الجزائر فازت على السنغال بعدما سجلت هدفا من محاولتين فقط للخضر على مرمى ألفريد جومي، مقابل 12 محاولة قامت بها السنغال على مرمى رايس مبولحي حارس الجزائر، ولم تسجل.
ورغم أن كل الإحصائيات تقول أن السنغال أفضل في المباراة، حتى الاستحواذ بلغ 62% مقابل 38% للجزائريين، إلا أن كرة القدم أرادت أن “تحيا الجزائر” بهدف بونجاح بعد دقيقة وعشرون ثانية فقط من بداية المباراة ليفوزوا بلقب غاب عنهم 29 عاما.
النهائيات تُكسب ولا تُلعب
جماهير كرة القدم غالبا ما تكون نظرتها للنهائيات أنها حد الكمال من حيث جودة الأداء وفنيات اللاعبين وخطط المدربين في البطولات، لكن هذا غير صحيح مطلقًا، النهائيات ما هي إلا رد فعل للمدرب على ما يحدث في الملعب، وهكذا فعل بلماضي أمام السنغال.
قبل أقل من دقيقتين وجد جمال بلماضي نفسه متقدمًا بهدف، لذا تغيرت المعطيات بالنسبة له، رياض محرز الرئة التي تتنفس بها الجزائر، بنقل الكرة من الدفاع للهجوم، ظهر كثيرا ويبعد عرضيات سنغالية ويقوم بأدوار دفاعية غير معتادة، ويلجأ للخشونة لإيقاف لاعبي السنغال، حتى أن من لا يعرف محرز قد لا يفرق بين دوره ودور مهدي زفان الظهير الأيمن.
محرز لم يكن وحده هو الذي يفعل ذلك، كذلك فعل بلايلي لمساندة بنسبعيني الذي عاني كثيرا في مواجهة إسماعيلا سار، مع التأمين الكامل في مناطق الوسط بوجود عدلان قديورة، ومعه أفضل لاعب في البطولة إسماعيل بناصر، وأمام مبولحي تألق ميندي وبلعمري الذي تأخر الجزائريون كثيرًا في الاستفادة بقدراتها.
لم يكن التأمين ودفاع الكتلة فقط هما سلاح بلماضي للخروج بالمباراة حيث أراد، فسلاح آخر لجأ إليه الخضر وهو تجميد اللعب، من خلال ارتكاب الأخطاء حال فقد الكرة، وهو ما تظهره الاحصائيات بوضوح، إذ ارتكبت الجزائر 31 مخالفة مقابل 19 للسنغال.
التوفيق لا يأتي إلا لمستحقيه
كرة القدم يمكن أن تبتسم لك، تقديرًا لمجمل أعمالك، ليس شرطا أن تكون في أفضل أحوالك اليوم، هكذا فعلت مع الجزائر.
الخضر يبدون فريقًا مثاليًا يستحق الفوز بالكأس، فريق لم يخسر في أي مباراة، وسجل أكبر عدد من الأهداف، لديه طريقة لعب مميزة، مدربه نجح في صنع توليفة تضم عناصر من الشباب والخبرة، بينها تجانس وتفاهم كبير، لاعبيه لديهم روح قتالية عالية، ورغبة دائمة في إضافة المزيد من الأهداف، وإن غاب ذلك اليوم فالنهائي له حسابات أخرى.
المدربون الذين لا يضحكون يفوزون
ملاحظة قد تبدو غريبة لكنها واضحة لمن يتابع، جمال بلماضي من المدربين الذين تظهر الصرامة و الصلابة على وجوههم، وغالبًا هذا النوع من المدربين هو الذي يعتلي منصات التتويج.
حدة جمال بلماضي التي تظهر على قسمات وجهه، وردوده الجافة على وسائل الإعلام، ما هي إلا ترجمة واضحة لقوة شخصيته وسيطرته على غرف خلع الملابس، فهو الذي أقنع لاعبين بقيمة ياسين إبراهيمي وإسلام سليماني بأن يجلسا على مقاعد البدلاء ويلعبا لحظات قليلة دون تذمر.
كما أن بلماضي هو من فكر في مواهب بحجم يوسف عطال وإسماعيل بناصر وآدم أوناس، ومنحهم الفرصة، ووفقا للأعمار السنية في تشكيلة الجزائر وهذا المزيج كان لا بد أن تريد كرة القدم أن تحيا الجزائر وتتوج بالنسخة رقم 32 من بطولة كأس الأمم الإفريقية، بينما تفوز مصر بتنظيم بطولة هي الأفضل في تاريخ كأس الأمم الأفريقية، وإن كان خروج منتخب الفراعنة قد خيم بظلاله على فرحة المصريين بالتنظيم الرائع، .
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا