كتب: عبد الرحمن الشويخ
صورة “المداخن” المحيطة بملعب الرعب، والساعة الشهيرة التى تدق بقوة كل 60 دقيقة، و”الأدرينالين الذى يلهب حماس اللاعبين في المواجهات الكبرى.. ذكريات قديمة من كلاسيكيات كرة القدم في مصر، وحاضر نلمسه عن فريق “غزل المحلة” الذى قدَّم مستويات طيبة في الموسم الماضي، وعبَّر عن نفسه في الجولات الماضية من بطولة الدوري الممتاز.
لكنَّ هناك مستقبلاً يسير في طريق مختلف عن الآخرين، “الفلاحين”، وهو لقب فريق الكرة بـ”غزل المحلة”، على أبواب الطرح في البورصة المصرية، ليكونوا أصحاب تجربة رائدة وغير مسبوقة في كرة القدم المصرية.
تاريخ عريق وتجربة نموذجية
نادى غزل المحلة الذى تأسس عام 1936 بعد إنشاء شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى كشركة وطنية مصرية بقيادة طلعت حرب، وظهر نشاط كرة القدم فيه من خلال الخبراء الإنجليز الذين يعملون بالشركة، وشاركوا مع بعض العمال المصريين، حتى إنشاء استاد غزل المحلة عام 1947، وتم تكوين فريق ليشارك في دوري الشركات، قبل أن يتحول إلى إحدى القوى الكبرى في كرة القدم المصرية، ويتوج ببطولة الدوري الممتاز موسم 1972-1973 ويصل لنهائي دوري أبطال أفريقيا 1974، كما صعد لنهائي كأس مصر 6 مرات في تاريخه، وحلَّ ثالثاً في البطولة العربية للأندية أبطال الكأس بتونس 1997.
وقدَّم غزل المحلة العديد من الأسماء اللامعة للكرة المصرية مثل عبدالرحيم خليل، ومحمد السياجى، وعمر عبدالله، وعبدالدايم، وعماشة، والنحريرى، وشوقى غريب، وصابر، وخالد عيد، وعبدالعظيم الشورى، وعبداللطيف الدوماني، ووائل جمعة، ومحمد العتراوي، ومحمود فتح الله، ومحمد عبدالشافي، وأحمد المحمدى.
وتعد تجربة غزل المحلة النموذج المثالى لأندية الشركات، كما يجب أن تكون، فبحكم تواجده في منطقة الدلتا، ونجاحه في منازلة أندية العاصمة والتفوق عليهم، استطاع خطف قلوب الجماهير، وبات النادى الوحيد تقريباً في مصر الذى يمزج بين كونه نادياً تابعاً لشركة، لكنه في الوقت ذاته ذو ظهير جماهيرى وله عشاقه ومريدوه، الذين يحرصون على مساندته ويتغنون به.
النتائج لا تتحقق بالمال فقط
في الموسم الماضى استطاع غزل المحلة تحقيق الفوز على الزمالك، ثم الأهلي، وتعادل مع بيراميدز، وتحقق ذلك بالقليل من المال قياساً بما أنفقته الأندية الآخرى، وهو ما أكده خالد عيد، المدير الفنى السابق للفريق بقوله: “عقود الفريق مجتمعة تُقدر بـ17 مليون جنيه، ولم ندفع في الصفقات سوى في لاعبين، وهما إسلام فؤاد دفعنا لناديه 400 ألف جنيه، وحارس المرمى عمرو شعبان دفعنا لناديه 300 ألف جنيه ولدينا عقود بالنادى تصل إلى 750 و850 ألف جنيه في الموسم”.
بحسب بيان صادر عن وزارة قطاع الأعمال، تم في 10 ديسمبر 2020، توقيع عقود لرعاية الفريق لعدد 7 شركات راعية بإجمالى 29 مليون جنيه.
بالنظر للقيمة السوقية للاعبي الفريق في الموسم الحالى، فهي وفقاً لموقع “ترانسفير ماركت”، المتخصص تبلغ 4.13 مليون يورو “73 مليون جنيه تقريباً”، وهي ثالث أقل قيمة سوقية لفريق بعد مصر للمقاصة، والشرقية للدخان، لكن عند النظر لجدول ترتيب الدوري بعد مرور 5 جولات، فالفريق في المركز الرابع خلف النادي الأهلي وبيراميدز، والزمالك، وقدَّم واحدة من أجمل المباريات في المسابقة أمام الأهلي ولم يخسر منه إلا بشق الأنفس.
“الفلاحين» على أبواب البورصة
أعلنت وزارة قطاع الأعمال العام، عن خطتها لتطوير النادي، وقالت إنها أعدت مشروعاً لتطوير نادى غزل المحلة، التابع لشركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى؛ لإنشاء ثلاثة كيانات وهى: نادٍ للعاملين بالشركة لممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية، وتأسيس نادٍ رياضى اجتماعى لأعضاء جدد في حدود 10 آلاف عضوية جديدة، من خلال تأسيس شركة مساهمة تمتلكها شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، مع تكوين شركة مشروع «SPV» خاصة برياضة كرة القدم، يتم إعطاؤها حق استغلال الاسم التجاري «غزل المحلة لكرة القدم»، وحق الانتفاع للاستاد وملعب تدريب.
تتمثل رؤية الوزارة في تطوير نادي العاملين بشركة غزل المحلة بمساحة 31.3 ألف متر مربع، على أن يضم عدداً من الملاعب الرياضية، والأنشطة الاجتماعية؛ لتحسين الخدمات المقدمة للعاملين بالشركة وأسرهم بنفس قيمة الاشتراكات الحالية، بالإضافة إلى إنشاء نادٍ اجتماعي رياضي خاص لأعضاء جدد في حدود 10 آلاف عضوية بمساحة 84 ألف متر مربع، على أن يضم عدداً من الملاعب الرياضية، ومجمعاً لحمامات السباحة وأنشطة اجتماعية أخرى.
تعاقدت شركة غزل المحلة لكرة القدم مع نادي “هوتنيك” البولندي، لتطوير قطاع الناشئين والبراعم بإمكانيات جيدة وبأسلوب أوروبى علمى، وإحداث طفرة في التدريب واللاعبين أنفسهم، بما يسمح بإخراج لاعبين قادرين على المنافسة في الدورى الممتاز والأندية الخليجية والأوروبية، وفقاً لبيان وزارة قطاع الأعمال.
تستعد الوزارة لطرح شركة غزل المحلة لكرة القدم في البورصة، قبل نهاية العام الجاري، ليصبح أول نادٍ مصري يطرح أسهمه في سوق الأوراق المالية، وتولى بنك الاستثمار “برايم”، عملية التجهيز للطرح لشركة غزل المحلة لكرة القدم البالغ رأسمالها 200 مليون جنيه للاكتتاب بالبورصة، على أن تكون قيمة اكتتاب النادى 137 مليون جنيه، ويتم طرح الشريحة الأكبر بقيمة 100 مليون جنيه للاكتتاب العام، و37 مليون جنيه للاكتتاب الخاص، وتحتفظ إدارة الشركة بثلث النادى، أما الثلثان الآخران للشركة فسيتم طرحهما في البورصة.
قال هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، إنَّ شركة “مصر القابضة للتأمين” ستسهم في الاكتتاب الخاص بطرح شركة غزل المحلة لكرة القدم في البورصة، بنحو 15 مليون جنيه من إجمالى القيمة المحددة للطرح الخاص والبالغة 37 مليون جنيه.
سيكون على جمهور غزل المحلة الراغب بالمشاركة في الاستثمار بالنادي القيام بعملية التكويد في البورصة المصرية، عن طريق شركات السمسرة المنتشرة في مصر التي ستفتح أبوابها مع بداية الاكتتاب العام لتكويد الراغبين في الشراء بالطرح، من أجل المساهمة في إنجاح التجربة.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
