قفز خام برنت أكثر من 18% إلى 71.95 دولارا للبرميل في بداية التعاملات الاسيوبة فيما قال الرئيس الأمريكي ترامب إنه سمح باستخدام النفط من المخزون الاستراتيجي إذا دعت الحاجة ، وذلك بعد تعطل نصف الطاقة الإنتاجية لشركة أرامكو نتيجة عمل تخريبي.
قال متعاملون ومحللون إن سوق النفط ستشهد ارتفاعا في الأسعار يتراوح بين 5 و10 دولارات للبرميل عندما تستأنف نشاطها الإثنين وربما تقفز الأسعار إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تستأنف السعودية سريعا الإمدادات التي تعطلت بسبب هجمات على وحدتين نفطيتين السعودية السبت الماضي، مما تسبب في وقف ما يزيد على نصف الإنتاج السعودي من النفط بما يعادل 5% تقريبا من الإمدادات العالمية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في صناعة النفط قولهم، إن إعادة الإنتاج لمستواه بالكامل قد يستغرق أسابيع.
وقال ترامب على تويتر ”استنادا إلى الهجوم على المملكة العربية السعودية، والذي قد يكون له تأثير على أسعار النفط، سمحت بالسحب من مخزون النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر وستكون الكمية التي سيتم تحديدها كافية للحفاظ على إمدادات السوق جيدة“.
تعطل نصف إنتاج النفط السعودي
من جانبه، قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، إن الهجمات إرهابية التي تعرضت لها معامل شركة أرامكو السعودية في خريص وبقيق، نتج عنها حرائق تمت السيطرة عليها.
وأشار الوزير، إلى أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الانفجارات أدت لتوقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة، إلا أنه سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها من خلال المخزونات.
وأوضح الوزير أن هذه الانفجارات أدت أيضًا لتوقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بملياري قدم مكعب يوميا، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، مما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل لحوالي 50%.
سيناريوهات الأسعار
من جانبه، يرى بوب مكنالي من رابيدان إنرجي، أن أسعار النفط الخام سترتفع بما لا يقل عن 15-20 دولارا للبرميل في سيناريو اضطراب يستمر سبعة أيام وسترتفع لأكثر من 100 دولار في سيناريو يستمر 30 يوما.
أما جريج نيومان الرئيس التنفيذي المشارك لشركة أونيكس للسلع الأولية، فيتوقع ارتفاع أسعار مزيج برنت في المعاملات الآجلة دولارين للبرميل وأن تغلق الأسعار في نهاية معاملات الاثنين على ارتفاع بين 7 و10 دولارات للبرميل، ومن المحتمل أن تشهد السوق عودة لسعر 100 دولار للبرميل إذا لم يمكن حل المشكلة في الأجل القريب.
ويقول أيهم كامل من مجموعة يوراسيا، “ستظهر علاوة صغيرة للبرميل بين 2 و3 دولارات للبرميل إذا بدا أن الضرر مشكلة يمكن حلها بسرعة، و10 دولارات إذا كان الضرر لمنشآت أرامكو كبيرا”.
ويرى صامويل سيزوك الشريك المؤسس في إي.إل.إس أناليسيس، أن تعطل 5 ملايين برميل يوميا أي حوالي نصف الإنتاج السعودي وحوالي 5% من الإمدادات العالمية كبير جدا بالمعايير التاريخية، وسيبدأ في غضون بضعة أسابيع نسبيا في الضغط على السوق.
جرس إنذار
وأضاف “هذا الحادث جرس إنذار غير مريح جدا لفرض علاوات مخاطر أعلى كثيرا على إنتاج الخليج”.
من جتهت، يتوقع كريستيان مالك من جيه.بي مورجان ارتفاع أسعار النفط بما بين 3 و5 دولارات في الأجل القصير، مضيفا “السوق كانت تسير وهي نائمة فيما يتعلق بعلاوة المخاطر في المنطقة مركزة بشكل غير متناسب على الخطر على نمو الطلب وإمدادات النفط الصخري، هذا الهجوم يستحدث علاوة مخاطر جديدة لا رجوع عنها في السوق”.
ويتوقع ارتفاع سعر النفط إلى 80-90 دولارا للبرميل على مدار ثلاثة إلى ستة أشهر قادمة مع تحول اهتمام السوق إلى العوامل الجيوسياسية.
هل ستتوقف الهجمات
ويقول جاري روس من بلاك جولد انفستورز، “تعرض قلب صناعة النفط السعودية لهجوم ناجح ولذا توقعوا أن ترتفع الأسعار كثيرا إلى 65-70 دولارا للبرميل، هذه الهجمات من الصعب أن تتوقف وربما تحدث من آن لآخر، وعلى السوق أن تأخذ هذا الخطر في الحسبان”.
ويتفق معه جون دريسكول من جيه.تي.دي إنرجي، قائلا “هذا أمر جلل لأنه يستبعد مثلي حجم الطاقة الفائضة في السوق والتي تتراوح بين مليونين و2.5 مليون برميل يوميا، سيحدث رد فعل أولي بفعل الذعر، وأي شخص تحوط لمركز مدين سيريد الخروج من هذا الوضع بسرعة، وهذا قد يسبب ارتفاعا كبيرا”.
ويقول تيلاك دوشي من ميوز آند ستانسيل، “في عالم النفط ربما يعادل هذا الهجوم هجمات 11 سبتمبر، فأبقيق بلا جدال هي أهم مواقع البنية التحتية في العالم لإنتاج النفط ومعالجته، وهذا يضع حروب إيران بالوكالة في المنطقة تماما في بؤرة المخاوف الأمنية بالشرق الأوسط”.
وأوضح أنه بالنسبة للحكومات الآسيوية ربما كان هذا يتجاوز الخوف المتواصل فيما يتعلق بسلامة حركة الناقلات في مضيق هرمز إلى مخاوف أكثر خطورة تتعلق بأثر تفجر أعمال عدائية مباشرة بين التحالف السعودي وإيران.
وأشار دوشي إلى أن الحكومات في مختلف أنحاء المنطقة الآسيوية ربما ستكون الآن أكثر دعما لنظام العقوبات المشددة التي تفرضه الإدارة الأمريكية على إيران.
إنرجي أسبكتس: السعودية ستصبح مشتريا كبيرا لمنتجات النفط بعد هجمات
وقالت شركة إنرجي أسبكتس للاستشارات في مذكرة إن السعودية تتجه لأن تصبح مشتريا كبيرا للمنتجات المكررة بعد هجمات يوم السبت التي أجبرتها على وقف أكثر من نصف إنتاجها من الخام وبعض إنتاج الغاز.
وأضافت الشركة ”فاقد الغاز أثر على عمليات المصافي، وربما خفض معدلات الاستهلاك بها بمقدار مليون برميل يوميا، مما يوفر خاما متوسطا وثقيلا للتصدير“.
ومن المرجح أن تشتري شركة النفط الحكومية أرامكو السعودية كميات كبيرة من البنزين والديزل وربما زيت الوقود، بينما تخفض صادراتها من غاز البترول المسال، بحسب إنرجي أسبكتس.
وتوقف إنتاج نحو 5.7 مليون برميل يوميا من الخام السعودي يوم السبت بعد هجمات شنتها طائرات مسيرة وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران مسؤوليتها عنها.
وقالت إنرجي أسبكتس إنه بجانب النفط، عطلت الهجمات 18 بالمئة من إنتاج الغاز الطبيعي و50 بالمئة من إنتاج الإيثان وسوائل الغاز في المملكة.
وأشارت شركة الاستشارات إلى أن من المرجح استئناف نحو نصف إنتاج الخام السعودي المفقود بحلول يوم الاثنين، لكن الاستئناف الكامل سيستغرق أسابيع على الأرجح.
وذكرت أن جودة الخام العربي الخفيف والخام العربي الخفيف جدا السعوديين ربما تأثرت أيضا بكثرة كبريتيد الهيدروجين، مما قلل من شهية المصافي.
وسيتم الحفاظ على الصادرات من خلال سحب 50-60 مليون برميل من مخزونات الخام المحلية، ومعظمها في راس تنورة، وفقا للشركة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا