أخبار

البرتقال المصري.. شكوك حول استمراره على عرش الصادرات العالمية

البرتقال

كتب: سليم حسن

حصدت مصر المرتبة الأولى عالميًا في تجارة محصول البرتقال آخر عامين، لكن مجموعة من المتغيرات أثرت على توقعات المُصدرين حول إمكانية استمرار البرتقال في المقدمة عالميًا أمام 4 منافسين أقوياء خلال العام الجاري.

ماذا حدث؟

تُهدد تحديات رئيسية بقاء صادرات البرتقال المصرى على رأس قائمة أكبر الأسواق التجارية حول العالم، يمكن تلخيصها في ارتفاع تكاليف خام البرتقال بمحطات التعبئة، ونولون الشحن البحري، وانخفاض الطلب، ما دفع المصدرين المصريين لتحديد أسعار البيع في التصدير عند مستوى أعلى بنحو 100 دولار في الطن أمام أسعار كبار المنافسيين الدوليين، لينخفض الطلب.

يبدأ موسم تصدير الموالح في مصر بصنف البرتقال “أبوسرة”، وفي العادة يبدأ في ديسمبر من كل عام، ثم “الفالنسيا” مع منتصف شهر يناير التالى له.

تزرع مصر مساحات من الموالح سنويًا تقترب من 400 ألف فدان، تنتج منها كميات تتخطى 3.5 مليون طن، وحصدت مصر المرتبة الأولى في التصدير العام الماضي للمرة الثانية على التوالي بإجمالي كميات تخطت 1.8 مليون طن.

50% زيادة في أسعار خام البرتقال

قفزت أسعار خام البرتقال بمصر في محطات التعبئة والتغليف هذا الموسم بنحو 50%، مدفوعة بنقص المعروض من المحصول، الذى جاء مدفوعًا بالتغيرات المناخية، وفقًا لرئيس شركة اكسترا جلوبال للحاصلات الزراعية، أحمد فرحات.

بلغت تقديرات تراجع إنتاج البرتقال “أبوسرة” مستويات بين 40 و60%، مدفوعة بالتغيرات المناخية التي أثرت على عملية التذهير والإنبات بداية الموسم، لترتفع أسعار الخام في النهاية إلى 4.5 و5 جنيهات للكيلو مقابل 2.5 و3 جنيهات الموسم الماضي.

طلب ضعيف

“الطلب ضعيف على البرتقال المصري هذا العام، مدفوعًا بالتغيرات التي طرأت على السوق، وفقًا لما وصفه رئيس مجلس إدارة شركة السادات “أجرو فروت” للحاصلات الزراعية، هيثم السعدني.
أضاف: “انخفاض الطلب يأتي بسبب ارتفاع التكلفة التصديرية أمام التكاليف المنخفضة نسبيا لدى 4 منافسين رئيسيين، وفى مقدمتهم تركيا”.

40% زيادة فى تكاليف التعبئة

قفزت تكاليف التعبئة والتغليف بمحطات الفرز بنحو 40%، بخلاف مصروفات الإجراءات الجديدة التي تعمل بها هيئة سلامة الغذاء والحجر الزراعي على الحاصلات المعدة للتصدير، ومنها التكويد والفحص، أوضح السعدني.

الشحن البحري أزمة أخرى

تواجه عمليات الشحن التصديرية من مصر أزمة فى توفير الفراغات اللازمة للشحن، مثل باقي القطاعات التصديرية، هذه الأزمة دفعت خطوط الملاحة البحرية إلى زيادة أسعار النولون فوق 100% تقريبًا هذا العام، وفقًا لرئيس جمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية “هيا”، محسن البلتاجي.

زادت أسعار الشحن الدولي من 1400 إلى 3200 دولارا للحاوية إلى روسيا مثلًا، ما أضعف تنافسية المنتج في مواجهة المنتج التركي، والحال نفسه في بنجلاديش وماليزيا، وفقًا لمدير التصدير بشركة جليلة للحاصلات الزراعية، نادر شنب.

100 دولار تعرقل التنافسية أمام 4 منافسين أقوياء

التكاليف المتزايدة دفعت مُصدري الموالح لزيادة سعر الطن بنحو 100 دولار فوق الأسعار التي يُقدمها أبرز 4 منافسين لمصر في تصدير الموالح، وهم (تركيا، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، واليونان)، ما يُعرقل خطط التصدير في النهاية.

تسعير البرتقال المصري حاليًا عند 600 دولارًا للطن في المتوسط، مقابل 450 و500 دولارًا للتركي والجنوب أفريقي، ولم يتم احتساب تكاليف نولون الشحن الدولي بعد، وفقًا لمُصدرين.

أثرت تكاليف نولون الشحن البحري المتزايدة على البرتقال المصري لصالح التركي، خاصة لأسواق روسيا القريبة من “أنقرة” بالمقارنة مع “القاهرة”، إذ تستقبل روسيا البرتقال التركي بريًا، والمصري بحريًا.

تُعد روسيا ثاني أكبر مستقبل للبرتقال المصري بعد السعودية، وكذلك باقي المنتجات الزراعية، وحصلت الموسم الماضي على نحو 660 ألف طن بقيمة 309 ملايين دولار، وفقًا لتقرير صادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.

حصلت روسيا على نحو 298 ألف طن من البرتقال المصري العام الماضي، والسعودية على نحو 300 ألف طن.

قدر مُصدرون تكلفة البرتقال المصرى للسعودية بنحو 20 ريال للعبوة، لكن الأسعار الرسمية للبيع فى المملكة تنخفض إلى 15 ريال فقط، ما يوضح شكل الخسارة.

ضعف التنافسية في شرق آسيا

أضاف مصدرون: “أزمة التنافسية لم تظهر في روسيا فقط، بل امتدت إلى جنوب شرق آسيا، وضعف التنافسية هنا يأتي أمام المنتج الجنوب أفريقي”.

نما الإنتاج من الأحجام الكبيرة للبرتقال هذا الموسم، ومن المفترض أن تتوجه إلى روسيا وأوكرانيا، في حين تُفضل دول جنوب شرق آسيا الأحجام الصغيرة.

مراهنة على موسم “الفالنسيا”

يُراهن مُصدرو الموالح حاليًا على موسم برتقال «الفالنسيا» الذي يبدأ منتصف يناير ويستحوذ على 65% من إجمالي صادرات البرتقال وباقي الكميات من صنف «أبو سُرة».
موسم الفالنسيا هو الأقوى للبرتقال المصرى، وستدخل مصر فيه بقوة مع في شهري يناير وفبراير المقبلين، ما قد يدعم بقاء مصر في المرتبة الأولى عالميًا فى تصدير البرتقال، قال رئيس شركة اكسترا جلوبال لتصدير الحاصلات، أحمد فرحات.

محطات متعطلة بسبب ضعف الطلب

أدى ضعف الطلب على البرتقال المصري هذا الموسم إلى توقف بعض محطات الفرز والتعبئة عن العمل رغم بدء موسم التصدير لأكثر من أسبوعين حاليًا، وفقًا لمدير التصدير بشركة جليلة للحاصلات الزراعية.

لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا

الأكثر مشاهدة

النفط يصل لأعلى مستوياته منذ شهر وسط توقعات بارتفاع الطلب

استقرت أسعار النفط اليوم الخميس لتقترب من أعلى مستوى في...

تمويل ميسر من مؤسسة التمويل الدولية لـ”أوراسكوم للتنمية مصر” بقيمة 157 مليون دولار

وقعت مؤسسة التمويل الدولية اتفاقية مع ”شركة أوراسكوم للتنمية مصر”،...

منطقة إعلانية