قفزت أسعار اللحوم بأنواعها، الحمراء والبيضاء في الأسابيع الأخيرة بصورة كبيرة لتسجل مستويات غير مسبوقة لم تشهدها الأسواق من قبل، بعد أن تجاوزت أسعار اللحوم الحمراء للمستهلكين حاجز الـ400 جنيه للكيلو، في حين تجاوز سعر لحوم الدواجن حاجز الـ100 جنيه للكيلو.
طالع: تضخم أسعار الغذاء يُسجل مستويات قياسية بنهاية 2023
كيف ترتفع أسعار اللحوم؟
أخذت أسعار اللحوم الحمراء منحنى الزيادة مع منتصف شهر ديسمبر الماضي، لتقفز من المستويات المستقرة عندها منذ موسم عيد الأضحى الماضي والتي كانت تتراوح وقتها بين 125 و135 جنيهًا للكيلو “قائم” من لحوم الجاموس والأبقار، على الترتيب، لتصعد في الأخير إلى 160 و170 جنيها للكيلو.
زيادة أسعار “القائم” وصلت أخيرًا إلى أسعار اللحوم الحمراء التي يتناولها المستهلكين، بعد أن تجاوز سعر الكيلو 400 جنيه في أغلب المناطق، ووصل إلى 450 جنيهًا في بعض المناطق، وفق تجار ومزارع لحوم حية تحدثوا مع “ايكونومي بلس”.
أيضًا، قفزت أسعار الدواجن من أرض المزرعة إلى مستوى قياسي لم تشهده من قبل، بعد أن سجلت 93 جنيها للكيلو، في حين تصل إلى المستهلكين بأسعار تتراوح بين 100 و105 جنيهات للكيلو بحسب المنطقة، وفق مزارع تحدثت مع “ايكونومي بلس”.
لماذا ترتفع أسعار اللحوم؟
ترتفع أسعار اللحوم الحية لأسباب مختلفة، لكن يجمعها سبب رئيس واحد وهو ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازية، نظرا لأن أغلب مدخلات صناعة الثروة الحيوانية مستوردة ولا يوجد لها بدائل محلية.
تاجر الماشية، برعي أبو المجد، قال لـ”ايكونومي بلس”، إن تكاليف الأعلاف أصبحت مرهقة على الكثير من مزارع التربية والتسمين، خاصة في الشهور الأخيرة، بعد القفزات القياسية في ِأسعار الدولار.
وفي الوقت الذي تمثل فيه الأعلاف نحو 70% من تكاليف الثروة الحيوانية، ترتفع أسعارها بشكل متواصل في الأسابيع الأخيرة إلى حد بلغ فيه سعر الطن مستوى قياسي لم تشهده الأسواق من قبل بواقع 32 ألف جنيه للطن في المتوسط، بعد أن عادت أسعار خامات التصنيع لتُسجل مستويات مرتفعة قرب 20 ألف جنيه لطن الذرة الصفراء، و45 ألف جنيه من الفول الصويا.
أبوالمجد، أوضح أن الاوضاع السيئة أجبرته على وقف نشاطه في تجارة الماشية قبل شهور عدة، ولجأ إلى التجارة في اللحوم المجمدة كبديل، لحين استقرار الأوضاع بالأسواق نسبيا.
حجم الثروة الحيوانية لا يزال أقل من الاحتياجات الاستهلاكية في مصر، ففي حين تنتج مصر نحو 500 ألف طن من اللحوم محليًا، فهي لا تزال بحاجة إلى أكثر من 450 ألف طنا من اللحوم المستوردة لتغطية الاستهلاك السنوي، وفق مصادر في وزارة الزراعة.
المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها، قالت لـ”ايكونومي بلس”، إن أعداد الرؤوس الحية المستوردة يأتي أغلبها بغرض الذبيح الفوري وليس التربية، ولذلك لا نجد زيادات كبيرة في أعداد التربية بعد الكم الكبير من الرؤوس الذي فقدته الأسواق قبل 5 سنوات على خلفية تفشي الأمراض وقتها.
وارتفعت أعداد رؤوس الماشـية الحية “أبقار، وجاموس، وأغنام، وماعز، وجمال” بواقع 10% خلال العام 2022 وفق آخر بيانات حدثها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، لتبلغ 8.3 مليون رأس مقابل 7.5 مليون رأس عام 2021.
الوضع نفسه بالنسبة لأسواق اللحوم البيضاء من الدواجن، والتي قفزت أسعارها إلى مستوى قياسي جديد لم تشهده الأسواق من قبل عند 93 جنيها في الكيلو من أرض المزرعة، تصل إلى 100 و105 جنيهات أثناء البيع للمستهلكين.
وبالإضافة إلى تكاليف الإنتاج الكبيرة، تُعاني مزارع الدواجن خلال موسم الشتاء الجاري موجه برد قارصة رفعت من حدة الأمراض وتسببت في نفوق عدد كبير من القطعان في الدورة الأخيرة، وبالتالي نقص شديد في المعروض ثم ارتفاع متواصل للأسعار.
إقرأ: “نار التكاليف” ترفع سعر كيلو الدواجن 10 جنيهات في أسبوعين
توقعات رمضان
يتوقع العاملون في السوق، أن استمرار وتيرة تكاليف الإنتاج الحالية لفترة أطول ستبقي أسعار اللحوم بأنواعها عند مستويات عالية، وقد نشهد زيادات أخرى لحين قدوم ذروة موسم شهر رمضان المقبل، خاصة وأن ذروة الشراء تنتهي بنهاية العشر الأوئل.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا
