زادت الصين دعمها للشركات المدرجة فى السوق المحلى إلى مستوى قياسى العام الماضى لمساعدتها فى التغلب على التباطؤ فى ثانى أكبر اقتصاد بالعالم فى خطوة من المحتمل أن تؤدى إلى مزيد من الضغط على محادثات التجارة مع واشنطن.
وكشفت بيانات شركة «ويند»، أن مدفوعات بكين والحكومات المحلية للشركات المدرجة ارتفعت بنسبة %14 على أساس سنوى إلى 153.8 مليار يوان ما يعادل 22.3 مليار دولار فى العام الماضى.
وقال سكوت كينيدى، مدير مشروع الاقتصاد والأعمال السياسية الصينى فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن إن هذه البيانات تعزز فقط الانطباع بأن الشركات الصينية تبدأ السباق على الأعمال متقدمة بفارق كبير عن منافسيها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى نما فيه الاقتصاد الصينى بنسبة %6.6 العام الماضى وهو أبطأ معدل منذ ثلاثة عقود تقريبًا بسبب ضعف نمو الائتمان وتفاقم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قام الشهر الجارى بزيادة التعريفة الجمركية على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار ووضع شركة «هواوى» فى القائمة السوداء.
وتحاول واشنطن إجبار بكين على تفكيك دعم الدولة لقطاع الشركات الذى تقول الولايات المتحدة إنه يؤدى إلى زيادة الطاقة الإنتاجية ويمنح الشركات الصينية ميزة غير عادلة فى الأسواق العالمية.
وقال شو بن، الأستاذ بكلية «تشاينا يوروب» الدولية لإدارة الأعمال فى شنغهاى «تم تطبيق العديد من الإجراءات خلال العام الماضى لدعم الاقتصاد».
أضاف أن المدفوعات تهدف إلى تعويض الخسائر التى تعانيها الشركات فى ظل الظروف العالمية المعاكسة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن شركة البترول «سينوبك» التى حصلت على دعم قيمته 7.5 مليار رنمينبى كانت المتلقى الرئيسى للدعم فى العام الماضى.
وتلقت أيضًا شركات صناعة السيارات بعضًا من أكبر المدفوعات حيث تقلصت مبيعات السيارات فى الصين لأول مرة منذ ثلاثة عقود تقريبًا وحصلت شركة «شنغهاى أوتو» المملوكة للدولة على 3.6 مليار يوان.
وكانت إعانات العام الماضى تعادل %4 من إجمالى الأرباح الصافية للشركات المدرجة فى البورصة البالغة 3.7 تريليون يوان.
وتباطأ نمو إيرادات الشركات المدرجة فى البورصة إلى %12.7 بانخفاض حوالى %7 على أساس سنوى فى عام 2018.
وقال رئيس أحد البنوك الاستثمارية بشنغهاى إن الحكومات المحلية زادت من حجم الإعانات للشركات المدرجة للحفاظ على معدل التوظيف وإيرادات الضرائب.
وعادة تقدم الصين إعانات للشركات التى تشارك فى مشاريع البنية التحتية الوطنية أو تساعد فى تحقيق الأهداف بمجال البحث والتطوير التكنولوجى.
وتعتمد بعض الشركات على الدعم للبقاء على قيد الحياة حيث تلقت شركة «تشانغ» لصناعة السيارات إعانات حكومية بقيمة 2.87 مليار يوان أى أكثر من أرباحها الصافية البالغة 68 مليون يوان.
وقامت المجموعة الصينية وهى شريك لشركة صناعة السيارات الأمريكية «فورد» بتسريح مئات العمال فى الأشهر الأخيرة.
وعلى الجانب الآخر تقوم الولايات المتحدة بدعم الشركات المحلية حيث تلقى حوالى 100 شركة 3.2 مليار دولار فى شكل منح حكومية بين عامى 2014 و2017.
وتنافست الحكومات المحلية فى الولايات المتحدة أيضًا على تقديم إعفاءات ضريبية بمليارات الدولارات لجذب استثمار من خلال العديد من الشركات.
ووعدت بكين أيضًا بمساعدة قطاع الشركات من خلال التخفيضات الضريبية العام الجارى والتى قد تصل قيمتها 298 مليار دولار.
وبدأت أرباح الشركات الصناعية الكبرى فى الانخفاض خلال نوفمبر الماضى وانخفضت بأسرع معدل لها فى ما يقرب من 3 سنوات ونصف السنة فى أبريل وفقاً للإحصاءات الرسمية.
وقال إيريس بانج، الخبير الاقتصادى الصينى لدى البنك الهولندى «آى إن جى» إن هذا الاتجاه الهابط فى الأرباح سوف يستمر لمعظم عام 2019.
وأشار إلى استمرار انخفاض مبيعات السيارات وتأثير الحرب التجارية والتقنية بين الصين والولايات المتحدة.
المصدر: جريدة البورصة
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا