7.6 تريليون دولار مساهمة قطاع السياحة والسفر فى الاقتصاد العالمى عام 2016
قالت وكالة أنباء «بلومبرج» إن أحد أقوى محركات نمو الاقتصاد العالمى لم يعد المصانع أو الخدمات المالية أو شركات الإنترنت الناشئة ولكنه شىء يقوم به البشر أثناء فترة التوقف عن العمل حيث أصبحت الأرض «كوكباً للسائحين».
وكشفت بيانات المجلس العالمى للسياحة والسفر، أنه على مدى السنوات السبع الماضية تفوق قطاع السفر والسياحة على الاقتصاد الكلى على أساس سنوى وساهم بما يصل إلى 7.6 تريليون دولار فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى عام 2016.
وتوقع المجلس العالمى للسياحة والسفر، أنه خلال العقد المقبل سيوفر قطاع السياحة وظيفة واحدة تقريبا من بين أربع وظائف يتم إنشاؤها فى جميع أنحاء العالم.
وذكرت الوكالة الأمريكية أنه لا يوجد مكان أكثر ارتباطا بهذه الثورة من آسيا مقارنة بأى مكان آخر فى العالم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يتوسع فيه المد المتزايد للسياح الصينيون فى جميع أنحاء المنطقة ويتسوقون بالخارج ويتفوقون بالإنفاق ويتخطون شعوب جميع الدول حيث يملؤون الفنادق والحافلات والسفن السياحية والمطارات ومحطات القطار ويرسلون صور سيلفى تشجيعاً لمواطنيهم للانضمام إلى الغزو العالمى إلى جانب ملايين آخرين من جميع أنحاء آسيا.
وقال سيمون راسل، الرئيس التنفيذى لمجموعة «سكوت دن» للسفر والسياحة التى تتخذ من لندن مقرا لها والتى اشترت الشهر الماضى منافستها شركة «هوليدايز ترافيل» من سنغافورة لتوسيع زبائنها الآسيويين «يتم تعريف العلامات التجارية الشخصية للأشخاص من خلال الأماكن
التى يزورونها».
وذكرت منظمة السياحة العالمية، التابعة للامم المتحدة أن الصين تمثل بالفعل أكثر من خمس الأموال التى ينفقها السائحون فى الخارج أى ضعف المبلغ الذى حققته الولايات المتحدة، ثانى أكبر المنفقين العالميين.
وسوف تستضيف الدول الناشئة فى آسيا والمحيط الهادئ أكثر من 50 مليون مسافر جديد فى السنوات الخمس المنتهية فى 2021.
وسوف تساعد هذه الطفرة فى إحداث تحول فى المنطقة وتخصيص أكثر من 100 مليار دولار فى الإنفاق على البنية التحتية للمطارات الكبرى لاستقبال أساطيل الطائرات وإنشاء السكك الحديدية والفنادق والمتنزهات الجديدة كما تشمل آثار هذا الازدهار ارتفاع أسعار العقارات وخلق التطبيقات والابتكارات لتسريع وتيرة التواصل مع العالم.
وكشفت بيانات مؤسسة «كلسا» لخدمات تمويل الشركات وأسواق رأس المال وإدارة الأصول أنه بحلول عام 2021 سوف ينفق السياح الصينيون 429 مليار دولار فى الخارج.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يقضى فيه السياح عطلة نهاية الأسبوع فى زيارة المحلات التجارية فى هونج كونج أو الكازينوهات فى منطقة ماكاو والتى أصبحت الوجهات المفضلة الجديدة.
وأوضح التقرير أنه خلال السنوات الثلاث المقبلة سوف تتصدر اليابان وتايلاند والولايات المتحدة وأستراليا قائمة الزيارات التى ينبغى للسياح الصينيين القيام بها مع وجهات أخرى فى جنوب شرق آسيا خاصة سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا والفلبين.
وبالنسبة للدول النامية فإن هذا التحول يلقى ضغوطا على البنية التحتية التى يقوم عليها أكبر برامج لبناء المطارات فى تاريخ المنطقة.
ومن المقرر أن يتم إنشاء ما لا يقل عن 178 مطارا جديدا فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ كما يجرى توسيع أو تحديث المئات من المرافق القائمة فى الوقت الراهن.
وذكرت «بلومبرج» أن النتيجة الحتمية لهذه التحركات تتمثل فى إحداث ثورة ثانية فى قطاع السياحة فى المنطقة وهى ثقافة تغذيها وسائل التواصل الاجتماعى إلى جانب فتح المزيد من الجزر والمدن والمواقع النائية لتحويل وجهات المصطافين عن المناطق السياحية المزدحمة بصورة متزايدة فى التسعينات والألفينات.
وأشارت الوكالة إلى أن إندونيسيا لديها خطة لإنشاء قلاع من الأحجار تزينها النقوش والتى تحكى لنا قصصا عن التاريخ التى تستهدف أماكن مثل ساحة الحرب العالمية الثانية فى جزيرة موروتاى، كوجهات جديدة لقضاء العطلات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تعاونت فيه تايلاند مع اليابان لبناء خط سكك حديد فائق السرعة الذى من شأنه أن يفتح مناطق على طول الطريق الى شمال البلاد بهدف تشجيع السياحة فى وقت تسعى فيه الجارة ماليزيا لإنشاء مشروع السكك الحديدية عبر البلاد ليصل إلى سواحل كيلانتان وتيرنغانو.
وقال دوجلاس كينبي، محلل سفر لدى شركة أبحاث «فوكوسورايت» قطاع السفر كان واحدا من الصناعات الأولى التى تم ترقيمها فى الواقع مضيفا ان الصين تقود العالم فى العديد من الابتكارات والتطبيقات.
وتأتى شركة «سى تريب» الدولية المحدودة ومقرها شنغهاى على رأس القائمة المهيمنة على منصات حجوزات السفر عبر الانترنت فى الصين.
وقال جينا تشيان، رئيس قسم التسويق فى «سى تريب»: إننا نمتلك جميع بيانات المستخدم حيث تقوم الشركة بمراقبة الحجوزات وعمليات البحث والديموغرافيات السكانية وكل عمل يقوم به الملايين من السياح الصينيين منذ اللحظة التى يبدأون فيها بقراءة الموقع وعاداتهم وتفضيلاتهم أثناء السفر.
وأضاف أن مثل هذه المعلومات تجعل شركتنا شريكا قيما لكل من شركات الإنترنت فى الصين مثل «تينسنت» القابضة المحدودة وشركات الطيران والوكالات فى الخارج فى محاولة للحصول على حصة من السياح الصينيين.
تساعد البيانات على التنبؤ بمستويات إشغال الفنادق ومبيعات التذاكر فى مناطق الجذب ومستويات حركة المرور وعشرات من الاتجاهات الأخرى المتعلقة بالسفر.
وتوفر الهواتف الذكية التوصيات والمعلومات وتذاكر السفر والخصومات والأدلة ومحولات العملات وآلاف التطبيقات الأخرى التى تعطى المسافرين خيارا أكبر أثناء اتخاذ قرار السفر.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا