنها موقع لوجستي هام للغاية”، “لدينا موافقة مثل باقي الشركات، وما زلنا نقدم العطاءات “. وأضاف إن موانئ دبي العالمية تمتثل لمتطلبات الشراكة المحلية في إسرائيل.
وبينما تقترب إسرائيل من بعض دول الخليج العربية، فإن علاقاتها مع الحليف الوثيق السابق تركيا متوترة منذ سنوات بسبب سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين، وتسعى تركيا ، التي استدعت سفيرها لدى إسرائيل قبل عامين، حاليًا لإصلاح العلاقات لكنها قالت إنه لازالت هناك عوائق أمام تحسين العلاقات.
كانت الروابط الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا مرنة طوال فترة الأزمة الدبلوماسية، لكن بيع الميناء يشير إلى أن السياسة قد لا تزال تلعب دورًا، وفي خطاب بتاريخ 11 يناير أُرسل إلى وزراء إسرائيليين يشرفون على عملية البيع، قال ممثلون محليون عن يلدريم إنهم يرون المطالب “محيرة للغاية”.
الأتراك يبدون حيرتهم من المنافسة الإماراتية
وقال مسئولو يلدريم إن الشركة سبق أن حصلت على تصريح من أجهزة الأمن في أوروبا والولايات المتحدة.
ودخلت يلدريم العملية ضمن مجموعة تتضمن شركة الصناعة الإسرائيلية إيلي تيلس، وشركة GraeStone Logistics LLC بالولايات المتحدة والمشغل العالمي لموانئ الرحلات البحرية Global Ports Holding Plc .
وقال ممثلو يلدريم في الخطاب “هذا الفحص محير أكثر لأن تابعة للحكومة في دبي تشارك بعد إتمام اتفاقية التطبيع”.
مخاوف من النفوذ الصيني في المنطقة
إلى ذلك، أدت عملية خصخصة ميناء حيفا إلى تنافس جيوسياسي امتد لخارج منطقة الشرق الأوسط، في وقت ضغطت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على إسرائيل لتكون حذرة من النفوذ الصيني، حيث تستعد الصين لافتتاح ميناء آخر تديره في المدينة نفسها.
وسعى مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إلى دخول الشركات الأمريكية في المنافسة على الصفقة التي أثارت اهتمام أكثر من 10 أطراف بما في ذلك شركات هندية وبلجيكية، في حين لم تنضم أي شركات صينية إلى العطاء.
ويركز ميناء حيفا إلى حد كبير على شحن الحاويات، وستتاح لأصحابه الجدد الفرصة لتحسين العمليات، بحسب شركة الاستشارات اللندنية “دريوري شيبنغ” (Drewry Shipping Consultants). وفي حين أن إنتاجية حيفا تتماشى مع متوسط نشاط الموانئ المماثلة، فإن صاحب الامتياز الجديد لا بد أن يقوم بالاستثمار لتحسين عمليات ومعدات الميناء.
وتمكن مسؤولون من موانئ دبي العالمية، وشريكتها المحلية “إسرائيل شيبيارد إندستري” (Israel Shipyards Industries) من الوصول لبيانات دقيقة هذا الأسبوع تدعم إعداد عرضهم، بحسب شلومي فوغل، الشريك في “إسرائيل شيبيارد إندستري”، الذي أعلن أن الاستثمار سيتم مناصفة بين شركته وموانئ دبي العالمية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا