عادة ما تصمد جيدا تدفقات الأموال التي يحولها العمال المغتربين إلى أوطانهم في أوقات الأزمات، ولكن ليس في هذه الأزمة، وفقا لوكالة أنباء “بلومبرج“.
وتُضعف موجات فقدان الوظائف وإغلاقات الحدود الدولية حول العالم التدفقات السنوية للتحويلات العالمية البالغة 690 مليار دولار في وقت تحتاج فيه الاقتصادات الناشئة العملة الصعبة أكثر من أي وقت مضى، وسوف تكون لبنان وأوكرانيا والفلبين من بين الأكثر تضررا، بينما ستشهد أمريكا اللاتينية تراجعا في التحويلات بنسبة 18% مقارنة بالعام الماضي.
ووصلت تدفقات التحويلات العالمية إلى مستويات مرتفعة قياسية في السنوات الأخيرة مع تداخل الدول بشكل أوثق، وقالت منظمة العمل العالمية إن الأزمة قد تخفض ساعات العمل بنسبة 6.7% عالميا في الربع الثاني من العام الجاري.
وقال إلينا ريباكوفا، نائب كبير الاقتصاديين في مؤسسة التمويل الدولية في واشنطن، إن أزمة وباء “كورونا” تعصف بالحكمة السائدة بأن التحويلات من الخارج مصدر مستقر للعملات الصعبة، وتواجه الدول التي يقيم فيها العمال المهاجرون إقامة مؤقتة أزمة كبيرة ويعمل معظمهم في القطاعات الأكثر تضررا”.
واستعرضت “بلومبرج” الدول الأكثر تضررا من تراجع التحويلات الخارجية:
لبنان:
تشكل التحويلات القادمة من الخارج 12.5% من الناتج المحلي الإجمالي للبنان، وتعاني الدولة بالفعل من تراجع في التحويلات بسبب أزمة التعثر السيادي والاضطرابات الاقتصادية، وتعد هذه التحويلات حيوية لاستمرار إدارة الدولة ماليا، وفرضت البنوك قيود غير رسمية على رأس المال وهو ما ضغط على الأسر وتسبب في تراجع سعر العملة في السوق غير الرسمي.
أوكرانيا:
تبلغ التحويلات 11.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وتدافع الأوكرانيون – الذين تدفقوا للاتحاد الأوروبي لشغل وظائف أعلى اجرا – للعودة إلى وطنهم الشهر الماضي قبل إغلاق الحدود، وقال البنك المركزي إن التحويلات من الخارج قد تتراجع بمقدار 3 مليار دولار العام الجاري نتيجة لعودة العمال.
الفلبين:
توظف الفلبين الملايين من العمال بالخارج كل عام، وتبلغ التحويلات 9.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وقد تنخفض بنسبة 30% العام الجاري مع عودة آلاف العاملين إلى الموطن،وفقا لما قاله وزير التخطيط إرنستو بيرنيا لشبكة “إيه بي إس –سي بي إن” الإخبارية.
مصر:
تعد التحويلات الخارجية والسياحة أكبر مصدران للعملة الأجنبية في مصر ويعمل الكثير من المصريين في الخارج خاصة في الدول المعتمدة على صادرات البترول، وتشكل التحويلات 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويقول إحسان خومان، مدير أبحاث الشرق الأوسط في بنك “إم يو إف جي” في دبي: “تراجع الأموال المحولة من الخارج بجانب التراجع في الآونة الأخيرة في التدفقات الاستثمارية سوف يتسبب في تآكل الاحتياطيات الأجنبية للدولة”.
جمهورية الدومينيكان:
لدى جمهورية الدومينيكان أعلى نسبة تحويلات خارجية في أمريكا اللاتينية عند 8.6% من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لبيانات البنك الدولي، وأرسلت العمالة المغتربة 582 مليون دولار في يناير، وفقا للبنك المركزي.
باكستان:
تدخل البنك المركزي الباكستاني لوقف التراجع في الروبية الأسبوع الماضي مع تراجع التحويلات من الخارج والتي تشكل 7.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وقال محمد أبوباشا، مدير أبحاث الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار “إيه إف جي هيرمس”، إن ثلث الأموال المحول للدولة تأتي من الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان تعتبران مركزان للوباء في الوقت الحالي.
وتوقع أن يستمر التراجع في التحويلات لمدة ربع أو اثنين، ولكنه قال إن تراجع تكاليف الوقود سوف تخفف تأثير ذلك التراجع.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا