تحشد صناديق الثروة السيادية الخليجية بما في ذلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي وصندوق مبادلة الإماراتي قواها لشراء الأصول التي تضررت قيمها بشدة جراء وباء فيروس كورونا.
وقال مصرفيون ومصادر مقربة من الصناديق لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية إن الصناديق تتطلع للاستثمار في المجالات التي ستتعافى مجددا مع التعافي العالمي مثل قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا واللوجستيات.
وقال مسئول سعودي رفيع المستوى لصحيفة “فاينانشال تايمز” إن المملكة خصصت فريق لبحث الجوانب الهبوطية والصعودية للأزمة العالمية على المديين المتوسط والبعيد.
وأضاف أن صندوق الاستثمار السعودي برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، يتبع استراتيجية هي “خليط من الاستثمار الاستراتيجي والفرص”.
وقام صندوق الثروة السعودي بالفعل بسلسلة من الاستثمارات الكبيرة في الأسابيع القليلة الماضية من مشغل السفن السياحية “كارنيفال”، إلى مجموعت البترول “رويال داتش شل”، و”توتال”، و”ريسبول”، و”أكوينور” و”إيني”، كما قاد تحالف لشراء نادي كرة القدم الإنجليزي “نيوكاسل يونايتد” في صفقة بقيمة 300 مليون جنيه استرليني.
وقال مسئول سعودي إن الرياض كانت تبحث كيف “تستغل” الموقف لتقليل التأثير على المملكة على المدى البعيد وتستفيد في نفس الوقت من التغيرات المحتملة في نماذج الاعمال حول العالم.
ويسعى صندوق مبادلة، الكيان الاستثماري السيادي الأكثر نشاطا في أبوظبي برئاسة خلدون المبارك، للاستثمار في قطاعات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا في الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
وقال شخص مقرب من الصندوق الذي يدير أصول بقيمة 230 مليار دولار إن الصندوق “يتبع نهج حذر جدا وينتظر الوقت المناسب لبدء توظيف واسع النطاق لرأس المال”، وأوضح أن الاستثمارات المحتملة ستكون في أحدث الابتكارات التكنولوجية والشركات الطبية التكنولوجية.
وتسعى هيئة الاستثمار القطرية بأصول تبلغ 320 مليار دولار إلى تعزيز استثماراتها في أمريكا الشمالية وآسيا، وقام العام الماضي بتوظيف فريق مخصص للأسواق الناشئة لشراء حصص مباشرة في شركات في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
وقال مسئول قطري إن هيئة الاستثمار تبحث عن فرص استثمارية وسط تقلبات الأسواق.
وذكرت “فاينانشال تايمز” إن البحث عن الصفقات يشبه ما حدث أثناء الازمة المالية العالمية في 2008/2009، عندما استثمرت قطر وأبوظبي مليارات الدولارات في المجموعات المتعثرة مثل “باركليز”، و”كريدي سويس”، و”فولكس فاجن”، و”بورش” و”دايلمر”.
ولا يتوقع المصرفيون نفس نطاق الصفقات في الأزمة الحالية بالنظر إلى الضغوط على اقتصادات الخليج ولكنهم في نفس الوقت يعدون صفقات لعرضها على كيانات الاستثمار في المنطقة.
وقال مصرفي كبير في لندن: “نحن نقدم كل فرصة ممكنة للصناديق السيادية في الخليج وسنغافورة، وجميعهم سوف يحصلون على صفقات هائلة في الوقت الحالي”.
قال مدير تنفيذي في أحد البنوك الخليجية إن مديري صناديق الثروة السيادية تعمل مع بنوك الاستثمار للبحث عن الشركات منخفضة القيمة، مضيفا أن قوائم التسوق يتم إعدادها.
ويتخذ عادة أكبر صندوق ثروة سيادي في المنطقة وهو جهاز أبوظبي للاستثمار، بأصول تقدر ما بين 700 إلى 800 مليار دولار، نهج أكثر تحفظا، لأنه يجب أن يكون مستعدا دائما لأي مطالبات بنقدية إذا قررت السلطات الإماراتية سحب أموال لأغراض مثل تقديم سيولة إلى الإمارات الأقل ثراء، ولكنه من المتوقع أيضا أن يبحث عن فرص استثمارية.
ويتبع صندوق الثروة السيادي الكويتي نهجا متحفظا كذلك، وكان قد استثمر 3 مليار دولار في “سيتي جروب” في 2008، وحقق ربحا بقيمة 1.1 مليار دولار ببيعها العام اللاحق.
وقالت “فاينانشال تايمز” انه رغم الشهية للاستثمار، فإن البيئة صعبة جدا في الخليج مقارنة بالأزمة المالية العالمية عندما كان التأثير ليس حادا – باستثناء دبي – بقدر ما كان على الغرب.
فاليوم هم يصارعون وباء كوفيد 19 والدمار الاقتصادي الناتج عنه ويتحملون في نفس الوقت الصفعة الناتجة عن انهيار أسعار البترول بعد خمس سنوات من ضعف النمو.
وقال مصرفي كبير في المنطقة: “لا أفهم لماذا يستثمر صندوق الثروة السيادي السعودي كل هذه الأموال في الوقت الذي سوف تحتاج دولته كل قرش”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا