قفز صافي ثروة الملياردير الهندي، موكيش أمباني، رئيس شركة ريلاينس للصناعات المحدودة، إلى 64.5 مليار دولار، لترتفع ثروته بقيمة 6 مليارات دولار منذ بداية العام، وتتضاعف خلال 3 أشهر فقط، رغم جائحة كورونا، بعدما هبطت لأدنى مستوياتها عند 32.6 مليار دولار يوم 23 مارس الماضي.
وبحسب مؤشر بلومبرج للمليارديرات، أصبح موكيش أمباني، الآسيوي الوحيد ضمن أغنى 10 مليارديرات في العالم، وحل في المركز التاسع، متغلباً على لاري إليسون من شركة Oracle Corp الذي تراجع للمركز الحادي عشر، والفرنسية فرانسواز بيتينكورت مايرز ، أغنى إمرأة التي جاءت في المركز العاشر بثروة بلغت 62 مليار دولار.
“جيو” للاتصالات التابعة لموكيش أمباني تجمع 15 مليار دولار استثمارات أجنبية في شهرين
استفاد أمباني ، الذي يمتلك 42٪ من شركة ريلاينس ، من موجة كبيرة من الاستثمار في الوحدة الرقمية التابعة للشركة “جيو بلاتفورمز”، التي تقدر قيمتها بما بين 65 و68 مليار دولار، وجذبت خلال شهرين فقط، استثمارات ضخمة من كبريات شركات الاتصالات والتكنولوجيا العالمية والصناديق السيادية العربية.
الصناديق السيادية السعودية والإماراتية تستثمر 2.7 مليار دولار في شركة موكيش أمباني
حيث جمعت أكثر من 15 مليار دولار استثمارات أجنبية من فيسبوك و”سيلفر ليك”، و”فيستا إكويتي بارتنرز”، و”جنرال أتلانتك”، و”كيه كيه آر”، وكذلك صندوق “مبادلة” الإماراتي الذي استثمر 1.2 مليار دولار، وكذلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي ضخ فيها 1.5 مليار دولار.
وتشكل الاستثمارات التي جذبتها “جيو بلاتفورمز” أكثر من 50% من الاستثمارات التي تلقتها شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم منذ بداية العام الجاري.
“جيو” للاتصالات ستستحوذ على 48% من سوق الهاتف المحمول بالهند خلال 5 سنوات
وتوقع تقرير صادر عن سانفورد سي برنشتاين في يونيو، أن تستحوذ شركة “جيو” على 48٪ من سوق مشتركي الهاتف المحمول في الهند بحلول عام 2025.
وتعد “جيو بلاتفورمز”، الشركة المملوكة بالكامل لشركة ريلاينس إنداستريز، منصة تقنية متطورة وتهتم بتوفير خدمات رقمية عالية الجودة وبتكلفة معتدلة في مختلف أنحاء الهند، حيث تخدم أكثر من 388 مليون مشترك، وقد حققت الشركة استثمارات مهمة في منظومتها الرقمية، بالاستفادة من تقنيات رائدة تشمل النطاق العريض والأجهزة الذكية والحوسبة السحابية، وتحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والواقع المعزز والواقع الافتراضي و”البلوك تشين”.
جاءت هذه الاستثمارات بشركة “جيو” في وقت تسبب فيه انهيار أسعار النفط في عدم اليقين بشأن بيع حصة من قسم النفط والمواد الكيميائية في شركة ريليانس.
وفي حين تعرض الاقتصاد الهندي للانهيار تقريباً أثناء الإغلاق للسيطرة على انتشار فيروس كورونا كوفيد 19 ، إلا أن إن شركات موكيش أمباني، ولا سيما عملاق الاتصالات “جيو بلاتفورمز” ازدهرت ، وزادت ثروته الشخصية بشكل كبير، بحسب جياتي غوش ، رئيس مركز الدراسات والتخطيط الاقتصادي في جامعة جواهرلال نهرو الهندية.
10% من الهنود يملكون أكثر من 75% من الثروات بالبلاد
وقالت “بلومبرج” إن الصعود الصاروخي لثروة موكيش أمباني، البالغ من العمر 63 عامًا، في وقت تتجه فيه الهند إلى أسوأ ركود لها على الإطلاق، يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في الثروات وتوزيع الدخل بالبلاد، حيث تمتلك أعلى 10٪ أكثر من 75% من الثروة الإجمالية ، كما أن معظم الثروة الجديدة مركزة في أيدي أغنى 1٪ من الهنود.
موكيش أمباني يعيش في قصر “أنتيليا” من 27 طابقاً بقيمة تصل مليار دولار
يعيش أمباني في قصر مكون من 27 طابقًا في مومباي ، والمعروف باسم “أنتيليا”، تقدر قيمته بنحو مليار دولار، ولديه 3 مهابط لطائرات الهليكوبتر على السطح ، ومواقف لنحو 168 سيارة ، وقاعة سينما تتسع لـ 50 مقعدًا ، وقاعة رقص كبيرة ، و3 طوابق من الحدائق المعلقة المستوحاة من بابل ، ومنتجع صحي ومركز للياقة البدنية.
إمبراطورية موكيش أمباني تسيطر على النفط والاتصالات والبيع بالتجزئة في الهند
يستمتع موكيش أمباني بكونه صاحب أكبر إمبراطورية اقتصادية بالهند ويسيطر على أهم القطاعات بها، فقد تخطت شركة ريليانس العام الماضي شركة النفط الهندية المملوكة للدولة، لتصبح أكبر شركة في البلاد من حيث الإيرادات، وأصبحت ” جيو بلاتفورمز” أكبر شركة اتصالات من حيث المشتركين والإيرادات والأرباح، كما أن ذراع المجموعة للبيع بالتجزئة هو أكبر من جميع بائعي التجزئة الرئيسيين مجتمعين.
وقال أمباني في ذلك الوقت: “إننا نحتضن أيضًا محركات نمو جديدة . أملي أن يكون التوسع المدفوع رقميًا أكثر شمولاً. لا يمكن لأي قوة على وجه الأرض أن توقف الهند من الارتفاع إلى أعلى”.
كيف بدأت رحلة موكيش أمباني حتى وصل لتاسع أغنى رجل بالعالم؟
بدأ موكيش أمباني حياته العملية في أعمال العائلة مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، عندما استدعاه والده ديريهاي أمباني إلى الهند للإشراف على بناء مصنع “بوليستر”، وذلك بعد عام قضاه موكيش في كلية ستانفورد للأعمال.
بدأت شركة أمباني في شراء الموردين وكذلك مصانع البتروكيماويات ومصافي النفط ، وفي النهاية دخلت الشكة في صناعة الأقمشة والمنسوجات وإمبراطورية الطاقة، قبل أن يتوفى الوالد عام 2002 دون ترك وصية ، مما أثار خلاف بين موكيش وشقيقه أنيل.
وقرر الأخوة تقسيم ميراث والدهم، حيث احتفظ موكيش بالسيطرة على عمليات التكرير والبتروكيماويات والنفط والغاز والمنسوجات ، بينما تولى أنيل أعمال الاتصالات وإدارة الأصول والترفيه وتوليد الطاقة.
وفي عام 2013 ، أعلن الشقيقان عن عقد بقيمة 220 مليون دولار لمشاركة شبكة الألياف الضوئية ، وهي أول صفقة منذ انفصالهما إلا أن أنيل أمباني يعاني من تعثر أعماله، وقدمت شركته للاتصالات طلب إفلاس العام الماضي.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا