تترقب أسواق مواد البناء التي شهدت تجاوز في ارتفاع أسعارها تجاوزا كبيرا خلال الفترة الماضية بالفعل، ما ستعلنه مصانع الحديد والأسمنت من زيادة سعرية على منتجاتها ربما خلال الساعات القليلة المقبلة، فى استجابة لارتفاع أسعار الفائدة التي أعلنها البنك المركزي اليوم، وكذا ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
ماذا حدث؟
أعلن البنك المركزي، في اجتماع استثنائي، عن زيادة أسعار الفائدة لتصل إلى 9.25% و10.25% للإيداع والإقراض على التوالي.
كما تجاوز سعر صرف الدولار حاجز الـ18 جنيها، بعد أن فقد الجنيه نحو 16% من قيمته صباح اليوم.
تُشير توقعات المسئولين بالقطاع إلى ارتفاع مُماثل في أسعار مواد البناء من الحديد والأسمنت.
سيؤثر الأمران على أسعار حديد التسليح بالزيادة بناءا على نمو تكاليف التصنيع، بحسب ما قاله مدير غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات، محمد حنفي.
ارتباك أسواق الحديد والأسمنت
تشهد أسواق مواد البناء حالة من الارتباك بالنسبة لتسعير منتجات الحديد والأسمنت خلال الفترة الأخيرة، بعد أن قفزت لمستويات قياسية، وفقًا لرئيس شعبة مواد البناء بغرفة القاهرة التجارية، أحمد الزيني.
ترتفع أسعار الحديد والأسمنت بصورة مستمرة ومبالغ فيها خلال الأيام الأخيرة، أوضح الزيني.
تخطت الزيادة في أسعار الأسمنت 200 جنيهًا في الطن خلال الأيام القليلة الماضية، ويصل إلى المستهلكين بسعر يتراوح بين 1600 و1800 جنيهًا للطن.
كما تجاوز الحديد سعره إلى 17 ألف جنيه للطن في المتوسط من أرض المصنع، ويصل الحديد إلى المستهلكين بأسعار تتراواح بين 18.5 و20 ألف جنيه للطن.
زيادات غير مبررة للحديد.. لكن ما السبب؟
يرى الزيني، أن زيادات الأسعار غير مبررة، خاصة وأن مصانع الدورة المتكاملة تعتمد على الإنتاج من الـ”أيرون أور” وليس “البليت”.
تمثل مصانع الدورة المتكاملة 80% من سوق الحديد في مصر، وتعتمد على استيراد “الأيرون أور” الذي تجاوز سعره حاليا نحو 150 دولارًا في المتوسط، مرتفعًا من 92 دولارًا في ديسمبر الماضي، وكان قد بلغ أعلى سعر له خلال 5 سنوات مضت، في يوليو 2021، عند 218 دولارًا للطن، وفقًا لبورصة لندن للمعادن.
لكن مصانع الدرفلة تمثل 20% فقط من حجم الصناعة، وتعتمد في التصنيع على “البليت”، الذي ارتفعت أسعاره فى الأسابيع الـ4 الأخيرة بنحو 300 دولارًا في الطن، وصولًا إلى 890 دولارًا.
قال الزيني: “السبب أن مصانع الدورة المتكاملة تعيد تسعير منتجاتها بناءا على زيادة أسعار البليت، رغم أنها تتعامل مع الأيرون أور، وهو أقل زيادة سعرية بين منتجات الخام طوال الفترة الماضية”.
مصانع الحديد تُبرر موقفها
ترى مصانع حديد التسليح من الدورة المتكاملة، أن زيادة الأسعار محليًا لم يدفعها نمو أسعار الخامات العالمية فقط، لكن صاحب ذلك نقص شديد في المعروض العالمي، خاصة بعد وقف الصين مصانع كبيرة لديها بسبب قفزات أسعار الطاقة، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على المعروض الأوكراني في السوق العالمية.
أيضا، ارتباك أسواق الشحن كان سببًا إضافيًا في زيادة حدة الأزمة، إذ تتأخر الشحنات بصورة مبالغ فيها، مع تضاعف تكاليف الشحن أكثر من 6 مرات في الشهور الأخيرة، وهو ما أجبر المصانع على إعادة التسعير،وفقا لمدير غرفة الصناعات المعدنية، محمد حنفي.
“الصناعة تمر بظروف صعبة في الفترة الأخيرة، ومع التغيرات التي طرأت حديثًا، نحتاج للتعامل بحذر حتى لا نفقد الطلب أمام الارتفاعات الكبيرة في أسعار المنتجات”، قال مُدير المبيعات بمجموعة العلا للصلب، محمد السويفي.
زيادة الأسعار قد تكون مساوية لارتفاع التكاليف، وربما أقل نوعًا ما، خاصة خلال الفترة الحالية، إذ ترتفع تكاليف جميع السلع على المستهلكين، ونحتاج لمراقبلة الأسواق جيدًا في الفترة الحالية للمحافظة على استمرار العمل، أوضح السويفي.
ما سر ارتفاع أسعار الأسمنت؟
يرى مدحت اسطافنوس، رئيس شعبة الأسمنت باتحاد الصناعات، أن 80% من مصانع الأسمنت تعمل بالفحم الذي قفزت أسعاره من 80 دولارًا في الطن اللعام الماضي، إلى 400 دولارًا العام الجاري، وبالتالي فلا يمكنهم العمل بالأسعار القديمة، خاصة وأن تكلفة الطاقة تمثل نحو 60% من الإنتاج.
وعن توقعاته للأسعار مستقبلا قال: “بالطبع سترتفع مع زيادة التكاليف الناتجة عن ارتفاع الفائدة والدولار، لكن في النهاية قيمة الزيادة ستحكمها نظرية العرض والطلب، خاصة وأن المصانع قد ترفع الأسعار بما لا يستطيع السوق تحمله، وبالتالي ستراعي ذلك أثناء التسعير”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا