توقع بحث أكاديمي، أن تؤدي جائحة كورونا إلى إنهاء “العصر الذهبي” لصناديق الثروة السيادية حول العالم، حيث سيؤدي وباء “كوفيد 19″، إلى تغييرات عميقة في كيانات الاستثمار المملوكة للدول.
وقال الأكاديميون في جامعة بوكوني وجامعة نيويورك وكلية لندن للاقتصاد، إن صناديق الثروة السيادية، التي تدير أصول بقيمة 6 تريليون دولار عالميا، استغلتها الحكومات لبث الاستقرار في الموازنات وتخفيف أثار العواقب الاقتصادية نتيجة الوباء.
وأضافوا في تقرير نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”، أن الصناديق المرتبطة بالنفط بشكل خاص تواجه صدمة عكسية تعد الأكثر حدة في تاريخها، مع تسبب الوباء في مشكلات إضافية مثل تراجع أسعار النفط وهبوط إيرادات المواد الهيدروكربونية.
وقال بيرناردو بورتولوتي، أستاذ الاقتصاد وأحد مؤلفي التقرير، إن أزمة كوفيد 19 بمثابة نقطة تحول في تاريخ صناديق الثروة السيادية، وهذه الصدمة الكبيرة وغير المتوقعة تسرع الاتجاه السلبي القائم من قبل المتعلق بتراجع أسعار البترول وتباطؤ التجارة العالمية، المحركان الرئيسيان لنمو صناديق الثروة السيادية.
وأضاف أن صناديق الثروة السيادية بجميع أشكالها سوف تضطر لإعادة تقييم استراتيجياتها وتتكيف مع متطلبات حكوماتها.
ويرى التقرير، أنه بدلا من التركيز على الاستثمار عالميا، كما فعلت العديد من صناديق الثروة السيادية الكبيرة في السنوات الماضية، سوف يعني الوباء على الأرجح أن تصبح هذه الصناديق “أكثر استدانة” وتفضل الاستثمارات المحلية على الاستثمارات الخارجية وتتحرك إلى ما هو أكثر من العائدات المالية الصافية إلى التركيز على التأثير الاقتصادي والاجتماعي الأوسع.
وقال الأكاديميون، إنه من الصعب تقدير الخسائر الاستثمارية لتلك الصناديق نتيجة الوباء بسبب الطبيعة الغامضة للقطاع ولكنهم أشاروا إلى أنها قد تعاني من خسائر تقدر بـ800 مليار دولار.
ورغم أن بعض صناديق الثروة السيادية كانت تستغل موجات البيع لشراء الأسهم الرخيصة، لم يكن لديها الكثير من النقدية القابلة للتصرف هذه المرة.
ووجد البحث ان بعض الصناديق طُلب منها ملء الفجوات في الموازنات العامة وكذلك دعم الاقتصادات المحلية من خلال تقديم حزم انقاذ للشركات.
وقام صندوق الثروة السيادية السنغافوري “تماسيك” على سبيل المثال بإعادة رسملة “سيمكورب مارين”، تكتل إنشاء وإصلاح السفن المحلي، مقابل 1.5 مليار دولار بجانب ضخ 13 مليار دولار في الخطوط الجوية السنغافورية.
وفي الأماكن الأخرى واجهت الصناديق في النرويج وإيران والكويت ونيجيريا سحوبات أو زودت توزيعات الأرباح لتمويل حكوماتها.
ووجدت دراسة أخرى أجرتها شركة “انفيسكو” العام الجاري أن صناديق الثروة السيادية القائمة على السلع تواجه سحوبات من قبل حكوماتها.
وقالت الدراسة: “إذا استمرت أزمة الوباء أو الانخفاض في أسعار البترول فسوف تواجه الصنايق فترة مطولة من التدفقات الخارجة وقرارات صعبة مثل بيع بعض الأصول”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا