توقع محللون انخفاض الطلب العالمي على النفط بأكبر وتيرة على الإطلاق خلال العام الجاري 2020، بسبب تفشي فيروس “كورونا” وتأثيره على الرحلات الجوية وسير العمل وسلاسل التوريد.
وقال مدير صندوق التحوط النفطي لدى مؤسسة أندرند كابيتال ماننجمنت بيير أندوراند لوكالة “بلومبرج” إن التفشي العالمي لفيروس “كورونا” في الوقت الحالي هو شيء لم يره العالم منذ عام 1918، إذ يتوقع هو وغيره من المحللين انخفاض الطلب العالمي على الخام بمستويات تتجاوز الأزمة المالية العالمية، وكذلك التراجع الذي حدث عام 1980 حينما هبط بمقدار 2.65 مليون برميل يوميًا.
وأضاف أندوراند أن الطلب على الخام قد يتراجع بأكثر من عشرة ملايين برميل يوميًا في الربع الجاري.
ومن جانبه، صرح رئيس الاقتصاديين في شركة ترافيجورا للنفط سعد رحيم بأن سوق الخام لم يشهد مثل تلك الأحداث من قبل، مشيرًا إلى أن كل يوم يمضي يكون أسوأ فيما يتعلق بمستويات الطلب على الخام.
وتؤكد شركة “ترافيجورا” على أن 10% من الطلب العالمي على النفط ربما يتلاشى على المدى القصير، كما أن تلك النسبة قد ترتفع في المستقبل.
وقالت آي.اتش.اس ماركت في تقرير لها اليوم الاثنين إن العالم قد يكون بصدد ”أكبر فائض معروض نفطي على الإطلاق“، متوقعة أن يزيد الفائض إلى ما بين 800 مليون و1.3 مليار برميل في النصف الأول من 2020.
وعزت ذلك إلى حرب الأسعار الدائرة بين روسيا والسعودية في ظل ركود عالمي وأزمة فيروس كورونا.
وقالت إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام قد يتراجع ما بين مليونين وأربعة ملايين برميل يوميا على مدى الاثني عشر شهرا القادمة.
وفي سياق متصل، نقلت وكالة رويتزر عن مصدر مطلع قوله، إنه تم إلغاء الاجتماع بين “أوبك” وحلفائها الذي كان من المقرر عقده الأربعاء المقبل في فيينا لإجراء محادثات فنية، بعدما اخفقت المنظمة وحلفاءها في التوصل لاتفاق حول تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية التي ستنتهي هذا الشهر، أو تعزيز تلك التخفيضات.
وقال جولدمان ساكس إن تحرك الولايات المتحدة لملء احتياطيات النفط الوطنية قد لا تكون كافية لوقف هبوط الأسعار عن توقعات البنك لسعر برنت عند 30 دولارا للبرميل في الربعين الثاني والثالث في ظل حجم فائص الإمدادات العالمي الحالي.
وفي أول تحرك من هذا القبيل لرئيس أمريكي منذ ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده سوف تستغل انخفاض أسعار النفط وتملأ الاحتياطي البترولي الاستراتيجي لمساعدة المنتجين الذين تأثروا بانخفاض الأسعار للنصف منذ يناير كانون الثاني.
وذكر البنك في مذكرة أن أعلى معدل للضخ في الاحتياطي الاستراتيجي بحوالي 500 ألف برميل يوميا أقل من الفائض العالمي الحالي البالغ ستة ملايين برميل يوميا.
وأضاف جولدمان أن إضافة 0.8% من طاقة المخزون العالمي ضئيلة جدا ببساطة إذا صح رأينا بأن المنتجين منخفضي التكلفة شرعوا في عملية صائبة لاستعادة حصة السوق المفقودة.
وقال مسؤول بوزارة الطاقة إن لدى الاحتياطي البترولي الاستراتيجي طاقة لتخزين ما يصل إلى 77 مليون برميل من النفط دون ذكر تفاصيل عن سرعة شراء النفط. يضم الاحتياطي الاستراتيجي حاليا 635 مليون برميل.
وأضاف البنك “هذه المشتريات ستساعد في تعويض التراجع في الصادرات الامريكية الذي سيحدث مع تصعيد أعضاء أوبك الكبار وروسيا المنافسة بين إمدادات الخام المُخفضة المنقولة بحرا”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا