كشفت الإحصاءات الرسمية أن الدول العربية تعد رقما صعبا ومساهما في اقتصاد تركيا ، سواء على مستوى التبادل التجاري الذي يصل إلى 30 مليار دولار سنويا، والاستثمارات الأجنبية المباشرة وأعداد السياح المتزايدة وغيرها من العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، والتي تؤكد أن هناك ورقة ضغط تستطيع الدول العربية استخدامها، إن ارادت، لخدمة القضايا العربية وفي مقدمتها المسألة السورية.
أدان مجلس الجامعة العربية في اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية، السبت 12 أكتوبر الماضي، الهجوم التركي على شمال سوريا، وطالب المجلس تركيا بوقف هجومها والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية.
على الجانب الاقتصادي، قرر المجلس النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة “العدوان التركي”، بما في ذلك خفض العلاقات الدبلوماسية، ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع أنقرة.
فهل ستتأثر تركيا إذا اتخذت الجامعة العربية قرارات اقتصادية لمواجهة عدوان تركيا على سوريا؟
يذكر أن أنقرة أعلنت الخميس، 17 أكتوبر، تعليق العملية العسكرية في شمال سوريا، بعد اجتماع اردوغان ووزير خارجيته مع مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي، للسماح بانسحاب قوات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة على الشريط الحدودي، بعمق 32 كيلو متر وهي المنطقة التي تسيطر عليها القوات التركية داخل الأراضي السورية.
التبادل التجاري بين تركيا والدول العربية
بلغ حجم التبادل التجاري 30 مليار دولار بين الدول العربية والجانب التركي منذ بداية 2019 حتى شهر أغسطس، وتستحوذ الدول العربية على نحو 19% من صادرات التركية منذ بداية 2019، وفقا لمعهد الإحصاء التركي.
الاستثمارات العربية بدولة تركيا
بلغت قيمة الأرصدة القائمة للاستثمارات العربية بتركيا 12.5 مليار دولار، أي بنحو 9% من رصيد الاستثمارات الأجنبية القائمة لديها، ومن جانب آخر ضخ العرب استثمارات أجنبية مباشرة بتركيا بقيمة 639 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، بنسبة 16% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة بها، خلال النصف الأول من 2019، وفقا لبيانات البنك المركزي التركي.
17 ألف شركة مؤسسة برؤوس أموال عربية
وبلغ عدد الشركات العربية نحو 17 ألف شركة في تركيا، أي نحو 27% من الشركات الأجنبية التي تعمل بتركيا، وفقا لبيانات وزارة التجارة التركية.
العرب 12% من السياح الذين زاروا تركيا
يمثل العرب بقى ما عامل بالنسبة لقطاع السياحة التركي، ففي العام الماضي 2018، زار تركيا 4.7 مليون سائح عربي وفقا لمعهد الإحصاء التركي، شكلوا نحو 12% من أعداد السائحين في 2018.
مشتريات العرب بسوق العقارات التركي
على مستوى قطاع العقارات التركي، الذي يعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية، من حيث التشغيل وكمورد هام للنقد الأجنبي، حيث باعت أكثر من 40 ألف عقارا للأجانب العام الماضي، كان نصيب العرب منها 47%، بينما اشترى مواطنو 10 دول عربية أكثر من 12 ألف عقارا في أول 8 أشهر من 2019 تشكل 43% من مشتريات الأجانب، وفقاً لمعهد الإحصاء التركي.
العلاقات الاقتصادية بين تركيا وسوريا
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي في كلمته أمام البرلمان التركي، قائلا ” أيها الاتحاد الأوروبي… إذا حاولت وصم هذه العملية بأنها احتلال فإننا سنفتح الأبواب وسنرسل إليكم 3.6 مليون لاجئ سوري”.
7620شركة أسسها السوريون في تركيا
لكن لا تقتصر العلاقات التركية مع اللاجئين السورين على الاحتضان فهناك 7,620 شركة يمتلكها رجال أعمال سوريين تعمل في السوق التركي بنهاية 2017، ووفقا لوزارة التجارة التركية، تستحوذ تلك الشركات على 13% من إجمالي الشركات الأجنبية التي تعمل بها، كما بلغ التبادل التجاري مع سوريا نحو مليار دولار منذ بداية العام حتى شهر أغسطس الماضي.
أمريكا والضغط على اقتصاد تركيا
غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع تويتر،” كما شددت من قبل، وأعود وأكرر، إذا فعلت تركيا أي شيء، اعتبرته انا بحكمتي العظيمة التي لا مثيل لها، تجاوزا لحدودها، فسوف أقوم بتدمير اقتصاد تركيا بالكامل ومحوه (لقد فعلت من قبل! ).”
وأعلن الرئيس الأمريكي، فرض حزمة من العقوبات على تركيا، بسبب عدوانها على الشمال السوري، ترامب أكد أنه سيعيد رفع الضرائب المفروضة على الصلب المستورد من تركيا إلى 50% ،بعد تخفيضها في مايو الماضي، كما أن الإدارة الأمريكية ستوقف مفاوضاتها بشأن صفقات تتجاوز 100 مليار دولار مع تركيا.
إلا أنه إعلن أن هذه العقوبات لم يعد لها داع بعد الاتفاق على تعليق العملية العسكرية على شمال سوريا.
الصلب التركي في مرمى نيران ترامب
في يونيو 2018، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الصلب والألومنيوم التركيين لتصل إلى 50% للصلب و20% للألمنيوم، وكتب على تويتر “علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت”، وانهارت الليرة التركية على متأثر بالقرار الأمريكي، وخسرت 16% من قيمتها مقابل الدولار في يوم واحد.
تعد تركيا ثامن أكبر منتج لخام الحديد عالمياً، تستحوذ أمريكا على 6% من صادراتها من الصلب في 2018، وفقا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، وتراجعت صادراتها إلى أمريكا من الصلب في 2018 بنسبة 38% مقارنة بـ 2017 متأثرة بالرسوم التي فرضتها الإدارة الأمريكية.
فهل تقرر جامعة الدول العربية فرض رسوما ووضع قيود على التعامل الاقتصادي والسياحي مع الجانب التركي أم ستظل الجامعة تندد فقط بالاعتداءات، خاصة أن الاتفاق الأمريكي التركي حول المنطقة الآمنة يرسخ لتواجد الأتراك في مساحة يصل عمقها 32 كيلومتر داخل سوريا.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا