كتب: سليم حسن
قفزت أسعار الدواجن من أرض المزرعة بواقع 10 جنيهات في الكيلو منذ مطلع العام الجاري، مدفوعة بتراجع المعروض، وسط توقعات باستمرار زيادتها خلال الفترة المقبلة وصولًا للمستويات القياسية التي سجلتها في العام الماضي فوق 80 جنيه من أرض المزرعة.
أحد كبار مُربي الدواجن في محافظة القليوبية، أحمد عبد المجيد، قال لـ”ايكونومي بلس”، إن أسعار الدواجن في أرض المزرعة تصل حاليًا إلى 70 جنيه للكيلو، مقارنة بنحو 60 جنيهًا في نهاية ديسمبر الماضي، ومن المتوقع أن تصعد فوق 80 جنيهًا للكيلو قريبًا، وهي الأسعار التي تزيد بنحو 27% عن مثيلتها في بداية العام الماضي.
كانت الحكومة قد توصلت في أكتوبر الماضي لاتفاق مع منتجي الدواجن يقضي بخفض الأسعار بنسبة 15% على الدواجن الحية، والمجمدة، والبيض، مقابل وعود من قبل البنك المركزي المصري بتوفير الدولار اللازم لشراء الخامات المستخدمة في عملية الإنتاج.
اقرأ أيضا:
تطبيق مبادرة خفض الأسعار على 7 سلع وخطة لإضافة منتجات أخرى
لكن أوضح عبد المجيد أن الأسابيع الأخيرة شهدت حالات نفوق كبيرة أصابت أغلب القطعان في مزارع عدة ما أثر على المعروض في النهاية، وتسبب في ارتفاع الأسعار.
أضاف: “النفوق عالي جدًا، وفيه عنابر بالكامل نفقت وأعمارها صغيرة كتاكيت عمر 10 أيام في صورة ما شوفنهاش قبل كده في مصر، والإصابة قبل كده كانت بتيجي للأعمار فوق 30 يوم”.
أحد كبار مُربي الدواجن في محافظة الدقهلية، علي الدواهري، ربط النفوق في القطعان صغيرة العمر بأزمة تكاليف الإنتاج المتفاقمة في جميع مراحل صناعة الدواجن، بخاصة الأدوية، التي زادت تكلفتها بأكثر من مرة ونصف في ظل ارتفاع حدة الوبائية في السوق المحلي، وتحديدًا أمراض “نيوكاسل” و”جامبورا”، وينتشر هذا الوضع في كافة المحافظات.
يرى الدواهري أن التكاليف أثرت على إنفاق المربين على مزارع قطعان “أمهات التسمين” المنتجة لـ”كتاكيت التسمين”، ما أنتج كتكوت ضعيف لا يتحمل درجات الحرارة المنخفضة بدون عوامل تدفئة وأمصال مناسبتين للحالة.
يقول: “الأمهات ما بتاخدش حقها في التربية بسبب التكلفة، فالكتكوت بييجي ضعيف، وفي أصناف مشهورة في السوق وبيعتمد عليها فئة كبيرة من مزارع التسمين”.
بالإضافة إلى اﻷدوية، تخطت أسعار الأعلاف خلال يناير الجاري 25 ألف جنيه للطن، مقارنة بنحو 21 ألف جنيه خلال ديسمبر الماضي، على خلفية زيادة أسعار خامات التصنيع، بعد زيادة الذرة الصفراء من نحو 13 ألف جنيه في ديسمبر إلى أكثر من 15 ألف جنيه للطن، وفول الصويا من 31 ألف جنيه إلى 36 ألف جنيه للطن.
ترتفع أسعار الأعلاف على خلفية استمرار أزمة العملة الصعبة التي أصابت الاقتصاد المصري منذ الغزو الروسي على أوكرانيا مطلع عام 2022، والذي تزامن مع رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة.
أضاف الدواهري: “الكتكوت ضعيف رغم إن سعره في حدود 30 جنيه، ومع تكلفة العمالة والتدفئة والأعلاف المرتفعة، زادت التكلفة الإجمالية للكيلو فوق 75 جنيه في حين إن السعر لازال عند 70 جنيه في أرض المزرعة”.
يوضح نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، ثروت الزيني لـ”ايكونومي بلس” أن تأثير انخفاض درجات الحرارة على الدواجن كان له دور قائلًا: “كلما انخفضت درجات الحرارة كلما احتاجت لتدفئة أعلى، وبالتالي تكلفة أعلى، بالتالي ترتفع حالات النفوق كلما كانت التدفئة غير مناسبة”.
مصدر في معهد بحوث الإنتاج الحيواني أوضح لـ”ايكونومي بلس” أن الكتكوت الأبيض لا يتحمل درجة الحرارة تحت 24 درجة مئوية، وخلال الأسبوعين الماضيين انخفضت درجات الحرارة إلى 10 درجات مئوية في بعض فترات اليوم.
أضاف” العنبر الواحد قدرة عشرة آلاف كتكوت يحتاج إلى 13 إلى 15 اسطوانة بوتاجاز صغيرة يوميًا، بسعر 100 جنيه للأسطوانة الواحدة”.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
