كتب: سليم حسن
تشهد الأسواق المحلية حالة من الارتفاعات المتوالية طالت أغلب السلع الاستراتيجية في أعقاب إعلان روسيا حربها على أوكرانيا، وسط مطالب بتشديد الرقابة على الأسواق لتحجيم المتربحين من الأزمات.. فما الوضع؟
زيادات متسارعة في 10 أيام
قفزت أسعار السلع الغذائية الرئيسية خلال الأيام الـ10 الأخيرة إلى مستويات غير مسبوقة، وكانت السلع الأكثر تأثرًا هي القمح، والدقيق، والأرز، والزيوت النباتية.
غليان في القمح والدقيق
قفزت أسعار القمح في الأيام الأخيرة إلى مستويات قياسية لتتخطى 8,510 جنيهًا للطن، بزيادة أكثر من 2500 جنيها منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
بالطبع تأثرت أسعار الطحين (الدقيق) بالارتفاعات القياسية في القمح، لتقفز إلى 9,550 جنيهًا للطن للأصناف العادية، بزيادة تتخطى 3500 جنيهًا، فيما وصلت الأصناف الفاخرة إلى 11 ألف جنيها تقريبًا.
المعروض المتاح للبيع من السلع الأساسية حاليًا ضعيف، وأغلب التجار ممن يملكون مخزونات في الفترات الطبيعية يمتنعون عن البيع انتظارا للزيادات الجديدة التي تطرأ بشكل يومي، وأحيانًا أكثر من مرة في اليوم الواحد، وفقًأ لمصادر تحدثت إليهم “ايكونومي بلس”.
نتيجة لذلك، ارتفعت أسعار الخبز السياحي اليومين الماضيين في العديد من المخابز أو على الأقل تم خفض وزن الرغيف، كسلعة غير مسعرة جبريًا، بعكس المنظومة التموينية، قال عطية حماد رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية.
يتم تسعير الخبز السياحي وفقًأ لنظرية العرض والطلب، وطبقا لقانون حماية المستهلك، يتعين على البائع أن يضع بطاقة تعريفية على المنتج تتضمن وزن وسعر المنتج، أوضح حماد.
يعتمد نحو ثلث المصريين على الخبز غير المدعم، إذ تدعم الدولة نحو 65 مواطنا فقط، كما أن ارتفاع أسعار الخبز السياحي يعد مؤشرا على زيادة تكلفة رغيف الخبز المدعم على الدولة، إذ كانت الحكومة تقول قبل الأزمة الروسية الأوكرانية إن تكلفته 65 قرشا للرغيف المُباع بخمسة قروش فقط.
توقع وزير المالية، محمد معيط في تصريحات أمس الأحد، أن ترتفع فاتورة واردات القمح لمصر بين 12 و15 مليار دولار جراء ارتفاع الأسعار العالمية.
اقرأ أيضا:معيط: 15 مليار جنيه إضافية قد تتحملها الموازنة لارتفاع أسعار القمح عالميا
قبل الأزمة الحالية، أكدت الحكومة المصرية في أكثر من مناسبة نيتها بزيادة سعر رغيف الخبز المدعم لكنها لم توضح حجم الزيادة أو الآلية التي ستتم بها إلى الآن.
رقابة على الأسواق
“نرى تحركات لعدد كبير من التجار والمتعهدين والمستوردين لتخزين الدقيق السياحي لرفع سعره وتحقيق أرباح غير مشروعة”، أضاف حماد.
تابع: “هنا يأتى دور الأجهزة المعنية من جهاز حماية المستهلك ومباحث التموين بتشديد الرقابة على الأسواق وتضييق الخناق على المتربحين من الأزمات.
قال: “تأتى الرقابة من خلال مراجعة رسائل الدقيق السياحي التي وصلت قبل أزمة أوكرانيا وروسيا، وكيفية توزيعها من خلال دفاتر التوزيع والصادر والوارد”.
الزيوت النباتية إلى أين؟
منذ إعلان الحرب، قفزت أسعار الزيوت النباتية محليًا بما يتراوح بين 2500 و3500 جنيهًا في الطن.
يتراوح سعر زيت الصويا حاليًا بين 28.2 و30 ألف جنيه للطن، والأولين نحو 28.8 ألف جنيه للطن، والذرة يصل إلى 31 ألف جنيها، ودوار الشمس 30 ألف جنيها.
ارتفاع الأسعار أربك السوق لتعيق ضبابية الرؤية حركة المبيعات على المستويين “الجملة” و”التجزئة”، قال حازم الشاذلي، رئيس شركة الحامد لاستخلاص الزيوت النباتية.
الأرز يتأرجح
تُسجل أسعار الأرز هي الأخرى زيادات شبه يومية، فالشعير “عريض الحبة” وصل إلى 6500 جنيهًا للطن مرتفعًا من 5500 جنيهًا، ووصل “رفيع الحبة” إلى 5500 جنيهًا.
يأتي ذلك في حين أن أسعار الأرز الأبيض البلدي لم تتأثر، إذ أن أسعارها مرتفعة بالفعل، ليُسجل “عريض الحبة كسر 3%” نحو 9200 جنيهًا للطن، و”رفيع الحبة كسر 5%” 8200 جنيهًا.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا