قد يجعل ما يحدث حالياً في العالم من ارتفاعات أسعار الطاقة؛ النفط والغاز على حد سواء، من السعودية أن تكون أكبر الفائزين جراء ذلك، وفق بلومبرج.
اقرأ أيضاً: جنون الطاقة في العالم قد يرفع أسعار البنزين والكهرباء في مصر
ماذا يعني ذلك؟
من المقرر أن تضخ السعودية 9.8 مليون برميل يومياً، بالتوازي مع تعافي اقتصادات البلدان واحتياجها لإمدادات الطاقة، بعد انخفاض في الإنتاج دام لأكثر من 18 شهراً بسبب أزمة كورونا.
تحاول السعودية إنتاج هذه الكمية وفق سياسة تضمن لها تجنب فائض جديد، خاصة بعدما وصل سعر النفط الخام إلى 80 دولار للبرميل.
بالطبع، أدى ذلك إلى تضخم عائدات النفط في المملكة وقد تكون تلك العائدات الأعلى منذ 3 سنوات، الأمر الذي يضعها على المسار الصحيح للحصول على أكبر قدر يعوضها عن التراجعات السابقة في عام 2022.
“لقد مرت أوبك بلس بعام جيد جدًا، وتمكنوا من وضع أدامهم في موضعها الصحيح”، قال الرئيس المشارك لتداول النفط في مجموعة ترافيجورا لتجارة السلع الأساسية، بن لوكوك، في إشارة إلى أن دول أوبك بلس نجحت في الاستفادة من ما يحدث في الطاقة حالياً.
بالعودة إلى الوراء ليس بكثيراً، ولكن في شهر مارس 2020، عندما هوى الطلب على الوقود، ما ساهم في معركة بين دول “أوبك” حول العملاء ومستهلكي البترول، سنجد أن ما يحدث حالياً بعيد عن كل هذه الأجواء.
تصف “بلومبرج” المشهد: “كانت ذكريات مريرة”، لكن حالياً يستعد العالم لتوصيات “أوبك” التي تصدر عنها في اجتماع الإثنين.
تجني السعودية أموالاً من النفط أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2018.
ثمة احتمالية بحدوث ارتفاعات في الأسعار بشكل كبير، خاصة إذا ما كان هناك تهديد للتوازن الذي حققته “أوبك+”.
ما التوازن الذي حققته “أوبك+”؟
تعهد تحالف أوبك بلس في السابق، بالالتزام بجدول زمني لزيادة الإنتاج المتواضعة من خلال الموافقة على زيادة أخرى قدرها 400 ألف برميل في اليوم لشهر نوفمبر المقبل، ولكن تغير الوضع الحالي دون أي ملامح واضحة.
وجهة نظر مرتبطة
ساهم نقص الغاز الطبيعي في وصول سعره إلى 100 يورو تعادل 190 دولاراً لبرميل المفط، الأمر الذي جعل دول عديدة في العالم تفكر في الاعتماد على النفط كمصدر بديل لإنتاج الكهرباء.
لكن مازال إنتاج النفط الأمريكي يتعافى من إعصار إيدا، الذي تسبب في توقف ما يقرب من 35 مليون برميل بعد أن اجتاح خليج المكسيك قبل شهر.
اقرأ أيضاً: ارتفاع أسعار الغاز يدفع العالم للاعتماد على النفط في توليد الكهرباء.. ولكن!
ضغوط شديدة مقابل تعزيز الطلب
“ستتعرض أوبك لضغوط شديدة متزايدة من واشنطن لفتح صمام الإنتاج والحد من صعود الأسعار”، قالت كبيرة استراتيجيي السلع في آر بي سي كابيتال ماركتس، هيليما كروفت.
لا يعزز الطلب البترول نقص الغاز الطبيعي فقط، بل إن آفاق العرض تتقلص مع تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي سريع يعود بالصادرات الإيرانية إلى الأسواق الدولية، وفق مجموعة فيتول، أكبر متداول مستقل في العالم.
انخرطت طهران وواشنطن في مفاوضات لإعادة تفعيل الاتفاق النووي – ورفع العقوبات الأمريكية على شحنات النفط الإيرانية – لكن المحادثات لم تحرز تقدمًا يذكر حتى الآن.
نتيجة لذلك، لا يزال ما يقرب من 1.4 مليون برميل يوميًا من الخام الإيراني -الذي اعتقد التجار أنه قد يدخل السوق في أواخر عام 2021- غائبًا.
دفعة أكبر
إن الزيادة التي قد تتفق عليها “أوبك +” في اجتماع يوم الاثنين رمبا تكون أكبر من 400 ألف برميل يوميًا، قال أحد المسؤولين لبلومبرج.
السعودية لا تريد الأسعار تتصاعد نحو 100 دولار للبرميل
السعوديون أنفسهم لا يريدون أن يروا الأسعار تتصاعد نحو 100 دولار للبرميل، لأن تكاليف الوقود المفرطة ستقلص الطلب وتحفز انتعاش إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، وفقًا لأشخاص مطلعين على خطة السعودية في هذا الأمر تحدثوا لبلومبرج.
شكّل الارتفاع الصاروخي في أسعار الغاز ضغطاً على النفط، إذ تحاول الدول الاعتماد على البترول في توليد مصادر الكهرباء، ولكن قد ينتج عن هذا ارتفاع أسعار النفط بما يصل لـ5 دولارت للبرميل .
يعكس هذا السعر ارتفاعا بخمسة أضعاف عما كان عليه الغاز مطلع العام، في حين أن سعر النفط ازداد بمرتين فقط في الفترة ذاتها.
من المفترض أن تدفع هذه الزيادة في الاستهلاك بعض الدول المنتجة من مجموعة أوبك بلس التي تجتمع الإثنين، إلى زيادة خططها الإنتاجية.
لمتابعة أخر الأخبار والتحليلات من إيكونومي بلس عبر واتس اب اضغط هنا