قال نائب محافظ البنك المركزي المصري رامي أبو النجا، إن صناديق الاستثمار والمؤسسات الدولية أظهرت رغبة كبيرة في شراء السندات الدولية التي طرحتها مصر اليوم في الأسواق العالمية، في أكبر إصدار في الأسواق الناشئة في ظل أزمة جائحة كورونا.
وأضاف أبو النجا في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الاصدار الذي طرحته مصر في الأسواق الدولية اليوم نجح في جمع طلبات إجمالية من المستثمرين الدوليين بقيمة تجاوزت 21 مليار دولار، في حين المتوقع قبول 5 مليارات دولار فقط منها.
3 شرائح قيمتها الإجمالية 5 مليارات جنيه
وأوضح نائب محافظ البنك المركزي، أن قيمة السندات المتوقع قبولها من جانب مصر والبالغة 5 مليارات دولار، تتوزع بواقع 1.250 مليار دولار لسندات الـ4 سنوات بعائد 5.750%، وسندات الـ12 سنة بقيمة 1.750 مليار دولار وبعائد 7.625%، أما سندات الـ30 سنة فبقيمة ملياري دولار وبعائد 8.875%.
وأوضح نائب محافظ البنك المركزي المصري أن الإقبال الكبير من الصناديق الدولية يؤكد الثقة الكبيرة في الاقتصاد المصري والنجاح الذي حققه برنامج الإصلاح الإقتصادي.
أكبر تغطية لإصدار سندات سيادية لمصر
وأكد أنه لأول مرة أن تشهد عملية إصدار السندات السيادية لمصر تغطية بهذا الحجم في وقت وجيز مقارنة والطروحات السابقة، ما يعكس الاهتمام الكبير من مجتمع الاستثمار الدولي بالاقتصاد المصري وزيادة جاذبيته.
من جانبه، قال هيثم عبد الفتاح رئيس قطاع أذون الخزانة وأسواق المال ببنك التنمية الصناعية، إنه في هذا الوقت العصيب التي تجتازه كل دول العالم اقتصاديا وماليا وتعثر وإفلاس حققت مصر انجازا ضخما تاريخيا وعالميا اليوم في أسواق المال الدولية، بإصدارها اليوم سنداتها الدولية”.
اختبار حقيقي لسمعة الاقتصاد المصري
وأضاف عبد الفتاح “كان اختبارا حقيقيا لسمعة الاقتصاد المصري، في وقت انخفض التصنيف الدولي لأكثر من 60 دولة والسياسات المالية و النقدية، ولم ينخفض لـ16 دولة فقط منهم مصر”.
وتابع “لقد نجح الطرح اليوم نجاحا مذهلا، دخلت اكبر مؤسسات الاستثمار في العالم من قارة آسيا واوروبا وأمريكا، بطلبات فاقت الـ١٩ مليار دولار، هذه المؤسسات تقدمت بطلبات لاستثمارات تصل مددها الي 20 سنة”.
وأشار عبد الفتاح إلى أنها خطوة جريئة من الادارة المصرية أن تتقدم في هذا الوقت العصيب التي تترنح فيه اسواق المال و تتساقط فيه الشركات العظمي امام ضربات الوباء و التباطوء الاقتصادي و اختفاء الاموال و الاسواق و المنتجات.
وقال عبد الفتاح، “مع أننا فقدنا السياحة بالكامل، وفقدنا الصادرات، وعي موارد ضخمة، إلا أن الاستثمار في هذه السندات بأتب بهذه الضخامة في هذا الوقت الصعب، ويضع هؤلاء المستثمرون أموالهم في مصر، هذه ثقة كبيرة في الاقتصاد المصري”.
من جانبها علقت وكالة “بلومبرج” الإخبارية على هذه الإصدار بقولها، إن مصر بهذا الطرح تعود إلى سوق السندات الدولية لأول مرة منذ نوفمبر الماضي، في اختبار جديد لصلابة الإنتعاش الذي حققته منذ بداية برنامجها الوطني للاصلاح الاقتصادي والهيكلي وكذلك لاختبار شهية المخاطرة عالميا حيث تسعى الدول لتمويل استجابتها المختلفة تجاه التداعيات الاقتصادية لأزمة فيروس “كورونا” المستجد.
وأوضحت أن مصر اختارت بنوك “بي إن بي.باريبا” و”سيتي جروب” و”إتش إس بي سي” و”ستاندرد تشارترد” لترتيب عملية البيع.
وتسعى مصر لكسب ثقة سوق السندات العالمي بعد دفعة ثقة أخرى من صندوق النقد الدولي الذي وافق الاسبوع الماضي على حصول مصر على 2.772 مليار دولارأمريكي بموجب “أداة التمويل السريع”، وذلك لتلبية احتياجات ميزان المدفوعات العاجلة التي نشأت عن “كوفيد-19”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا